أخبار

وساطة مصرية بين بيروت ودمشق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أنباء عن مساع مصرية ـ سعودية مشتركة تستهدف ترتيب عقد لقاء سوري لبناني على مستوى رفيع بالنظر إلى أن الحوار المباشر هو أقصر الطرق لحل الخلافات، أعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اليوم خلال زيارة الى القاهرة ان مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان سيقوم بوساطة بين لبنان وسوريا وخصوصا في ما يتعلق بالاسلحة في مخيمات الفلسطينيين. وقال السنيورة في مؤتمر صحافي اثر لقائه الرئيس المصري حسني مبارك ان "لبنان ينتظر قيام الوزير عمر سليمان بزيارة إلى بيروت بعد زيارته لسوريا". والتقى السنيورة مدير المخابرات المصرية وقال ان "لبنان يتطلع إلى الدور الذي سيقوم به الوزير عمر سليمان بين دمشق وبيروت لحل هذا الامر الذي سيكون احد الموضوعات التى سيبحثها".

وحول مسألة السلاح الفلسطينى فى المخيمات، قال السنيورة "إن لبنان ينظر للفلسطينيين على أنهم اشقاء وضيوف عليه إلى أن تحل قضيتهم .. إلا أنه يتعين عليهم أن يلتزموا ويحترموا القوانين اللبنانية ونحن ساعون لإيجاد حلول لهذه المشكلة". واكد السنيورة ان "السلاح الفلسطيني داخل المخيمات يجب ضبطه وتنظيمه ولا داعي لان يخرج هذا السلاح لخارج المخيمات".

وقد وقعت ثلاثة هجمات ضد قوات الامن اللبنانية في كانون الثاني/يناير تبنتها مجموعات فلسطينية بعضها موالية لسوريا. وينتشر الجيش اللبناني في محيط مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ال12 في لبنان لكنه لا يدخل اليها.

وكان مصدر دبلوماسي في القاهرة قال إن السنيورة سوف يصل إلى القاهرة تلبية لدعوة رسمية من مبارك، وصفها المصدر بأنها تتمحور حول المستجدات على الساحة اللبنانية، وإمكانية فتح حوار مباشر بين بيروت ودمشق على مستو رفيع ومن مختلف التوجهات برعاية مصرية ـ سعودية مشتركة .

من جانبه قال عبد اللطيف مملوك سفير لبنان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية إن الملف اللبناني ـ السوري سيكون حاضرا بقوة في مباحثات مبارك والسنيورة، إلى جانب بحث أخر تطورات قضية التحقيقات في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في أعقاب تولي القاضي البلجيكي الجديد سيرج براميرتز رئاسة لجنة التحقيق الدولية خلفا للقاضي الألماني ديتليف ميليس .

ومضى السفير اللبناني لدى القاهرة قائلاً زيارة السنيورة إلى مصر تأتي استكمالا للمحادثات التي أجراها مع الرئيس حسني مبارك يوم الثاني عشر من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري في منتجع شرم الشيخ المصري، حيث تعد زيارة السنيورة المقررة الخميس لمصر هي الثانية له في غضون أسبوعين، وهو التحرك الذي تصفه الدوائر الدبلوماسية المصرية أنه يرمي إلى نزع فتيل الأزمة الحادة التي تشهدها العلاقات اللبنانية ـ السورية والتي تصاعدت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .

ولفت دبلوماسي عربي في القاهرة إلى أن المحادثات بين مبارك والسنيورة قد تمتد أيضاً إلى ملف الأسلحة الفلسطينية خارج المخيمات، موضحاً أن السنيورة أبدى استعداده على حل المسائل الخلافية حوله من خلال الحوار، وأنه لا يمانع بمشاركة دول عربية ربما ترغب في تقديم المساعدة على هذا الصعيد . وأكدت مصر في أكثر من مناسبة سابقة أن مساعيها بين بيروت ودمشق تستهدف إنهاء حالة التوتر وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، دون أن تمس ولا تتطرق لمهمة لجنة التحقيق الدولية، وهو ما أكده الدبلوماسي المصري الذي أشرنا إليه في صدر التقرير قائلاً إن مهمة وأعمال اللجنة ليست مطروحة للمناقشة من قريب ولا من بعيد .

ونفى المصدر ذاته وجود مبادرة مصرية مطروحة في هذا السياق، لكنها مجرد جهود تبذلها مصر في هذا الاتجاه بالتعامل مع أطراف عربية على أساس من الثقة والاحترام وهذه الجهود مستمرة على أساس التوافق السوري اللبناني واستعادة الثقة بين الطرفين، وقال: "هناك عناوين رئيسية لهذه الجهود هي تنفيذ الشرعية الدولية والحفاظ على العلاقات العربية والمصالح الوطنية، ومنع قيام بؤرة توتر جديدة في المنطقة، ودعم العلاقات بين الشعبين السوري واللبناني" حسب تعبيره . ويرى مراقبون في القاهرة أن الدور المصري يستهدف البحث عن صيغة وسط لائقة تحفظ ماء وجه النظام السوري، بحيث لا يبدو الأمر مثولاً أمام لجنة التحقيق، وتركز الاتصالات المصرية مع باريس على تأكيد مغبة استجواب رئيس عربي ومدى ما يلحقه ذلك من استياء لدى الشارع العربي حيال فرنسا، كما ستكون سابقة خطيرة ربما تؤدي إلى أعمال عنف، وفق الرؤية التي تسوقها الدبلوماسية المصرية في هذا المضمار .

وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن كلاً من مصر والسعودية تكثفان جهودهما الإقليمية والدولية منذ مدة، بغية تهيئة الأجواء سواء على الساحة اللبنانية الداخلية، أو بين سورية ولبنان لاحتواء الأزمة الراهنة في إطار إقليمي عربي، والحيلولة دون تدويلها أكثر من نطاق مهمة لجنة التحقيقات الدولية . وقد شكر السنيورة الخميس البلدين على جهودهما. وقال "لقد عبرنا فى كل مناسبة عن كون لبنان بلد عربى الانتماء والهوية ونرغب فى أن يكون هناك سعى عربى تقوده مصر والسعودية من اجل تلطيف الاجواء غير انه يجب الاخذ فى الاعتبار المطالب اللبنانية فى هذا الشأن".

ودعا رئيس الوزراء اللبناني مجددا دمشق الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية. وقال ان "لبنان يريد علاقات جيدة مع سوريا" لكن على السوريين ان يدركوا ان لبنان "دولة مستقلة ذات سيادة".

وهي الزيارة الثانية للسنيورة الى مصر في خلال اسبوعين. ففي 12 كانون الثاني/يناير بحث مع مبارك الجهود الاقليمية التي تبذل لنزع فتيل الازمة في العلاقات اللبنانية-السورية التي بدات اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف