حملة للمجلس الاعلى بجنوب العراق لترويج مشروع الاقاليم

أسامة مهدي من لندن: في وقت اجرى مجلس النواب العراقي اليوم قراءة ثانية لمشروع تقسيم العراق الى اقاليم ينظم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية احد مكونات الائتلاف العراقي الشيعي الموحد برآسة السيد عبد العزيز الحكيم الذي قدم المشروع حملة واسعة في المحافظات الجنوبية لدعم اقامة فيدرالية الوسط والجنوب التي تضم تسع محافظات.

وابلغ مصدر عراقي "ايلاف" في اتصال هاتفي من مدينة البصرة الجنوبية ان خطة المجلس تسير في اتجاهين الاول ممارسة ضغوط على مكونات الائتلاف الرافضة او المتحفظة على المشروع والثانية تنظيم ندوات وتجمعات جماهيرية لتوعية الجماهير وخاصة الشباب منهم عن ضرورة الفيدراليات للعراق . وقال ان المجلس يمارس ضغوطا على التيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشاب مقتدى الصدر الذي يقف ضد مشروع تقسيم البلاد الى اقاليم واقامة فيدراليات فيها .. وهو ضغط مشابه ضد حزب الفضيلة الاسلامية المتحفظ على المشروع داعيا الى اقامة 18 فيدرالية بحيث تكون كل محافظة عراقية اقليما لوحده وذلك في معارضة واضحة لطموحات المجلس الاعلى ورئيسه لاقامة اقليم يمتد من "الكوت الى الكويت" كما اطلق عليه بعض السياسيين حيث يخوض الحزب مع المجلس صراعا للسيطرة على محافظة البصرة الجنوبية ثاني اكبر المدن العراقية بعد بغداد . وفي هذا الاطار يستخدم حزب الفضيلة في الجنوب اسلوب كسب الجماهير عن طريق عدم الموافقة على تعيين أي شخص في ادارات البصرة خاصة لا ينتمي الى حزب الفضيلة اضافة الى تهديد المنافسين له بهدف ايصال رسالة للجنوبيين بأن من لا يقف مع الفضيلة فان مصيره الموت .

وفي هذا الاطار يشير المصدر الى ان السلطات الايرانية وخاصة جهاز مخابراتها "اطلاعات" المنتشرة عناصره في محافظات العراقية الجنوبية تضغط باتجاه العمل من اجل اقرار مشروع الاقاليم وان يكون للمجلس دور متقدم فيه مفضلة ان يتراس الحكيم فيدرالية الوسط والجنوب المقترحة.

وخلال اجتماع مؤخرا في مدينة النجف الجنوبية بين المرجع الروحي لحزب الفضيلة اية الله الشيخ محمد اليعقوبي وبين وفد من الائتلاف الشيعي اكد المرجع فشل الكيانات السياسية التي تدعو الى الفيدرالية في الوفاء بوعودها لأبناء المحافظات الذين انتخبوهم وعجزها عن توفير ابسط حقوق الإنسان اضافة الى عدم سعيها الجاد لإنجاح عمل الحكومات المحلية في المحافظات وتأهيلها لقيادة محافظاتها . وقال ا"ن الخلافات والصراعات التي تتفشى بينها اثارت مخاوف حقيقة من نشوب صراعات مسلحة على النفوذ والسلطة والثروة اضافة الى فشلها في طمأنة الشعب من مخاوف الانقسام والتفكك والتخندق" . واضاف "ان الشعب العراقي يرى لذلك ان بعض المشاريع تعرض لمصالح اقليمية ودولية وليست لمصلحة العراق كما ان إثارة مثل هذه المشاريع يعني الاستسلام لأهداف اعداء الشعب من خلق الفتن الطائفية والقومية وتمزيق وحدة الشعب وقطع الأمل بشعب موحد تجمعه القواسم الوطنية والتاريخية والإجتماعية والدينية" . وحذر من ان الفيدرالية "تزيد في عزلة الاقليم المقام وفقها عربياً وربما دوليا لانها تدفع جهات منها الى المزيد من العمل على ايذاء الشعب العراقي وخلق الأزمات له وادخاله في انفاق مظلمة".

وضمن حملة الترويج للفيدرالية يقوم رئيس مؤسسة شهيد المحراب التابعة للمجلس عمار نجل عبد العزيز الحكيم بجولات الى محافظات العراق الوسطى والجنوبية لكسب التاييد لمشروع الاقاليم . وفي هذا الاطار زار الحكيم محافظة السماوة ثم البصرة التي التقى مع ممثل المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني في مدينة الزبير المجاورة محمد فلك وعقد لقاء في مسجد الامام موسى الكاظم مع مع وجهاء المدينة وشيوخ العشائر مؤكدا اهمية تنفيذ مشروع الاقاليم ودعا الى تنظيم حملات توعية للمواطنين وخاصة الشباب منهم من خلال التظاهرات والتجمعات والمحاضرات وخطب صلاة الجمعة مستندين في ذلك على نص الدستور العراقي الذي اوضح انه حظي بدعم السيستاني بتشكيل هذه الاقاليم . وقد قام بتوزيع مبلغ 10 الاف دينار على كل عاطل مشارك في التجمعات وطلب منهم احضار معاملاتهم لغرض تعيينهم في جهازي الجيش والشرطة.

كما اقامت مؤسسة شهيد المحراب امس مأدبة إفطار كبرى لشرائح عديدة من ابناء مدينة الكوت الجنوبية شملت المبلغين والخطباء في المكتب وشعراء وبعض وجهاء المدينة .

وقال بيان للمؤسسة اليوم ان مدير مكتبها في المحافظة القى محاضرة قبل الافطار حول الفيدرالية تحدث فيها عن كيفية استغلال شهر رمضان من قبل الخطباء والمبلغين في توضيح معنى الفيدرالية للناس اثناء عملهم ألتبليغي خلال هذا الشهر الكريم واثر هذا الشهر على المجتمع وعلى وضع العراق الحالي والحالة السياسية التي يمر بها البلد. كما اوضح للحاضرين معنى الفيدرالية وما هو مفهومها العام مؤكدا ان الفيدرالية خيار لابد منه في الوقت الحاضر للتخلص من كل العمليات الارهابية التي يتعرض لها ابناء الشعب العراقي مشيرا الى ان "الفيدرالية هي التي تحقق الامان للشيعة وتخلصهم من الظلم الذي يتعرضون له كل يوم" . وقال ان المؤسسة تواصل جهودها "من اجل تحقيق مصلحة الشعب العراقي في الحصول على جزء يسير من خيرات البلاد التي كانت تذهب سدا وتحاول المؤسسة افهام الناس بحقوقهم السياسية".