أخبار

هزيمة غير متوقعة للمحافظين في مواجهة اليسار في النمسا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فيينا: حققت المعارضة الاشتراكية الديموقراطية فوزا لم يكن متوقعا على اليمين بقيادة المستشار المحافظ فولفغانغ شوسل الذي يحكم منذ ست سنوات، في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد في النمسا، حسب ارقام نشرتها وزارة الداخلية. واعترف شوسل بهزيمته مساء الاحد "ما لم تحدث معجزة صغيرة" تقلب الوضع، وهنأ زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الفريد غوسنبوير (46 عاما).

وسيكون غوسنبوير على الارجح المستشار المقبل للنمسا لكن المشاورات حول تشكيل الحكومة المقبلة التي ستضم عدة احزاب ستستغرق عدة اسابيع. وقال شوسل امام مؤيديه تحت خيمة نصبت في فيينا للاحتفال بالانتخابات "اعرف انكم لا تشعرون برغبة في الاحتفال". واضاف "يجب ان تحدث معجزة صغيرة لتتغير الامور"، مؤكدا انه لا ينوي الانسحاب قبل تشكيل الحكومة المقبلة. ورغم استطلاعات الرأي التي رجحت فوز حزب شوسل، تقدم عليه الحزب الاشتراكي الديموقراطي بحصوله على 7،35% من الاصوات (مقابل 2،34% لليمين)، بينما حصل الحزب اليميني المتطرف على 2،11% ودعاة حماية البيئة (الخضر) على 5،10% حسب الارقام الموقتة لوزارة الداخلية.

وخسر المحافظون بذلك 13 مقعدا في مجلس النواب حيث سيشغلون 66 مقعدا مقابل 68 للاشتراكيين الديموقراطيين الذين حافظوا على العدد نفسه من المقاعد التي حصلوا عليها في انتخابات 2002.

ولا تأخذ هذه النتائج في الاعتبار 400 الف صوت لنمساويين في الخارج ومواطنين لم يصوتوا في مراكز التصويت في مقر اقامتهم. ولن يتم فرز هذه الاصوات قبل العاشر من الشهر الجاري. وقال غوسنبوير انه ينتظر "النتائج النهائية"، مؤكدا انه بحاجة الى اجراء مفاوضات مع كل من المحافظين والخضر لتشكيل تحالف حكومي. وقد يستغرق ذلك عدة اسابيع. واوضح للتلفزيون النمساوي "او ار اف" ان "الناخبين عبروا عن حاجتهم للتغيير".

ويفترض ان يغادر اليمين المتطرف المنقسم الحكومة مع ان الحزب الليبرالي بقيادة هانس كريستيان ستراشي خليفة يورغ هايدر ومنافسه جاء في المرتبة الثالثة. وتوقعت الصحف النمساوية اليوم الاثنين ان يتم تشكيل "حكومة تحالف كبير" تضم الاشتراكيين الديموقراطيين الذين فازوا في الاقتراع والمحافظين. ورأت الصحف ان شوسل خسر في الانتخابات لانه افرط في الثقة في فوزه خلال الحملة الانتخابية.

وكتبت صحيفة "كوريير" في افتتاحيتها ان التحالف بين المحافظين واليمين المتطرف الذي يحكم النمسا منذ ست سنوات "لم يكن لديه في السنوات الاخيرة الا برنامجا واحدا هو البقاء اطول فترة ممكنة في السلطة". وكان المحافظون يعولون على الفوز في الانتخابات بفضل الوضع الاقتصادي الجيد وسمعة شوسل (61 عاما) كرجل دولة.

الا ان الفريد غوسنبوير زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي انتقد خلال الحملة الحصيلة الاجتماعية لعمل الحكومة مؤكدا انه ادى الى تعميق التفاوت الطبقي. وكان شوسل اثار صدمة في اوروبا في شباط(فبراير) 2000 عندما اصبح اول رئيس حكومة اوروبي يتحالف مع اليمين المتطرف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف