توازن القوة بين حماس وفتح يؤجل الحرب الاهلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
توازن القوة بين حماس وفتح يؤجلالاقتتال الداخلي
عباس يتعهد بعدم السماح بوقوع حرب اهلية
نقابة الصحافيين تحمل هنية المسؤولية عن أي اعتداء
اتصالات بهدف عقد لقاء بين اولمرت وعباس
كتائب القسام: تعداد جيشنا ضعف ما ذكرته اسرائيل
أسامة العيسة من القدس: تعهد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجددا اليوم بعدم السماح بوقوع حرب اهلية منددا بكل اساليب واشكال العنف. وقال عباس خلال مادبة افطار اقامها لعدد من ذوي الشهداء والاسرى في مقر الرئاسة في رام الله انه سيكرس حياته لمنع وقوع حرب اهلية مؤكدا ان "كل من يقوم بتلك الاعمال والاعتداءات والاغتيالات لابد وان ينال عقابه". واضاف "اننا سنبقى اوفياء للمبادىء والافكار التي ضحى من اجلها الشهداء والجرحى والاسرى" مشددا على سعيه الدائم للعمل على تحرير جميع الاسرى من سجون الاحتلال الاسرائيلي.و يرى متابعون للشان الفلسطيني، انه رغم وصول الاحتقان الداخلي بين حركتي فتح وحماس إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ العلاقة بين الحركتين، إلا أن اندلاع حرب أهلية بالمفهوم الذي عرف في بلدان أخرى، يبقى مستبعدا. ويقول محمود فنون عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن عدم اقتناع غالبية قواعد حركة فتح بالمواجهة مع حركة حماس منع حتى الان الانجرار إلى اقتتال داخلي حقيقي. ويرى فنون، في حديث لمراسلنا، أن كثيرا من أعضاء حركة فتح لا يرون في حركتهم بديلا للخروج من الأزمة، مشيرا إلى انه لا يوجد لديه شك أن هناك من قواعد حركة فتح من صوت في الانتخابات التشريعية الأخيرة لصالح حركة حماس. ويشعر فنون بألم انه في هذا الاحتقان بين حركتي فتح وحماس تغيب القضية الفلسطينية، ويتناسى الجميع، حسب رأيه بان الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني لم تنجز بعد.
ويعتقد البعض أن ما يصفونه ترفع حركة حماس عن الاشكالات والاستفزازت وتجنبها الانجرار إلى الاقتتال، هو أحد العوامل التي تحول دون تطور الأمور إلى حرب أهلية، ويعطون مثلا على ذلك قرار سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطينية بسحب القوة التنفيذية بعد ساعات من المواجهات التي أسقطت اكثر من 10 قتلى.
ويقول الشيخ خالد طافش النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي لايلاف "نحن نتحامل على الإساءات ونكظم الغيظ من اجل ديننا وشعبنا وقضيتنا واخوتنا ووطننا". ويضيف طافش الذي حرق مجهولون يعتقد انهم من فتح مكتبه "الأثاث والأدوات التي حرقت يمكن أن تعوض، ولكن المهم هو أن لا تتكرر هذه الأعمال، وان تتوفر نية للوصول إلى اتفاق مشترك على أساس وثيقة الوفاق الوطني". واعرب طافش عن أمله في نزع فتيل الاحتقان قائلا "بالنسبة لنا سنتعالى على الجراح، وندعو حركة فتح للتحاور من اجل حكومة وحدة وطنية".
وقال شكيد للإذاعة الإسرائيلية "واضح تماما بان حركة حماس في قطاع غزة هي الأقوى والأكثر تنظيما، بينما حركة فتح أقوى من حركة حماس في الضفة الغربية وهذا عامل توازن سيؤدي إلى الهدوء".
واضاف "كما رأينا عندما تقع أحداث في غزة مثلما حدث بعد نزول القوة التنفيذية إلى الشارع، ردت فتح في الضفة، ثم حدث هدوء".
