نساء حماس ساهمن في تسونامي النجاح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وحسب سميرة الحلايقة، الصحافية التي رشحت على قائمة حماس، فان للمرأة دور رئيسي في الحركة، وناضلت إلى جانب الرجل في حماس، وان لم يكن دورها ظاهرا إعلاميا آنذاك، إلى أن كانت الانتخابات مناسبة لإظهار هذا الدور.
وتعتقد الحلايقة، بان اهتمام حماس بالمرأة وإدراج أسماء نسائية متنوعة على قائمتها جاء إيمانا من هذه الحركة بدور المرأة وأهميته.
وأشارت حماس نفسها إلى ذلك في بيان أصدرته في 3 كانون الثاني (يناير) الجاري وأكدت فيه انه آن الأوان "للمرأة الفلسطينية أن تأخذ دورها الحقيقي، وآن للمجتمع أن يقدر حجم تضحياتها وجهادها، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، التي تخرج المبدعين والأبطال والشهداء وأجيال المستقبل وستسعى حماس إلى أن يكون للمرأة دورها في المجلس التشريعي، وأن تكون إلى جانب الرجل في إدارة الصراع مع العدو، وأن تسنّ التشريعات التي تحمي المرأة وحقوقها. وستقاوم حماس محاولات تهميش دور المرأة أو تسطيحه".
ولم تكن حماس تحتاج لان تقرأ الفلسطينيات بيانها لتطلب مساندتها لقائمتها، فالعمل الميداني لدعم قائمة حماس اضطلعت به، عشرات من الكادرات النسوية المؤيدة للحركة في المدن والقرى والمخيمات، وساهمت الدكتورة مريم الشنطي في تدشين الحملة الدعائية للحركة التي انطلقت من أمام منزل مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين.
ونشطت نساء حماس في الحشد، في المساجد والجمعيات التي تشرف عليها الحركة، وتقدم خدمات مهمة لفئات لها حضورها في المجتمع الفلسطيني.
وحسب مصادر من داخل حركة حماس، فان اختيار أسماء المرشحات على قائمة الحركة للانتخابات لم يجيء بشكل عفوي، ولكن ضمن دراسة، ففي حين مثلا تم ترشيح الصحافية الحلايقة من الخليل، أدرجت على القائمة، شخصية أكاديمية معروفة في رام الله هي الدكتورة مريم صالح، وفي نابلس رشحت حماس شخصية قوية تتمتع باحترام هي منى منصور، زوجة قائد حماس البارز جمال منصور الذي اغتيل في بداية الانتفاضة، وفي طولكرم احتلت إخلاص السيد مكانها على القائمة وهي ناشطة بارزة وزوجة عباس السيد القائد البارز في الجناح العسكري للحركة والذي حكمت عليه المحاكم العسكرية بجملة أحكام مؤبدة، ورشحت الحركة أيضا فتحية القواسمة، زوجة عبد الله القواسمة القائد في الجناح العسكري الذي اغتالته إسرائيل في مدينة الخليل، ومن ابرز المرشحات في قطاع غزة مريم فرحات المعروفة باسم خنساء فلسطين التي قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء خلال انتفاضة الأقصى، وكذلك جميلة الشنطي الناشطة الاجتماعية المعروفة.
وفي خضم الشعارات السياسية التي كانت تطرح في الحملة الدعائية الانتخابية، وهي في مجملها للاستهلاك المحلي، ميزت مرشحات حماس أنفسهن بطرح شعارات تخص المرأة مباشرة.
وتقول سميرة الحلايقة بان لدى حركة حماس رؤية واضحة وتصور صحيح عن المرأة ومهامها، وان المرأة الحمساوية ستكون نشيطة تحت قبة البرلمان الفلسطيني بطرح مواضيع تخص النساء الفلسطينيات.
وتشير إلى أن حركة حماس ستحافظ على أية حقوق مكتسبة للمرأة الفلسطينية، وستزيد عليها وتطورها، لما فيه مصلحة المرأة.
ولعبت نساء ينتمين لحماس من خارج قائمة الترشيح دورا مهما في نقل برنامج حماس وتوضيحه للتجمعات النسائية مثل أم مصعب زوجة حسن يوسف القائد البارز في حركة حماس والمعتقل حاليا في السجون الإسرائيلية والذي حصل على أعلى الأصوات في دائرة رام الله الانتخابية، ورشا الرنتيسي أرملة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
وتقول أم مصعب أن المرأة في حماس عندما وجدت أن الاحتلال يعتقل الرجال ويمارس الضغوط العديدة، كان لا بد من النزول إلى الميدان من اجل سد الفراغ.
ومثل أم مصعب يوجد عشرات من زوجات الأسرى والجرحى وأرامل من سقطوا من قادة وكوادر الحركة، بالإضافة إلى نشيطات حماس في الجامعات والمعاهد.
وتفاوت الخطاب الذي نقلته نساء حماس إلى جمهورهن العريض، حسب فهم وكفاءة كل منهن، وكذلك طبيعة الجمهور المستهدف، وتولت شخصيات قيادية في حماس توجيه خطاب بتجاوز النساء إلى الجمهور العريض، مثل الدكتورة مريم صالح من رام الله، التي قالت وبعد تواتر الأنباء عن الفوز الكبير الذي حققته حماس، بان حركتها لن تضيق على الحريات، وبأنها عكس ذلك تماما تريد أن تعمل من اجل مجتمع حر يحترم حقوق مواطنيه ويقدر احتياجاتهم، وأنها ستسعى لسن التشريعات الكفيلة بتحقيق ذلك.
وفي حين أن فوز حماس كان متوقعا بنسبة قد تصل إلى 40% من مقاعد التشريعي، إلا أن الحديث عن الفوز الكبير للحركة شكل مفاجاة كبيرة وزلزالا كما تصفه الدوائر السياسية المختلفة.
ومما لا شك فيه أن زهرات حماس ونسائها اللواتي توشحن بشعاراتها ووقفن منذ ساعات فجر يوم أمس، حيث جرت الانتخابات، أمام مراكز الاقتراع يوزعن المواد الدعائية للحركة، اسهم في هذا التغيير الكبير في الخارطة السياسية الفلسطينية، التي سيطرت عليها حركة فتح طوال أربعين عاما.
وكذلك مساهمات عشرات النساء غير المرئية اللواتي نظمن حملات من بيت إلى بيت لدفع النساء إلى النزول لصناديق الاقتراع، وأخريات مثلهن استخدمن التكنولوجيا الحديثة في إعداد القوائم وتوزيع المهام، ووصل الليل بالنهار.