حماس وفتح... صراع المناصب أم صراع البقاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إعادة فتح معبر رفح واغتيال قائد محلي لحماس
نداء عاجل لحل النزاع في الشرق الأوسط
هنية يؤكد انه لن يسمح بحرب اهلية وهدوء حذر يخيم على غزة
أبو نصار لـإيلاف: إسرائيل تقوم بعملية تقييم لغزو غزة
رايس في القاهرة لمقايضة ملف إيران بعملية السلام
استطلاع يشير الى فوز حركة فتح في حال اجراء
غارة جوية على خان يونس تسفر عن جرح شخصين
بشار دراغمه من رام الله: "الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه" شعار رفعته كل القيادة الفلسطينية سواء في حركة فتح أو حماس. لكن هذا الشعار بات على أرض الواقع مجرد سراب واهم وغربال أمام الشمس لا يمكن لأحد أن يستظل بظله.فتح وحماس أكبر حزبان فلسطينيان ويتمتع كل منهما بقاعدة شعبية كبيرة إضافة إلى قاعدة عسكرية أخرى تعمد على المسلحين وبعض الوسائل القتالية الخفيفة التي يتم إنتاجها يدويا.
والمنافسة في مقاومة إسرائيل أوجدت عنصر كبير من المنافسة بين الحزبين من اجل تطوير القدرات لكل منها لصبح أقوى من الآخر في وجه إسرائيل. وفي هذه الفترة كانت الوحدة الوطنية شاعرا لامعا تحافظ عليه كل الفصائل بالرغم من المنافسة بين الفصيلين. وتم الحفاظ على هذا الشعار عندما كانت إسرائيل تقصف وتدمير كل ما هو فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. فكثيرا ما رصدت عدسات الكاميرات مقاتلين من فتح وحماس إلى جانب بعضهما في مواجهة آلية عسكرية إسرائيلية.
لكن اليوم الأمر لم يعد على ما هو عليه فهناك أشياء كثير غيرت الوضع القائم فحركة حماس تتربع في عرش السلطة لكنها غير قادرة سوى على اتخاذ قرارات محدودة جدا وربما كان أمر التصدي لقوات الشرطة التي تظاهرت في شوارع غزة من ضمن هذه القرارات لتندلع مواجهة عنيفة بين القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية التي تتولاها حركة حماس ورجال الشرطة الذين يمثلون انتماء تنظيمي أساسي وهو حركة فتح.
خلاف تاريخي
ولم يكن هذا الخلاف بين الحزبين الأكبرين في الأراضي الفلسطينية وليد اليوم فما فرقته الأيام جمعته بضع سنوات من الانتفاضية الفلسطينية التي انطلقت في العام 2000 فقبل ذلك كانت المشاحنات حادة بين فتح وحماس.
و انطلقت حركة حماس رسميا من قطاع غزة في 15كانون الأول /ديسمبر 1987، وتقوم أنها جاءت نتيجة تفاعل عوامل عدة عايشها الشعب الفلسطيني منذ النكبة الاولى عام 1948 بشكل عام، وهزيمة عام 1967 بشكل خاص وأن هذه العوامل تتفرغ عن عاملين أساسيين هما التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وما آلت إليه حتى نهاية عام1987، وتطور الصحوة الاسلامية في فلسطين وما وصلت إليه في منتصف الثمانينات . كل ذلك لم يكن مقبولا لدى حركة فتح التي اعتبرت أن منافسا رئيسا خرج لها وعليها ان تكون أقوى منه.
واندلعت مواجهات بين الحزبين في بعض المناطق في قطاع غزة وامتدت إلى الضفة الغربية وكانت المنافسة الأكبر حينها حول من يقاوم إسرائيل أكثر.
المواجهة الثانية
وبعد ذلك وعندما وقعت السلطة الفلسطينية اتفاق سلام مع إسرائيل وهو اتفاقية أوسلو وأصبح هناك تواجد عسكري للشرطة الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة بات هناك نوع آخر من المواجهة.
فقادة حماس أصبحوا في سجون السلطة وكذلك عدد كبير من عناصرها. ولم تكن حماس في حينه تواجه فتح بخيار السلام ولجأت إلى الأسلوب الإعلامي والبيانات من أجل كشف ما تقوم به السلطة ضدها.
وكثيرا ما اتهمت السلطة التي تقودها حركة فتح بأنها المسؤولة عن مقتل عدد من عناصرها عندما كانوا يتعرضون للتحقيق في السجون.
واستمر الوضع على حاله حتى اندلعت انتفاضة الأقصى عام 2000 على خلفية زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرائيل شارون إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس.
وتمكن قادة حركة حماس وعناصرها من الخروج من السجون الإسرائيلية بعد أن فتح لهم الحراس الأبواب وشهدت الساحة الفلسطينية وحدة وطنية غير مسبوقة.
حماس مكان فتح
وبعد أن هدأت وتيرة الانتفاضة ووفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اتخذت حماس قرارها التاريخي بدخول الانتخابات التشريعية وتمكنت بالفعل من حصد الغالبية العظمى من مقاعد المجلس. ووجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه ملزما بتكليف إسماعيل هنية برئاسة الحكومة القادمة. إلا ان حركة فتح لم تكن للتصور أن تصعد حماس مكانها بعدما كانت في السابق هي الامر الناهي وبقفيت الخلافات متواصلة بين الحزبين وتتحول إلى مواجهات مسلحة بين الحين والآخر.
إلى أن جاءت لحظة الحسم بمواجهات عنيفة عمت كل الأرجاء الفلسطينية.
وفي ظل كل هذا الوضع يبقى المواطن الفلسطيني حائرا ويقول :" متى ستنتهي كل هذه الخلافات ما نريده هو العيش بكرامة وأمان لا الموت برصاص الأخوة فلا نريد صراع المناصب ولا صراع البقاء بينكما".