وزراء الخارجية العرب ينفون تأسيس محور الاعتدال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نبيل شرف الدين من القاهرة: في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن المحادثات تركزت على قضيتين أساسيتين، هما : التسوية في الشرق الأوسط والوضع بين الفلسطينيين واسرائيل، والكيفية التي يمكن للولايات المتحدة ان تساهم من خلالها في هذا الصدد ودفع مجلس الأمن والمجموعة الرباعية الدولية من أجل تحريك الموقف والاتجاه نحو عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
ونفى وزير الخارجية المصري أن يكون اجتماع رايس مع وزراء خارجية مصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي أحد المحاور أو التحالفات وانما هو لقاء بين أصدقاء لم يكن الأول ولن يكون الأخير ويستهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة ومساعدة الجانب الفلسطيني .
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاميركية إن إجراء كوريا الشمالية تجرية نووية "سيكون عملا استفزازيا للغاية وخطرا بدرجة كبيرة لجيرانها"، واضافت ان "الامر لا يخص الولايات المتحدة وحدها ولكن كل جيران" كوريا الشمالية.
وفي الشأن الفلسطيني أكدت رايس رغبة الولايات المتحدة في اقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام مع دولة اسرائيل في حدود امنة وان يتمتع الشعب الفلسطيني بالحقوق التي يتمتع بها أي انسان في العالم .
وحول الوضع في دارفور قالت رايس " اتفقنا على العمل معا من أجل ايجاد حل في اقليم دارفور وقد عبرت عن موقف الولايات المتحدة بخصوص قرار مجلس الأمن وذلك لحماية أهالي دارفور.
عملية السلام
ومضت وزيرة الخارجية الأميركية قائلة "لقد ناقشنا كيفية دعم ومساعدة الرئيس ابي مازن بالنسبة إلى قيام حكومة فلسطينية تكون ملتزمة بقرارات اللجنة الرباعية.. وحماس لديها الاختيار وذلك لمصلحة الشعب الفلسطيني".
وأعربت رايس عن أملها " في حكومة فلسطينية ترعى مصالح الشعب الفلسطيني والاضطلاع بمسؤولياتها الدولية والقبول بحل وجود دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب" مشيرة الى أنها ستلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
من جانبه أشار أبوالغيط الى أن هناك الكثير من الافكار والاحساس بالحاجة إلى دفع عملية السلام وتعزيز عملية السلام والتوصل الى موقف نستطيع فيه أن ندفع بالامور وصولا إلى الدولة الفلسطينية مثلما تصورها الرئيس الأميركي جورج بوش في حديثه عن دولتين تعيشان جنبا الى جنب دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية داخل حدود آمنة، معترف بها من جانب الدولتين .
وحول مغزى استضافة مصر للاجتماع الوزاري الثاني بين مصر والأردن ومجلس التعاون الخليجي مع وزيرة الخارجية الأميركية الزائرة في ضوء ما يتردد عن ان ذلك قد يشكل محورا على الساحة العربية، قال أبو الغيط إن مثل هذه المحاور غير واردة بالمرة، واوضح ابوالغيط ان الواقع هو أن هناك اجتماعا يعقد بشكل دوري بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، والواقع ايضا هو ان هناك الان وضعا عربيا صعبا ، كما أن هناك وضعا فلسطينيا صعبا .
وفي معرض رده على سؤال حول الوضع الراهن في الاراضي الفلسطينية أعرب أحمد أبوالغيط عن أمله في أن يتوصل أبناء الشعب الفلسطيني وحركتا فتح وحماس إلى الاتفاق على حكومة خلاص وطني مشيرا إلى ان الفلسطينيين يمرون الان بأصعب فترات قضيتهم ، وهو ما يقتضي الوصول إلى الوضع الذي يتيح لهم وحدة العمل واستقلاليته لتحقيق القدرة الفلسطينية على التحدث مع اسرائيل وبدء المفاوضات مرة أخرى، "وإلا فسوف تضيع القضية"، على حد تعبيره .
