تسليم جمعة مقر الوفد المصري بالقوة الجبرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أقدم الأحزاب السياسية بالمنطقة يدخل نفق التجميد
تسليم جمعة مقر "الوفد" المصري بالقوة الجبرية
نبيل شرف الدين من القاهرة: في تطورات متلاحقة تنذر بمخاطر على الخريطة السياسية المصرية الداخلية، ووسط هتافات معارضيه ممن يوصفون بالإصلاحيين (باطل .. باطل .. باطل)، دخل نعمان جمعة رئيس حزب الوفد المصري "المفصول" مقره وحيداً دون أنصاره، تنفيذاً للقرار القضائي الصادر من المحامي العام لنيابة استئناف القاهرة، وجرى تمكينه من ذلك بالقوة الجبرية، إذ طوقت قوات الأمن مقر الحزب والطرق المؤدية إليه، بينما اصطحب مدير أمن الجيزة إلى داخل مقر الحزب نعمان جمعة الذي أطاحت به غالبية أعضاء الهيئة الوفدية العليا، وتم تكليف محمود أباظة برئاسة الحزب موقتا، حتى الدعوة لانتخابات جمعيته العمومية لينتخب خلالها رئيس دائم للحزب الأقدم ليس في مصر وحدها، بل في منطقة الشرق الأوسط برمتها . وتنظر المحكمة يوم السابع من شباط (فبراير) المقبل في التظلم المقدم من أباظة على قرار النائب العام بتمكين جمعة من دخول مقر الحزب، واستمراره في رئاسة الحزب، وسط مخاوف مراقبين من تجميد أنشطة الحزب.
وحسب قرار أصدره أباظة، فقد بدأ اليوم الخميس فتح باب الترشيح لانتخابات رئاسة حزب "الوفد" لمدة 5 أيام تنتهي في 30 كانون الثاني (يناير) الحالي، وقرر محمود أباظة بصفته رئيساً موقتاً للحزب دعوة الجمعية العمومية "الهيئة الوفدية" للانعقاد في العاشرة صباح الجمعة 10 شباط (فبراير) المقبل .
مفاوضات وحشود
وفي التفاصيل فقد اصطحب مدير أمن الجيزة نعمان جمعة إلى مقر مديرية الأمن، ثم عاد والتقى معه في مقر الأمن في السفارة الكورية المجاورة للحزب، وبدأت جولة أخرى من المفاوضات انتهت بموافقة جمعة على دخول مقر الحزب بمفرده، رغم مخاوف أنصاره البالغ عددهم نحو مئة شخص، من دخوله المقر منفردا خوفا عليه من تهجم المناوئين له من أنصار أباظة والبالغ عددهم بضع مئات كانوا في غاية التحفز لأي تحرشات من قبل مجموعة جمعة، لهذا اتخذت السلطات قرارا بدخول جمعة بمفرده دون أنصاره .
وبعد مفاوضات مضنية قادها ضباط كبار بين فريقي جمعة وأباظة، وإزاء حشد كل منهما للمئات من أنصاره، حتى تحول مقر الحزب في حي الدقي الهادئ إلى ما يشبه ساحة مواجهة كادت أن تنفجر في أي لحظة، على الرغم من وجود حشود أمنية مكثفة حول الحزب، وأخيراً اتفق على دخول نعمان جمعة بمفرده مع بقاء أنصاره خارج المقر، بينما ظلت مجموعة أباظة التي تسيطر على الحزب داخل مقره .
وسلمت نيابة استئناف القاهرة محمود أباظة المتنازع على رئاسة حزب الوفد صورة رسمية من قرار النيابة العامة بتمكين نعمان جمعة من دخول مقر حزب الوفد وممارسة عمله كرئيس حزب وذلك لتقديم القرار لمحكمة القاهرة للأمور المستعجلة بناء على طلبها .
رئيس بالقوة
من جانبه عبر منير فخري عبدالنور نائب رئيس حزب "الوفد" عن رفضه عملية تسليم مقره بالقوة الجبرية، وقال "ليس هناك قانون في أي دولة من دول العالم المتحضر يفرض تعيين رئيس حزب سياسي بالقوة الجبرية، رغما عن إرادة الأغلبية في هذا الحزب"، وأشار إلى قرار اتخذته مجموعة الإصلاحيين بالتعجيل في دعوة الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد دائم للحزب، احتراما لقرار لجنة شؤون الأحزاب الذي أكد أن رئاسة حزب "الوفد" شأن داخلي، وانه يجب تطبيق أحكام المادة 19 من اللائحة التي تحدد كيفية انتخاب رئيس الحزب"، حسب تعبيره .
وما زال مقر حزب "الوفد" حتى الآن يشهد اعتصاما لمئات من الأعضاء المعارضين لنعمان جمعة رئيس الحزب "المفصول" ونظموا فرق حراسة على الأسوار والمداخل والمخارج تحسبا لأي محاولة لاقتحام المقر من قبل أنصار جمعة، وتبددت سدى عدة محاولات للتوفيق بين طرفي النزاع إزاء تمسك كل فريق بموقفه
وكانت غالبية من أعضاء الهيئة العليا لحزب "الوفد" قد أعلنوا في 18 كانون الثاني (يناير) الجاري أنهم أصدروا قرارا بعزل جمعة من رئاسة الحزب وتعيين محمود أباظة رئيساً للحزب، غير أن النيابة العامة لم تعتد بقرار الهيئة العليا لأسباب إجرائية، ورأت تمكين نعمان جمعة من الحزب الأقدم والأكبر في مصر .