واشنطن: قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية تهديد غير مقبول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك اليوم في القاهرة ان اعلان كوريا الشمالية عزمها على اجراء تجربة نووية يشكل "تهديدا غير مقبول" للمنطقة والعالم. واضاف المتحدث الذي يرافق وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في زيارتها الى مصر، "ان اجراء تجربة (نووية) كورية شمالية سيهز بشدة ثقتنا في انخراط كوريا الشمالية في المفاوضات السداسية وسيشكل تهديدا غير مقبول للسلام والاستقرار في آسيا والعالم".
وتابع "ان تصرفا استفزازيا من هذا القبيل سيكون من شأنه التسبب في المزيد من العزلة لنظام كوريا الشمالية وحرمان شعب كوريا الشمالية من مكاسب يستحقها". واشار الى ان "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحلفاء والشركاء للدفع باتجاه التخلي عن تصرف بهذا التطرف وسترد بالطريقة الملائمة".
بولتون ينوي رفع التهديد الكوري الشمالي الى مجلس الامن
اعلن مندوب الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة جون بولتون اليوم الثلاثاء انه ينوي رفع تهديد كوريا الشمالية باجراء تجربة نووية الى مجلس الامن الدولي. وقال بولتون للصحافيين "انوي عرض المسالة على المجلس هذا الصباح"، مضيفا "اتوقع ان يكون هناك دعما لا باس به لاخذ هذه القضية على محمل الجد...انه اختبار لمجلس الامن".
عواصم الغرب تدين
وكانت اعلنت كوريا الشمالية اليوم انها ستقوم بتجربة نووية في تاريخ لم تحدده بهدف تعزيز ترسانتها ازاء ما قالت انه تهديد متعاظم من الولايات المتحدة الامر الذي اثار حفيظة الدول الكبرى التي رات في التجربة تهديدا للسلام العالمي. وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في اعلان بثته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية اليوم ان كوريا الشمالية "ستقوم في المستقبل بتجربة نووية في ظروف تتوفر فيها اجراءات السلامة بالكامل".
وكانت كوريا الشمالية اعلنت نفسها في شباط(فبراير) 2005 قوة نووية غير انها لم تقم باي تجربة نووية. واضافت الوزارة في بيانها ان "التهديد الكبير الذي تمثله الولايات المتحدة بالتسبب في اندلاع حرب نووية والعقوبات والضغوط تحتم على (كوريا الشمالية) القيام بتجربة نووية باعتبارها اجراء مضادا يندرج في اطار الدفاع الذاتي".
وكانت الحكومة اليابانية اول من رد على اعلان بنوم بنه معتبرة ان اجراء مثل هذه التجربة النووية امرا "لا يمكن قبوله". ونقلت وكالات الانباء المحلية عن وزير الخارجية تارو اسو قوله ان مشروع هذه التجربة النووية "لا يمكن قبوله لانه يشكل تهديدا للسلام". واضاف اسو انه في حال قامت كوريا الشمالية بتجربة، سترد اليابان باجراءات "صارمة"، بالتعاون مع الاسرة الدولية.
وفي القاهرة التي وصلتها اليوم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون ماكورماك ان قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية "سيشكل تهديدا غير مقبول للسلام والاستقرار في آسيا والعالم". وفي لندن قال متحدث باسم الخارجية البريطانية ان لندن ستعتبر التجربة النووية الكورية الشمالية "تصرفا بالغ الاستفزاز" ستترتب عليه "عواقب خطيرة".
وفي باريس طلبت فرنسا من كوريا الشمالية التخلي "على الفور" عن مشروع القيام بتجربة نووية التي ستمثل "عامل تهديد خطير لاستقرار الامن الاقليمي والدولي". وقال جان باتيست ماتيي المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "نحن نطلب منها (كوريا الشمالية) التخلي على الفور عن هذا المشروع لان مثل هذا العمل سيكون عامل تهديد خطير لاستقرار الامن الاقليمي والدولي".
ودعت روسيا الولايات المتحدة وكوريا الشمالية الى اجراء "اتصالات مباشرة" لمعالجة الملف النووي الكوري الشمالي، بحسب ما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم. وقال لافروف "نأمل ان تؤدي الجهود التي نبذلها الى اعادة اطلاق المفاوضات السداسية في اقرب وقت"، في اشارة الى المفاوضات حول البرنامج النووي الكوري الشمالي التي تشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين واليابان والتي توقفت منذ اشهر عدة.
وفي سيول عبرت كوريا الجنوبية عن قلقها الشديد اثر تهديد كوريا الشمالية باجراء تجربة نووية، معتبرة انه "تهديد كبير للسلام في شبه الجزيرة الكورية"، على ما جاء في تصريح لوزارة توحيد الكوريتين. وقال متحدث باسم الوزارة يانغ تشانغ-سيوك ان التجربة "ستشكل تهديدا كبيرا للسلام في شبه الجزيرة الكورية وسيكون لها اثر سلبي جدا على العلاقات بين الكوريتين". وعبر المتحدث عن "اسف (سيول) العميق وقلقها".
في تلك الاثناء اكدت وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية "لن تكون ابدا اول من يستخدم القنبلة الذرية" مضيفة ان "شعبا من دون قوة ردع موثوقة مصيره الموت المأساوي كما ان سيادة البلاد مصيرها الانتهاك المجاني". ونددت الوزارة "بالعقوبات المعيبة" التي تفرضها الولايات المتحدة على مؤسسات كورية شمالية متهمة بتبييض الاموال، متهمة واشنطن "بتصعيد التهديد بنشوب حرب نووية يوما بعد يوم".
وكانت الولايات المتحدة جمدت في ايلول(سبتمبر) 2005 اموال مؤسسات كورية شمالية يشتبه في انها استخدمت في عمليات تبييض اموال لصالح كوريا الشمالية من اجل تمويل برنامجها النووي. ويضع النظام الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية من رفع العقوبات شرطا مسبقا للعودة الى طاولة المفاوضات المتعددة الاطراف (الولايات المتحدة والكوريتان والصين واليابان وروسيا) التي هدفت بلا جدوى منذ 2003 الى اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن التسلح النووي.
وكان تم التوصل في 19 ايلول(سبتمبر) 2005 الى اتفاق في اطار هذه المفاوضات تعهد بمقتضاه نظام كوريا الشمالية بالتخلي عن السلاح النووي في مقابل مساعدة في مجال الطاقة وضمانات امنية. غير ان كوريا الشمالية عادت واكدت انها لن تتخلى عن السلاح النووي الا بعد رفع العقوبات الاميركية.
ورأت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في رغبة الولايات المتحدة "المجنونة" في زيادة التسلح وفي تنظيم مناورات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية نية "في تفجير حرب كورية ثانية" مشيرة الى ان الدليل على ذلك هو "اعلان الحرب الفعلي على كوريا الشمالية باعتماد القرار الوقح بشانها في مجلس الامن الدولي" في 15 تموز(يوليو).
وقد دان هذا القرار الذي اتخذ بالاجماع اطلاق الصواريخ الكورية الشمالية في الخامس من تموز(يوليو)، والذي اثار استياء العديد من العواصم في العالم. وقالت الوزارة لقد "تم المس بشدة بمصالحنا العليا وامن دولتنا، والامة لكورية موجودة عند مفترق طرق، بين الحياة والموت".