سياسيون : قائد الفرقة الخامسة مجرم حرب

مؤتمر لعشائر الأنبار لاعداد خطة ملاحقة الارهابيين
سياسيون : قائد الفرقة الخامسة مجرم حرب
أسامة مهدي من لندن : تصاعدت حدة الاتهامات وعمليات العزل لقادة فرق أمنية عراقية في قوات الجيش والشرطة نتيجة ممارسات طائفية حيث طالبت قوى سياسية بعد يومين من عزل قائدي لوائين للشرطة بمنطقتين في بغداد بغداد والتحقيق معهما في مخالفات وتعاون مع فرق الموت بعزل قائد الفرقة الخامسة في محافظة ديالى وقالت انه "مجرم حرب" .. في وقت يعقد رؤساء عشائر محافظة الانبار الغربية غدا في بغداد مؤتمرا لاعداد خطة تقدم الى الحكومة لتعقب الارهابيين واعادة الاعمار هناك .

وعبرت مصادر عراقية تحدثت معها "ايلاف" عن مخاوف حقيقية من ان يؤدي الكشف رسميا عن قيام بعض قادة اقوى الامنية بممارسات طائفية الى فقدان العراقيين للثقة بهذه الاجهزة التي تتولى حمايتهم وبشكل قد يصعد من العمليات المسلحة مما سيزيد من ارباك الوضع الامني المتدهور اصلا . فقد طالبت جبهة التوافق السنية بزعامة عدنان الدليمي وجبهة الحوار العراقي بزعامة صالح المطلك الممثلتين في مجلس النواب بإقالة قائد الفرقة الخامسة في الجيش العراقي العاملة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد مؤكدة قيامه بإنتهاك حقوق الانسان.
وقال سليم الجبوري المتحدث الرسمي باسم جبهة التوافق في مؤتمر صحافي في بغداد ان الفرقة الخامسة من الجيش العراقي قامت بإعتقال 400 مدني من أهالي ديالى وتم عرض صور المعتقلين في عدد من وسائل الاعلام وهو ما يعد إنتهاكا لحقوق الانسان. وطالب الجبوري بإقالة قائد الفرقة الخامسة العميد شاكر فليح وقال "انه مجرم حرب ومتهم بإنتهاكات خطيرة في ديالى وخاصة في مدينة المقدادية . كما طالب بإطلاق سراح المعتقلين الابرياء وتعويض المواطنين الذين دمرت وسرقت ممتلكاتهم وتعويض العوائل الذين سقطوا قتلى كما قال .. مشيرا الى أن معظم المعتقلين ممن تجاوزت أعمارهم الاربعين عاما كما يوجد بينهم من لم يتجاوز السن القانونية. وانتقد عرض وسائل الاعلام لشريط يعرض المعتقلين مشيرا الى أن الشريط تم تصويره من قبل العميد شاكر.

ومن جهتها قالت هيئة علماء المسلمين السنية ان محافظة ديالى تتعرض لحملة اعتقالات واسعة النطاق قامت بها قوات الحرس الحكومي وشرطة المحافظة تساندها قوات الاحتلال الأميركي وشملت الضواحي الغربية ولا سيما أحياء المفرق والمعلمين واليرموك والشقق السكنية في منطقة المجمع . وحذرت الهيئة "القائمين بهذه الحملات غير الأخلاقية من أن أفعالهم التعسفية المتواصلة لن تزيد الأوضاع إلا سوءاً ولن يجنوا من ورائها إلا المزيد من نقمة الشعب الذي أوصلوه إلى طريق مسدود.

وكانت السلطات العراقية اكدت الاسبوع الحالي انها احبطت محاولة لتنظيم القاعدة في العراق باعلان امارة اسلامية في محافظة ديالى .

وتاتي الاتهامات التي وجهت الى قائد الفرقة الخامسة اثر كشف النقاب في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى عن اعتقال قوات الامن ثلاثة ضباط ينتسبون الى الفرقة الخامسة المسؤولة عن حماية المحافظة اعترفوا في التحقيق انهم يقودون فرقا للموت تنشط في بعقوبة والمقدادية وبلدروز وبهرز والخالص ومتهمون بخطف واغتيال مئات المواطنين من ابناء المحافظة.
واكد الضباط انهم يتلقون الأوامر والتعليمات الخاصة بمداهمة واقتحام بيوت المواطنين وخطفهم وقتلهم من ضباط في الفرقة أعلى منهم رتبة من بينهم آمر الفوج الثاني للواء الثالث ومساعده وتركا مقري عملهما فجأة الى جهة مجهولة.
ولم يستبعد مصدر امني في المحافظة استدعاء قائد الفرقة الخامسة شاكر عبد الحسين فليح والتحقيق معه حول ظروف عمل مرافقيه الثلاثة ومدى معرفته بانشطتهم "الاجرامية" وقال ان التحقيق مع الضباط الثلاثة توصل الى خيوط مهمة .