واعرب شكيد المقرب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن اعتقاده بان حركة حماس لن تتنازل عن أيدلوجيتها، ولن تعرف بإسرائيل، في حين يرى بان محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية ما زال ضعيفا.
وكان إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني كشف أمس عن أن تعداد القوة التنفيذية التابعة لوزارة داخليته يقارب الستة الاف مسلح، نصفهم ينتمون إلى حركة حماس.
ويتمتع أفراد القوة التنفيذية المدربين جيدا، بالتجهيزات اللازمة، ويعملون تحت قيادة يوسف الزهار شقيق محمود الزهار، وزير الخارجية الفلسطيني والقيادي البارز في حركة حماس، وإذا ما أضيف لهم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ولجان المقاومة الشعبية المقربة من حماس، فانه يمكن القول بان الحركة التي تقود الحكومة الفلسطينية الان لها الغلبة في قطاع غزة، في حين أن الأمر لا ينطبق على الضفة الغربية، بسب اختلاف الظروف.
وخلال السنوات الست الماضية تلقت حركة حماس وجناحها العسكري ضربات متتالية من قوات الاحتلال وسقط العشرات من كوادرها بعمليات اغتيال، بينما تم اعتقال الاف آخرين من بينهم وزراء ونواب، وهذا ما أضعفها عسكريا في الضفة الغربية.
وفي حين أن كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح تظهر في شوارع مدن الضفة الغربية، بين الوقت والآخر بأسلحتها، إلا أن حركة حماس تحظر على أي من عناصرها الخروج إلى الشارع حاملا سلاحه.
ومارست حركة حماس سياسة ضبط النفس عندما تعرض مسلحون من فتح لكوادر تابعين لها خلال الأشهر الماضية اتهموا من قبل فتح بأنهم يريدون تأسيس قوة تنفيذية تابعة لوزارة الداخلية في الضفة الغربية.
وتعاملت حركة فتح بقوة مع هؤلاء، رغم إنكارهم لذلك مثل احمد حبيب وهو رجل أعمال شاب مقرب من حركة حماس، حيث اختطفه مسلحون يعتقد انهم من فتح واطلقوا الرصاص على قدميه كرسالة إلى سعيد صيام وزير الداخلية وإسماعيل هنية رئيس الوزراء، كما اخبروه.
ونفى حبيب أن يكون سعى لتشكيل قوة تنفيذية على غرار ما حدث في غزة، ولا يوجد ما يؤكد أن حركة حماس شكلت مثل هذه القوة في الضفة الغربية.
ويشير تعامل حركة حماس مع الضربات التي وجهتها لها حركة فتح في الضفة الغربية، إلى التباين بين قوة الحركتين في الضفة الغربية، فبعد أحداث غزة يوم الاثنين الماضي، أطلق مسلحون يعتقد انهم من فتح النار على الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الذي افرج عنه حديثا من السجون الإسرائيلية، واصيب مرافقه سامر دروزة بعيار ناري في الصدر.
وحرق مسلحون مؤيدون لفتح مبنى مجلس الوزراء في رام الله ومكاتب نواب حركة حماس في عدة مدن من بينها بيت لحم والخليل، واكثر حادث نظر له بخطورة هو اغتيال محمد عودة (36) عاما الناشط في حركة حماس في قريته (حبلة) شمال الضفة الغربية.
ورغم هذه الحوادث فان قيادي حركة حماس خصوصا في الضفة الغربية أعلنوا تمسكهم بضبط النفس ودعوا للحوار.
وهددت مجموعات مسلحة من فتح اكثر من مرة بان أي تحرك لحماس في غزة ضد حركة فتح، سيقابله تحرك لفتح ضد حماس في الضفة الغربية، وهو ما يعكس توازن في القوى ربما يحول دون تطور الاقتتال بين الحركتين، والذي يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني، أو يؤجل إلى حين الحرب الأهلية.