دعوة سترو لخلع الحجاب تثير الجدل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مهاجمة مصنع لمسلم في بريطانيا
دعوة سترو لخلع الحجاب تثير الجدل
شرطة بريطانيا... بين الولاء للقسم أو للمعتقد
سترو يدعو إلى إعادة النظر بالنقاب
مهاجمة مصنع لمسلم
وفي تفاصيل الاعتداء، ذكرت الصحيفة المسائية "إيفنينغ ستاندادر" أن زجاج شاحنات المصنع وزجاج قاعة محاذية لمبنى تستخدم كمسجد، تحطم.
وربطت الشرطة المحلية في بيان إلقاء هذه الزجاجات الحارقة بالتوتر المتفاقم بين "مجموعات من الشباب غالبيتهم من أصول آسيوية وشباب بيض تجمعوا في هذا الحي خلال الليال الثلاث الاخيرة". وأوضحت الشرطة أنها أوقفت ثلاثة أشخاص إثر هذه الحوادث وتم التدقيق في هويات 22 آخرين في مكان الصدامات.
وقال مدير المصنع محمد ازان إن الشرطة استدعيت مساء الأربعاء عندما دخل ثلاثة شبان إلى المبنى وهددوا بالعودة مع أسلحة نارية. واوضح لوكالة الانباء البريطانية "برس اسوسييشن" (بي ايه) "الامر مستمر منذ سنة ونصف السنة لكن الوضع تفاقم الليلة الماضية". وقال احد سكان الحي للوكالة نفسها طالبا عدم الكشف عن هويته "عندما اشتروا المعمل قالوا لنا ان العمال فقط سيستخدمون قاعة الصلاة لكن بعد ذلك بدأ (مالك المعمل) بدعوة الجميع".
وفي سياق متصل، تتصدر الغارديان عددها بمقال بعنوان "سترو يدعو المسلمات لخلع النقاب وغضب فوري من المسلمين". وكان سترو اعتبر - في مقال له في صحيفة لانكاشاير إيفنينغ تيليغراف - أن ارتداء النقاب يجعل "العلاقات الإيجابية الأفضل" بين اطياف المجتمع أصعب، مضيفا أن حجب الوجه هو "تعبير بارز عن الانفصال والاختلاف".
كما طالب النساء اللواتي يجتمعن معه بخلع ما يغطي الوجه كي يتمكن من الحديث إليهن "وجها لوجه" بالفعل. وكتب سترو: "قد تكون مخاوفي في غير محلها، لكنني أعتقد أن ثمة ما يدعو للنقاش هنا".
ويأتي في مقال سترو، وهو نائب عن منطقة بلاكبورن التي يشكل المسلمون فيها حوالي ربع السكان: "فقيمة أي لقاء، على عكس حيث هاتفي، هو أنك بامكانك، بالمعنى الحرفي تقريبا، أن ترى ماذا يعنيه الشخص الآخر، وليس فقط أن تسمع ما يقوله. لذلك عدد كبير من الأحكام التي نطلقها عن الأشخاص الآخرين ياتي من رؤية وجوههم".
وقال سترو لاحقا لبي بي سي إن "المسألة يجب أن تناقش لكنه في مجتمعنا يمكن أن نتفاعل مع الغرباء من خلال قراءة وجوههم، وإذا لا تستطيع أن تفعل ذلك، فتصبح بحالة تشبه الانفصال".
وقال سترو أنه يفهم دواعي بعض النساء لارتداء النقاب، مؤكدا أن احدى النساء قالت له إنها تشعر بالارتياح حين تخرج وهي محجبة. لكنه قال في المقابل: "هل يفكر هؤلاء الذين يرتدون النقاب بأثر ذلك على العلاقات يبن أطياف المجتمع؟"
وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن مساعد سترو أكد أنه يعتبر هذه القضية جوهرية بحيث يجب نقاشها. لكنها أكدت أن تصريحات سترو فاجأت زعماء الجالية الإسلامية في بريطانيا، بل حتى بعض رفاقه أعضاء مجلس العموم البريطاني، الذين ربطوها بسلسلة من التصريحات الأخرى التي صدرت عن وزراء آخرين ومثلت تحد للمواقف الخاصة بالتنوع الثقافي.
غضب إسلامي
وفي أول رد فعل إسلامي، أعرب رئيس اللجنة الإسلامية لحقوق الانسان مسعود شادجاره عن دهشته من أن "شخصاً بخبرة جاك سترو لا يدرك أن مهمة ممثل منتخب للشعب هي تمثيل مصالح الدائرة الانتخابية وليس ممارسة التمييز الانتقائي على اساس الدين".
أما الدكتور داود عبدالله وهو عضو في مجلس مسلمي بريطانيا فقال إنه يعود لكل امرأة مسلمة خيار ارتداء الحجاب، مضيفا أنه يتفهم أن المسألة تتسبب بشيء من "عدم الراحة لغير المسلمين". وأضاف: "حتى في داخل المجتمع الإسلامي يعرب العلماء عن آراء مختلفة حول الموضوع". وخلص إلى أن "رأينا هو أنه ما يمكنه أن يتسبب بعد الارتياح ويمكن تفاديه، فيجب القيام بذلك. لكن تغطية الرأس إلزامية".
ونقلت الغارديان عن رئيس لجنة الشؤون العائلية والاجتماعية في المجلس الإسلامي البريطاني رفعت برايو قوله إن مثل هذه التصريحات ستسبب ضررا بالغا للمسلمين البريطانيين، الذين يعتبرون أن الحكومة اعتبرته مرة أخرى جزءا من المشكلة، مشيرا إلى أن "النساء يجب أن يتمتعن بحقهن في لبس النقاب".
أما خالد محمود عضو البرلمان البريطاني عن بري بار برمينغهام فنقلت عنه قوله أعتقد أن سترو أعطى مسوغا لأولئك الذين يتشبثون بأفكار مسبقة ضد المسلمين، وكان عليه أن يفكر مليا في ما قاله بدل إضفاء نمطية ما على أقلية داخل المجتمع الإسلامي.
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن الشيخ إبراهيم النقرة قوله إن سترو يقول من ناحية إن بريطانيا بلد حر ومن ناحية أخرى ينكر على المرأة اختيارها الحر في لبس النقاب، فهل هذا يعني أن سترو يريد من الناس أن يتخلوا عن بعض المظاهر الثقافية الخاصة بهم لمجرد كون غالبية الشعب البريطاني لا تشاطرهم إياها؟".
ضجة حول السفارة الإسرائيلية
وفي موضوع متصل أيضا، نشرت الغارديان في صفحتها الخاصة بالشؤون الداخلية مقالا حول الشرطي المسلم الذي طلب اعفاءه من حراسة السفارة الإسرائيلية في لندن بعنوان "الشرطي المسلم في قضية السفارة الاسرائيلية خاف من استهداف الاسلاميين لها". وهاجم بعض رجال الشرطة السابقين والسياسيين قرار إعفاء الشرطي المسلم من مهمة حراسة السفارة الإسرائيلية، فيما دافعت عنه مجموعات تمثل رجالا للشرطة.
وقالت رابطة رجال الشرطة المسلمين إن الشرطي لديه أقارب من الشرق الأوسط وقد شعر بعدم الأمان في هذه المهمة. كما ان والده سوري وزوجته لبنانية. ويعمل الشرطي، ويدعى اسكندر عمر باشا، تحت إمرة وحدة حراسة الدبلوماسيين التابعة لشرطة سكوتلند يارد البريطانية.
*الصحافة البريطانية والوكالات