سترو يدعو إلى إعادة النظر بالنقاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعا وزير الخارجية السابق والنائب الحالي البريطاني جاك سترو في مقال في صحيفة لانكاشاير إيفنينغ تيليغراف النساء المسلمات اللواتي يرتدن النقاب إلى تليين موقفهن بعض الشيء. ونقلت الصحيفة عن سترو قوله إن النقاب "تعبير صارخ عن الانعزال والاختلاف".
وفيما يليالنص الكامل لمقال سترو:
جاك سترو*
"من دواعي السرور البالغ أن ألتقيك وجها لوجه يا سيد سترو". هذا ما قالته لي هذه السيدة اللطيفة بلهجتها اللانكاشيرية. فقد جاءت إلى مكتب النصائح في دائرتي الانتخابية لتسألني عن مشكلة ما.
رديت لها الابتسامة وقلت لنفسي: "ستكون الفرصة جيدة" دون أن أقول ذلك لها.
كانت السيدة ترتدي النقاب. عيناها كانتا مكشوفتين، لكن بقية وجهها كان محجوبا.
كان زوجها، وهو رجل محترف لا أعرفه إلا معرفة بسيطة، معها. هي التي كانت تتكلم معظم الموقت. تطرقت معها إلى تفاصيل المشكلة، وأعلمتها وزوجها أنني أعتقد أنه يمكنني أن أحل المشكلة، وافترقنا بود.
كان ذلك قبل حوالي عام. لم تكن المرة الأولى التي قابلت فيها سيدة ترتدي النقاب، لكن هذه المرة تحديدا، مع أنها اتسمت بكل احترام وتهذيب على الجانبين، حملتني على التفكير.
كان ذلك جزئيا بسبب ما بدا أنه تعارض بين الأمور التي تشير إلى أشياء مشتركة، كاللهجة الانكليزية الكاملة وتربية الزوجين في بريطانيا كاملا من جهة والحجاب من جهة أخرى.
لكن السبب الرئيسي كان أنني شعرت بشيء من عدم الارتياح وأنا أتحدث "وجها لوجه" مع شخص لا يمكنني أن أراه.
كما أقلقتني فكرة أثر هذا الاتجاه المتعاظم (ولو أنه لا يزال ضيق النطاق) على العلاقات بين أطياف المجتمع، وهو ما أشار إليه مؤخرا في صحيفة تيليغراف العمدة السابق والمستشار في حزب العمال مايك ماديغان.
لذا قررت أنني في المرة المقبلة التي تظهر في مكتبي سيدة محجبة بالكامل لن أكتفي بالجلوس أمامها صامتا، ولم أفعل بالفعل.
الآن، أتأكد دائما أن تكون سيدة من الموظفين لدي إلى جانبي. أشرح أن هذه البلاد مبنية على الحريات. أدافع بالمطلق عن حق أية سيدة أن ترتدي حجاب الرأس. أما فيما يتعلق بالنقاب الكامل، فارتداؤه لا يخالف أي قانون.
وأتابع قائلا إنني أعتقد أن الحديث سيكون له قيمة أكبر لو أزالت السيدة النقاب عن وجهها. فقيمة أي لقاء، على عكس حديث هاتفي، هو أن بامكانك، بالمعنى الحرفي تقريبا، أن ترى ماذا يعنيه الشخص الآخر، وليس فقط أن تسمع ما يقوله. لذلك عدد كبير من الأحكام التي نطلقها عن الأشخاص الآخرين ياتي من رؤية وجوههم.
اعتقدت أن الأمر سيكون صعبا حين أطلب لقاء وجها لوجه في هذه الظروف. لكنني لا أذكر مرة واحدة رفضت فيه سيدة أن ترفع الحجاب عن وجهها، ومعظم اللواتي أسألهن أبدين ارتياحا لكوني قمت بهذا الطلب.
ما حدث يوم الجمعة الماضي يشكل مثالا جيدا. رفعت السيدة النقاب فورا بعد أن طلبت ذلك. تعاملت مع المشاكل التي تحدثت إلي عنها. ثم كان حديث مشوق للغاية عن ارتداء الحجاب.
تضمن الحديث عددا من المفاجآت. بدا واضحا لي أن زوج السيدة لم يكن له أي علاقة بقرارها. شرحت لي أنها قرأت بعض الكتب وفكرت بالموضوع. شعرت براحة أكبر حين ارتدت الحجاب حين تخرج من البيت. مضايقات لاناس لها كانت أقل.
حسنا، قلت لها. لكن هل تعتقدين أن القرآن يطلب ارتداء الحجاب؟ قلت إنني لست خبيرا لكني سمعت علماء مسلمين عديدين يقولون إن الحجاب الكامل ليس إلزاميا على الإطلاق. كما أن النساء والرجال يذهبون إلى الحج في مكة ورؤوسهم مكشوفة.
قال زوجها إن الموضوع "ثقافي أكثر منه ديني". قلت أنني سأفكر بما قالته لي السيدة. لكن طلبت إليها أن تفكر فيما قلته أنا، خصوصا فيما يتعلق بقلقي من أن ارتداء الحجاب الكامل سيجعل من الصعب التقارب والإيجابية بين أطياف المجتمع. فهو كالتعبير الواضح عن الانفصال والاختلاف.
فكرت كثيرا قبل أن أتطرق إلى هذه القضية قبل عام، وفكرت أكثر قبل أن أكتب هذا المقال. لكن إذا لم أقم بذلك أنا، فمن سيقوم به؟
قد تكون همومي في غير محلها. لكنني أعتقد أن ثمة شيئا للنقاش هنا.
*ترجمة عن صحيفة لانكاشاير إيفنينغ تيليغراف