بلير وأردوغان يبحثان في انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي

لندن، انقرة: استقبل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم في لندن نظيره التركي رجب طيب اردوغان واجرى معه محادثات حول انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. واعلن ناطق باسم بلير ان "المناقشات تناولت مسالة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وركزت على مدى تقدم هذه المفاوضات" دون المزيد من التفاصيل.

وفي حين يبدي مواطنو معظم الدول الاوروبية ريبة في انضام تركيا الى الاتحاد يعتبر بلير من انصار هذا الانضمام الذي يجرى التفاوض حوله منذ الثالث من تشرين الاول(اكتوبر) 2005. كذلك تطرق بلير واردوغان للوضع في الشرق الاوسط ورحب رئيس الوزراء البريطاني "بمساهمة تركيا الايجابية" في التوصل الى وقف اطلاق النار في لبنان حيث ستشارك بجنودها في اطار قوة الامم المتحدة (يونيفيل) المعززة في نهاية الشهر الجاري.

الاتحاد الاوروبي يحض تركيا على احترام التزاماتها

انتقد المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع اولي رين اليوم تركيا لتباطؤ اصلاحاتها وحضها على احترام التزاماتها حيال قبرص، وذلك قبل نشر تقرير حول التقدم الذي احرزته انقرة. ورغم اشادته بورشة الاصلاحات الديموقراطية الواسعة التي اطلقتها تركيا خلال الاعوام الماضية، انتقد رين حصيلة التقدم الذي حققته بعد عام من بدء مفاوضاتها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في الثالث من تشرين الاول(اكتوبر) 2005.

وقال في مداخلة خلال مؤتمر في انقرة التي وصل اليها مساء الاثنين في زيارة تستمر ثلاثة ايام "بصفتي صديقا لتركيا، ساقول بكل صدق ان ايقاع الاصلاحات تراجع خلال الاشهر الاثني عشر الاخيرة". وطلب تحقيق "تقدم ملموس" قبل ان تنشر المفوضية الاوروبية في الثامن من تشرين الثاني(نوفمبر) تقريرها السنوي التقويمي حول تركيا. واكد ان على تركيا ان تحترم خصوصا التزاماتها الجمركية حيال قبرص "لتفادي حادث طارىء".

ووقعت انقرة في تموز(يوليو) 2005 بروتوكولا يلحظ توسيع اتحادها الجمركي مع الاتحاد الاوروبي بحيث يشمل الدول العشر التي انضمت اليه عام 2004، وبينها الشطر اليوناني من جزيرة قبرص المقسومة. لكن انقرة ترفض تطبيق هذا الاتفاق على قبرص اليونانية كونها لا تعترف بها، ولا تسمح للسفن والطائرات القبرصية باستخدام موانئها ومطاراتها.

وتعمل انقرة والرئاسة الفنلندية للاتحاد حاليا على تسوية لتفادي ازمة في العلاقات بين الاتحاد وتركيا بحلول نهاية العام، خصوصا وان الجانب الاوروبي لا يستبعد تعليق عملية الانضمام. وسئل المسؤول الاوروبي حول هذه النقطة خلال مؤتمر صحافي، فرفض كشف اي تفاصيل.

كذلك، دعا رين الحكومة التركية الى ضمان "حرية تعبير كاملة"، في اشارة خصوصا الى مادة مثيرة للجدل في قانون العقوبات التركي الجديد تعاقب ب"نزع الجنسية التركية". ولوحق العديد من المثقفين ولا يزالون بموجب هذه المادة التي تحمل الرقم 301. وقال رين "من مصلحة الشعب التركي ان يعاد النظر في هذه المادة (...) فهي لا تتلاءم البتة مع المعايير الاوروبية".

الاعتراف بالابادة الارمنية ليس شرطا لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي

اعلن المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع اولي رين اليوم ان الاعتراف ب"الابادة" الارمنية ليس شرطا لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، في رأي مناقض لما سبق ان ادلى به الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال رين للصحافيين في اليوم الاول من زيارته لتركيا ان "موقف الاتحاد الاوروبي حيال القضية مفاده ان الاعتراف بالابادة الارمنية ليس شرطا للانضمام الى الاتحاد". واعتبر جاك شيراك السبت خلال زيارة لارمينيا ان على تركيا ان تعترف بارتكاب مجازر ابادة في حق الارمن قبل ان تتمكن من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

ونددت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء بهذه التصريحات، وقالت انها "مستاءة بشدة" من اعتراف الرئيس الفرنسي بطابع الابادة للاحداث المثيرة للجدل التي وقعت في بداية القرن العشرين، لافتة الى ان هذه التصريحات "تفتقر الى اساس تاريخي". وجاء في بيان للخارجية ان "الحديث عن ابادة غير مقبول".

بدوره، انتقد رئيس الجمعية البرلمانية في مجلس اوروبا رينيه فان دير ليندن ما ادلى به الرئيس الفرنسي، معتبرا انه "لا يمكن تغيير قواعد اللعبة في وسط اللعبة". واضاف رين ان النادي الاوروبي يشجع "نقاشا عقلانيا ومفتوحا" حول المجازر في حق الارمن التي كانت سابقا موضوعا محرما في تركيا. واعرب عن دعمه الاقتراح التركي بتشكيل لجنة مختلطة من المؤرخين الاتراك والارمن لدرس المجازر التي ارتكبت في الاعوام الاخيرة من السلطنة العثمانية قبل ان تخلفها عام 1923 جمهورية تركيا. ولاحظ المسؤول الاوروبي "ان هذه الطريقة في التعاطي مع هذه المسألة التاريخية افضل بكثير من توجيه الانذارات".

وباشرت تركيا في الثالث من تشرين الاول(اكتوبر) 2005 مفاوضات بهدف الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في غضون عشرة او خسمة عشر عاما. ويقول الشعب الارمني ان نحو 5،1 مليون ارمني قتلوا في ابادة نفذتها السلطنة العثمانية، فيما تؤكد انقرة ان مجازر ارتكبت في الجانبين رافضة تهمة الابادة.