النمسا: حزب الشعب يخسر الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيينا: مني حزب الشعب المحافظ الذي يقود الائتلاف الحاكم في النمسا بخسارة في الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت اليوم في عموم النمسا في حين احتل الاشتراكيون موقع الصدارة بين الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بدلا عنه. وحصل الاشتراكيون طبقا للنتائج الأولية على نسبة 7ر35 في المائة (68 مقعدا في البرلمان بنقص مقعد واحد) الامر الذي يجعلهم في طليعة الأحزاب التي سيكلفها الرئيس النمساوي هاينز فيشير بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان نصيب حزب الشعب من الأصوات نسبة 2ر34 في المائة (66 مقعدا بتراجع قدره 13 مقعدا) في حين بلغت النسبة التي حصل عليها في الانتخابات الاخيرة التي جرت في العام 2002 نسبة 3ر42 في المائة أي بتراجع بنسبة ثمانية في المائة.
ويرى مراقبون ان الحملة العنصرية التي قادها حزب الأحرار اليميني المتطرف ضد الاجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص قد حسنت من فرصه في هذه الانتخابات اذ جاء في المرتبة الثالثة وبنسبة 2ر11 في المائة (21 مقعدا بزيادة 19 مقعدا) بينما جاء حزب الخضر في المرتبة الرابعة حاصلا على نسبة 5ر10 في المائة (20 مقعدا بزيادة ثلاثة مقاعد).
وعلى الرغم من الشكوك التي احاطت بفرص حزب (التحالف من اجل مستقبل النمسا) الشريك الصغير في الائتلاف الحاكم بسبب انفصاله عن حزب الأحرار اليميني فانه تمكن من الاحتفاظ بوجوده داخل البرلمان عندما حصل على نسبة 2ر4 في المائة (ثمانية مقاعد). ولم يفلح المرشح المستقل هاينز مارتين والحزب الشيوعي من بلوغ نسبة اربعة في المائة التي تسمح لهما بدخول البرلمان.
في غضون ذلك اعلنت وزيرة الداخلية النمساوية ليزه بروكوب في تصريح صحافي اليوم ان اكثر من اربعة ملايين ناخب ادلوا باصواتهم اليوم من مجموع 1ر6 مليون ناخب اي ان نسبة المشاركة بلغت 74 في المائة فيما كانت في الانتخابات الاخيرة قد تجاوزت نسبة 84 في المائة.
ويتعين الحصول على الاغلبية البسيطة (92 مقعدا) من اجمالي مقاعد البرلمان البالغة 183 مقعدا لتشكيل الحكومة الجديدة حيث سيكون من السهل على الحزبين الاشتراكي والشعب تشكيل ائتلاف بينهما لان مجموع المقاعد لكليهما يصل الى 134 مقعدا في البرلمان.
واذا لم يتمكن هذان الحزبان من التفاهم بينهما فيتعين البحث عن حلفاء اخرين من الأحزاب الثلاثة الصغيرة المتبقية غير ان المشكلة تكمن في صعوبة الوصول الى الأغلبية البسيطة في حال قيام تحالف بين احد الحزبين الكبيرين واحد الأحزاب الصغيرة.
ويكمن الحل في تحالف من ثلاثة احزاب للحصول على غالبية الأصوات داخل البرلمان لتسهيل عمل الحكومة في تمرير القرارات المختلفة الا ان ذلك يبقى مرهونا بمدى التفاهم حول برامج الحكومة وخاصة ما يتعلق بالهجرة والضمانات الاجتماعية والصحية وتوفير فرص العمل.
واعرب زعيم الحزب الاشتراكي النمساوي الفريد غوزنباور في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام المحلية عن سعادته بنتائج الانتخابات وتصدر حزبه فيها مشيرا الى انه لا يستبعد التحالف مع حزب الشعب المحافظ اذا ما كلفه الرئيس الاتحادي بهذه المهمة.
من ناحية اخرى اعرب المستشار وزعيم حزب الشعب المحافظ فولفغانغ شوسيل عن اسفه لتراجع حزبه في انتخابات اليوم رابطا هذه النتيجة ب "الاقبال الضعيف على الانتخابات" الا انه اكد في الوقت نفسه استعداده لتشكيل الائتلاف الحكومي مع الأحزاب الأربعة المتبقية في البرلمان دون ان يحدد تشكيلة حكومية من أحزاب معينة.
وفيما تحدث هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الأحرار اليميني المتطرف عما وصفه بالفوز الكبير الذي حققه حزبه اشار الى ان حزبه "يظل الوحيد الذي حقق نصرا كاسحا في الانتخابات عندما حصل على 19 مقعدا اضافيا مقارنة بانتخابات العام 2002 ".
وردا على الاتهامات التي وجهت الى شتراخه باستغلال موضوع الهجرة والأجانب والتهجم على الاسلام لاثارة مخاوف مواطنيه بهدف كسب أصواتهم اكد هذا الزعيم اليميني المتطرف ان "الوطن يجب ان يحظى بالأولوية وهؤلاء الذين صوتوا لصالح حزبه يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع يجب احترامها".
من جهته قال زعيم حزب الخضر الكسندر فان دير بيل "لقد أصبحنا أقوى من السابق عندما حصلنا على ثلاث مقاعد اضافية في البرلمان الا انه اعرب عن اسفه لعدم تمكن حزبه من الحصول على المركز الثالث بدلا من حزب الأحرار اليميني المتطرف.
ورغم تراجع حزبه في هذه الانتخابات الا ان زعيم حزب التحالف من اجل مستقبل النمسا بيتير فسنتالير قال أن احتفاظه حزبه بوجوده داخل البرلمان على الرغم من مرور فترة قصيرة على تأسييه بعد انفصاله من حزب الأحرار اليميني يشكل "انجازا ملحوظا" مستبعدا الدخول في ائتلاف حكومي الى جانب حزب (الاحرار) في ظل قيادته الحالية.
اما هاينز بيتير مارتين المرشح المستقل فاعرب عن اسفه لما وصفه "انتخاب الشعب لنفس الاحزاب السابقة" وعدم تمكن حزبه من الحصول على نسبة اربعة في المائة من الاصوات التي تؤهله لدخول البرلمان.
وكان الزعيم حزب الاشتراكي النمساوي المعارض قد اكد في تصريحات سابقة لكونا حرصه على تعزيز علاقات بلاده مع العالمين العربي والاسلامي واعادة دور النمسا الحيوي في منطقة الشرق الاوسط وبما ينسجم العلاقات المتينة بين الجانبين.
وقال غونباور ان "حزبه يتطلع من جديد لدور لعب فعال في النزاع العربي الاسرائيلي في حال فوزه بالانتخابات البرلمانية" مؤكدا ان لحزبه علاقات عريقة مع منطقة الشرق الاوسط.