لكن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية رد من جانبه بان معظم الإرهابيين الذين ألقي القبض عليهم في العملية الجارية في محافظة ديالى هم من الجنسية العراقية مشيرا إلى أنهم ينتمون إلى تنظيمات القاعدة وأنصار السنة وكتائب العشرين وبعضهم كان ضابطا في الجيش العراقي المنحل.
وقال العسكري في تصريح صحافي في بغداد اليوم إن الوضع الأمني جيد في ديالى مؤكدا استمرار العملية حتى يتم القضاء بشكل نهائي على العناصر الإرهابية الموجودة في المحافظة. ج-بعد خطة حماية بغداد تولدت لدينا معلومات دقيقة ومباشرة، ونتيجة الضغط الكبير بدأت العناصر الإرهابية تنظيمات القاعدة على وجه التحديد والتكفيريين يتجهون إلى المدن المجاورة لمدينة بغداد وخاصة ديالى ويحاولون أن يؤسسوا قاعدة كبيرة في ديالى بدلا من بغداد والأنبار.
وعلى ضوء هذه الدراسة والمعلومات المتوفرة تم إرسال وفد من وزارة الدفاع من القادة الكبار برئاسة مدير العمليات إلى المحافظة لدراسة الموقف عن كثب. واضاف انه بعد ذلك بدأت حملة الرد السريع التي أدت إلى نتائج ذات قيمة كبيرة وخاصة لأنها استهدفت مقرات تنظيمات إرهابية متعددة وأنصار السنة وتنظيمات أخرى وتمكنت قوات الفرقة الخامسة من الوصول إلى قيادات تلك التنظيمات الإرهابية واعتقال عدد كبير منهم أكثر من 250 إرهابيا مطلوبا وقتل العدد الآخر إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والذخائر الموجودة في القرى والبساتين المنتشرة في المحافظة.

وتاتي هذه التطورات بعد يومين من عزل وزير الداخلية العراقي جواد البولاني قائدين كبيرين في التشكيلات المسلحة لوزارته على خلفية اتهامات بتجاوزات امنية ضد الشيعة في مناطق من بغداد والسنة في اخرى .
فقد اعلن في بغداد عن عزل العميد بشار ايوب قائد الفرقة التاسعة في وزارة الداخلية بمنطقة التاجي شمال بغداد وامر اللواء الثامن ضياء ومعه امر احد افواج اللواء في حي العامل بالعاصمة واجراء التحقيق معهما على خلفية الخروقات الامنية في الحي واتهامات بالتواطؤ مع ارهابيين ضد الشيعة في المنطقة. وقد تم تعيين العميد عبد الله الدفاعي بدل ايوب ليكون مسؤولا عن منطقة التاجي وشمال بغداد حيث تم تكليفه باتخاذ اجراءات استثنائية مسلحة ضد "العصابات الطائفية والبعثية في المنطقة" كما ذكر مصدر عراقي مقرب من الائتلاف العراقي الشيعي الموحد متهما ايوب "بحشد الفرقة بعشرات الضباط الطائفيين بحيث حوّل المنطقة التي يحميها إلى مستوطنة وإمارة طائفية" .
اما عزل امر اللواء الثامن فقد جاء اثر اتهامات وجهت ضده بممارسة خروقات امنية ضد سكان حي العامل في بغداد الذين خرجوا بتظاهرة امس احتجاجا على الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها المليشيات بالتعاون مع قوات حفظ النظام . وتقدم سكان الحي من السنة بجملة مطالب في مقدمتها "اخراج قوات بحفظ النظام من منطقتهم ومحاكمة المسؤولين المتجاوزين فيها وتعويض ضحاياهم واعادة الخدمات المدنية واغلاق مكاتب المليشيات".

مؤتمر لعشائر الانبار لاعداد خطة ملاحقة الارهابيين
ينتظم زعماء عشائر محافظة الانبار الغربية بمؤتمر في بغداد غدا لاعداد خطة تقدم الى الحكومة لممارسة مزيد من الضغط على الارهابيين وزيادرة تطوع ابناء المحافظة في اجهزة قوات الامن والمباشرة باعادة الاعمار وتقديم الخدمات العامة .
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي ان الحكومة مستعدة لتقديم جميع المساعدات العسكرية والمادية والمعنوية لعشائر الانبار من اجل ضرب الارهاب . واضاف ان ملاحقة الارهابيين في المحافظة له تاثير على استقرار الوضع الامني في العاصمة بغداد موضحا ان المؤتمر سيحاول التوصل الى هيكلية امنية واقتصادية تقدم للحكومة تكون اساسا للخطط الرسمية هناك . واكد ان العشائر تشكل ركيزة اساسية في حفظ الامن في مناطق العراق المختلفة .

وتشهد محافظة الانبار السنية موجة من العنف حيث يسيطر على اجزاء كبيرة منها مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة. وخلال الاسابيع الاخيرة ازداد تفاؤل القادة الاميركيين والعراقيين حيال اعادة السيطرة على هذه المحافظة بعد تعهد شيوخ عشائرها طرد العناصر الاجنبية والمتطرفين المرتبطين بالقاعدة.
واكدت تقارير مقتل عدد من المقاتلين الاجانب على يد ابناء العشائر فيما تزداد اعداد المتطوعين في صفوف الجيش والشرطة في هذه المحافظة، في وقت تعهدت فيه حكومة المالكي بالقبض على المصري المعروف ايضا بابي حمزة المهاجر قريبا.
وقال سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء إن الوضع الامني في محافظة الانبار قد شهد تحسنا ويسير في الطريق الصحيح.
وأوضح بيان صادر عن مكتبه اليوم ان نائب رئيس الوزراء بحث الواقع الامني في المدن العراقية مع ا دومنييك اسكواريث السفير البريطاني في بغداد. وقال ان الزوبعي أوضح خلال الاجتماع الذي تم في مكتبه أن الاوضاع في الانبار شهدت تحسنا بعد ان تكاتفت عشائر المحافظة على طرد الغرباء ومحاربتهم. وأشار إلى أنه فيما يتعلق بمحافظة ديالى فما زال الوضع فيها يشهد بعض التعقيدات والامر بحاجة الى وقفة جدية وتدخل قوي لتفعيل دور القادة الامنيين واستبعاد المتقاعسين.
وكان مسؤولون عراقيون اشاروا الى ان الارهابيين بداوا يهربون الى سوريا المجاورة بعد ازدياد الضغط عليهم في محافظة الانبار وقتل واسر العشرات منهم خلال الايام القليلة الماضية .