مركز أوروبي لمساعدة ضحايا الاتجار بالبشر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن: افتتح في مدينة شفيلد وسط انجلترا هذا الأسبوع أول مركز مخصص لمساعدة ضحايا عصابات الرقيق الأبيض والنساء اللواتي تجبرن على ممارسة الدعارة وضحايا تهريب المهاجرين غير الشرعيين إضافة إلى الخادمات اللواتي تعاملن بطريقة سيئة.
وسيوفر المركز الذي أطلق عليه اسم "مركز ضحايا الاتجار بالبشر" (Human Trafficking Centre) ملجأً آمنا ويوفر المساعدة للناس الذين يتم تهريبهم من خارج البلاد الى داخلها، وخصوصا النساء اللواتيتم خداعهن واستدراجهن إلى بريطانيا بغرض إجبارهن على ممارسة الدعارة، ومعظمهن إما استقدمن إلى البلاد تحت ذريعة أنهن سيعملن كمربيات أطفال أو خادمات في المنزل او في الفنادق، وبعضهن قاصرات (أي دون الـ18 عاما - وهو السن القانوني).
وسيشمل المركز أيضا أخصائيين وسبل توفير الرعاية للخدم، ومعظمهن من ألنساء من افريقيا وشبه القارة الهندية والفلبين، جاؤوا مع اسر اجنبية غنية - معظمها من الخليج - احتفظت بوثائق سفرهن، وكثيرا ماتهرب الخادمات من سوء المعاملة، ثم يتعرضن لأتهام المخدوم بالسرقة.
وسيتولى المركز ابضا رعاية اطفال من بلدان العالم الثالث تم تهريبهم الى اوروبا للعمل في الخدمة المنزلية، او في مصانع وورش للملابس او المخدرات؛ وذلك حسب مصادر بوليس جنوب مقاطعة يوركشير المسؤول عن ادارة المركز، الأول من نوعه في اوروبا.
وسيلتحق بالمركز عدد من المحاميين المتخصصين في هذه الشؤون، واخصائيي الصحة والشؤون الأجتماعية، خاصة لرعاية النساء حيث يقدر عدد الشابات اللاتي اجبرن على الدعارة بالمئات، معظمهن من بلدان اوروبا الشرقية، وبلدان الشمال الأفريقي، والشرق الأقصى.
وقد اتضح مدى عمق المشكلة في عملية "بنتآماتيرز" وهو ألاسم الكودي لعمليات بدأتها عدد من قوات البوليس، منها حكمدارية بوليس العاصمة، لندن، والمدن الكبرى الصناعيىة كشفيلد، ويورك، وليدز، وليفربول، ونيوكاسل، ومن المتوقع استمرار العملية، وارسال الضحايا اللاتي تم انقاذهن من بيوت الدعارة الى المركز، بدلا من ألاسلوب القديم وهو تقديم المومسات للمحاكم بتهم ازعاج السلام الأجتماعي، والشوسرة على الجيران، والكسب غير المشروع. وقد ركز مكتب المدعي العام في السنوات ألاخيرة على محاولة انقاذ النساء، خاصة صغيرات السن اللاتي غرر بهن، ومساعدتهن على العودة الى بلدانهن الأصلية، وتحويلهن الى شهود في قضايا ضد القوادين، او النساء اللاتي يدرن بيوت واندية الدعارة، وزعماء عصابات تهريب النساء، حيث يقدمون الى الماكمة بتهم مثل الأختطاف، وتهريب البشر، وحبس النساء دون ارادتهن، وسرقة جوازات السفر، والكسب من مصادر غير اخلاقية، وافساد آخلاق القصر، واحيانا ألأعتداء باللفظ والضرب، والضرر الجسدي في حالة انتقال عدوى مرضية لأي من النساء.
واسفرت عملية بنتآماتيرز عن تفتيش 515 منزلا ومركزا للدعارة، ومصادرة 300 الف جنيه استرليني ( 566,640 دولار) واعتقل 232 ، وجهت التهم الى 134 منهم، وهم في انتظار المحاكمة. وادت جهود البوليس الى تخليص 84 من الشابات من افريقيا ومابيزيا وتايلاند، و شرق اوروبا، منهن اطفالا دون السادسة عشرة، واصغرهن في الثانية عشرة، كما تم انقاذ فتاة نيجيرية لم تبلغ الرابعة عشرة بعد، حملت رغما منها.
ويقول جراهام ماكسويل، نائب حكمدار بوليس شفيلد، ان المركز سيركز على اسلوب العلاج والرعاية ألأجتماعية والسيكولوجية، كما سيتناول ايضا رعاية خدم المنازل، من ضحتيا سوء المعاملة وه " جريمة بشعة حيث يعاملن معاملة العبيد."
ويضيف ماكسويل، ان الضحايا اللاتي اجبرن على الدعارة، غالبا مايصلن بريطانيا بطريقة غير مشروعة، ثم يخفي القوادون اولا الباسبورات، وتتعرض الشابات للأغتصاب المستمر وبعضهن ل 30 مرة في اليوم الواحد، ويضطررن للعمل في بيوت الدعارة لتجنب تكرار الأغتصاب، او بتهديد العصابات لهن بايذاء اقاربهن في البلدان الأصلية، او لدفع ديون هي ثمن تسفيرهن الى بريطانيا. وكثير منهن لم يعهرفن انهن في بريطانيا حيث لايسمح لهن بالخروج ابا من منزل الدعارة ، خاصة ومعظمهن يجهلن الأنجليزية.
وينوى ماكسويل ان يستقدم عددا من ضباط البوليس من الجنسين، من مختلف قوات المقاطعات البريطانية المختلفة للتدريب في المركز على سبل معاملة النساء المضبوطات في دور الدعارة بطريقة انسانية لأنهن ضحايا لعصابات خطيرة، ولست مجرمات قصدن هذا العمل اصلا.
وقد رحبت المنظمات والجمعيات الخيرية المهتمة بالمشكلة بالمركز، وبضرورة ارسال اشارات واضحة الى النساء الاتي اضطررن للدعارة، والى خادمات المنازل اللاتي يتعرضن لسوء المعاملية، ان هناك ملجأ لهن وان القانون في صفهن لأنقاذهن من قوادين وعصابات تضطرهن لهذا العمل، او من مخدومين يعاملهن كالرقيق.