ملف دارفور
وحول ما اذا كانت مصر تلعب دور الوسيط لمحاولة اقناع السودان بقبول قرار مجلس الأمن رقم 1706 الخاص بدارفور، قال وزير الخارجية المصري إن بلاده تضع أمامها عدة معايير واعتبارات ومطالب محددة في هذا الخصوص اذا ما تم قبولها من جانب كل الاطراف فستكون هناك فرصة لتحقيق الاستقرار، كما نتصور الأمر .
وأوضح الوزير المصري أن في مقدمة هذه الاعتبارات وجود حاجة للنظر في توجه ومضمون هذا القرار، كما ان هناك حاجة لتفهم مجلس الأمن لبعض دواعي الحساسية لدى الجانب السوداني .
كما ان هناك حاجة للتأكد مما هو واقع فعلا على الارض، وللبحث في الكيفية التي سيتم بها تشكيل القوة المنصوص عليها في القرار ومعرفة هل ستكون هذه القوة مبنية بالكامل على القوة الافريقية، وهل ستكون هناك "قوة إسلامية " وقوة آسيوية مستعدة للمشاركة، ثم هل تفضل حكومة السودان ان ترى قوات إسلامية وعربية وافريقية واسيوية بديلا عن القوى الدولية .
ومضى أبوالغيط قائلا إن رايس اشارت خلال المحادثات إلى ان الوضع في دارفور هو وضع ضاغط وان عنصر الزمن في هذه المسألة انما يمثل عنصرا ضاغطا وان الاوضاع تتدهور في دارفور على نحو يؤشر إلى وجود خشية من حدوث عمليات قتل وصدامات والعودة مرة اخرى إلى الاقتتال على نحو قد يسبب حرجا للمجتمع الدولي ككل .
وأوضح ابوالغيط ان هناك اتفاقا افريقيا على زيادة القوات الافريقية في دارفور من 7 آلاف إلى 12 ألفا و 500 فرد . وأعلن أن مصر من جانبها قامت أمس بابلاغ الامم المتحدة باستعدادها للنظر في زيادة أعداد الضباط والافراد المصريين من العسكريين والشرطة والإداريين بالعشرات في أي حزمة تقدمها الامم المتحدة إلى الاتحاد الافريقي وإلى السودان لتعزيز قدرة القوات الافريقية على ممارسة دورها .
نووي إيران
وعما دار خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من نظيره الإيراني أمس قال ابوالغيط إن الوزير الإيراني أطلعه على المفاوضات التي تجري بين إيران والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بشأن الملف النووي الإيراني حيث أكد حدوث تقدم في هذا الصدد .
وأضاف ابوالغيط ان الوزير الإيراني اعاد تأكيد موقف بلاده بأن برنامجها النووي هو برنامج سلمي وانه ليس لدى إيران النية لتحويله إلى برنامج عسكري، غير أنها مصممة على حقها في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية .
وأشار ابوالغيط في هذا الصدد إلى ما قاله الرئيس الأميركي جورج بوش امام الدورة الحالية للجمعية العامة من انه سيوفد وزيرة الخارجية للمنطقة للبحث في تحريك عملية السلام "ومن هنا وجدنا ان هناك مجالا يسمح بمساهمة عربية في تشكيل الفكر الأميركي بقدر الامكان وصياغة الافكار التي يمكن للولايات المتحدة ان تتبناها دفعا لعملية السلام" .
أما الوزيرة الأميركية فقد أكدت في شأن الملف النووي الإيراني أن هدف الولايات المتحدة عدم تمكين ايران من الحصول على الخبرة التي تمكنها من صنع سلاح نووي مشيرة الى أن ايران يجب أن توقف عمليات تخصيب اليورانيوم والا فانه سيتم تطبيق قرارات الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.