أخبار

بناء متحف فوق مقبرة إسلامية في القدس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خلف خلف من رام الله: تنظم مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في إسرائيل يوم غد الثلاثاء اعتصاماً في مدينة القدس احتجاجاً على إصرار شركات إسرائيلية وأميركية بناء ما يسمى بمتحف التسامح والكرامة الإنسانية على رفات وجماجم المسلمين المدفونين في أرض مقبرة مأمن الله في القدس، وكذلك الاحتجاج على مواصلة انتهاك حرمة المقدسات والأوقاف في داخل إسرائيل، ويتزامن الاعتصام مع تجدد مداولة المحكمة العليا الإسرائيلية في ملف مقبرة مأمن الله.

يشارك في الاعتصام المئات من أهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس، وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وقالت مؤسسة الأقصى إن عددا من الربانيم اليهود " الأميركيين وممثلين عن الشركات الأميركية القائمة على بناء متحف التسامح حضرت خصيصا من أميركا لحضور جلسة المحكمة في ملف مقبرة "مأمن الله" والتأثير على قرار المحكمة.

مقبرة مأمن الله ويذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس تجدد صباح غد الثلاثاء جلسات مداولاتها في ملف المقبرة المقدسية، ويأتي ذلك بعد إصرار شركات إسرائيلية وأميركية بناء ما يسمى بـِ "متحف التسامح" على أرض مقبرة مأمن الله ورفضها رفع يدها عن هذا المشروع والاستمرار بنبش رفات وعظام الموتى المسلمين المدفونين فيها، في حين رفضت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات العروض الاغرائية التي قدمتها الشركات الإسرائيلية الأميركية، وكذلك الاقتراحات التي قدمها القاضي المتقاعد "مائير شمجار" الذي عينته المحكمة العليا وسيطا في الملف ، وأصرت مؤسسة الأقصى على موقفها على ضرورة إلغاء بناء ما يسمى بـِ "متحف التسامح" والابقاء على قدسية المقبرة والمحافظة على حرمتها واستعمالها كمقبرة إسلامية كما وُقفت عليه.

هذا وأبرق الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني - صباح اليوم الاثنين برسالة إلى كل من الدكتور أكمل الدين احسان اوغلو - أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي-، والسيد عمرو موسى - أمين عام الجامعة العربية - وجه خلالها نداء استغاثة من أجل إنقاذ مقبرة مأمن الله الإسلامية، وأعرب الشيخ رائد صلاح خلال الرسالة عن تخوفه من أن تحكم المحكمة العليا الإسرائيلية لصالح المشروع وقال: ولكن المحكمة ستستأنف النظر في هذا المشروع ( متحف التسامح) خلال أيام قريبة ولدينا تخوف كبير جدا أن تحكم المحكمة العليا الإسرائيلية لصالح هذا المشروع، وهذا يعني مواصلة حفر المقبرة ، ومواصلة انتهاكها ، فنرجو من معاليكم أخذ دوركم والضغط بكل الوسائل المتاحة بين أيديكم لمنع مواصلة هذه الجريمة التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية ضد مقبرة مأمن الله، وتضمنت الرسالة تعريفا موجزاً بتاريخ مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية ومحطات الاعتداءات الاسرائيلية عليها وآخرها بدء بناء ما سمي بمتحف التسامح.

وكانت شركات إسرائيلية وأميركية بدأت مطلع العام 2006 بأعمال حفرية وإنشائية على قسم من أرض مقبرة مأمن الله من اجل بناء ما يسمى متحف التسامح والكرامة الإنسانية، والذي يرعاه مركز فيزنطال ومقره ولاية لوس انجلوس في اميركا، ويهدف هذا المتحف إلى ربط العالم والشعب اليهودي بالقدس والاستيطان فيها، وخلال الأيام الأولى من بدء العمل على ارض مقبرة مأمن الله تم نبش مئات القبور، واستطاعت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ومؤسسة كرامة لحقوق الإنسان بعد تقديمها إستئنافا إلى المحكمة العليا إيقاف العمل في شهر شباط من العام الحالي.

وحينها عينت المحكمة القاضي المتقاعد مائير شمجار وسيطا في الملف والذي بدوره عقد جلسات بين الإطراف محاولاً إقناع مؤسسة الأقصى بالموافقة على نقل رفات المسلمين من الموقع ، حيث سيقام "متحف التسامح" إلى جزء آخر من مقبرة مأمن الله مدعياً آن هذا هو الحل الوحيد ولا يمكن الرجوع بالتاريخ إلى الوراء وإلغاء إقامة متحف التسامح ، مؤسسة الأقصى رفضت بدورها هذه الاقتراحات وأصرت على موقفها القاضي بالمحافظة على مقبرة مأمن الله وقدسيتها وإلغاء مشروع "متحف التسامح" وإبقاء المقبرة كمقبرة إسلامية كما كانت عليه على مدار مئات السنين.

كما ورفضت مؤسسة الأقصى كل العروض الاغرائية التي قدمتها الشركات الإسرائيلية والأميركية والتي أعربت عن استعدادها تمويل مشروع تنوي مؤسسة الأقصى تنفيذه ، كما وحاولت هذه الشركات الإسرائيلية الأميركية تحسين صورتها وتضليل الرأي العام بادعائها بأنها على استعداد أن تنقل رفات الموتى المسلمين من موقع المشروع المذكور إلى الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله، وان تقوم بأعمال ترميم وصيانة في هذا الجزء المتبقي من المقبرة، والحقيقة أن هذه الشركات الإسرائيلية الأميركية والمؤسسة الإسرائيلية هي التي تنتهك حرمة مقبرة مأمن الله اليوم وهي التي انتهكت حرمتها منذ عشرات السنين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف