اليابان والصين تشكلان جبهة بمواجهة كوريا الشمالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين، طوكيو: شكلت الصين واليابان اليوم خلال قمة تاريخية في بكين جبهة مشتركة في مواجهة تهديد كوريا الشمالية باجراء تجربة نووية، رغم ان هذه التجربة لن تتم قبل نهاية العام بحسب خبراء روس. وجاء في بيان للحكومتين لمناسبة زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه للصين ان "الجانبين يعربان عن قلقهما العميق حيال الوضع المستجد في شبه الجزيرة الكورية، بما فيه قضية التجارب النووية".
واضاف البيان الذي تلاه الوفد الياباني امام الصحافيين ان "الجانبين اكدا العمل معا لتشجيع عملية المفاوضات المتعددة الاطراف (...) بهدف ايجاد شبه جزيرة كورية خالية من السلاح النووي وتأمين السلام والاستقرار في شمال شرق اسيا". وصدر هذا الاعلان المشترك اثر اجتماع استثنائي بين ابيه والرئيس الصيني هو جينتاو وكذلك رئيس الوزراء وين جياباو. لكن الموقف الصيني الياباني الموحد لا يزال بعيد المنال جراء الخلافات العميقة بين بكين وطوكيو حول الملف الكوري الشمالي، ففي حين تدعو اليابان الى عقوبات "قاسية" في حال اجرت بيونغ يانغ تجربة نووية، تواظب الصين على الدعوة الى "ضبط النفس".
وقال ابيه قبيل مغادرته الى بكين "ينبغي منع الكوريين الشماليين من القيام بتجربة نووية". واضاف "اذا لم توقف كوريا الشمالية استعداداتها لتجربة نووية فستعاني مزيدا من العزلة داخل المجتمع الدولي والوضع سيتدهور". وبعد بكين، سيعقد ابيه قمة تاريخية اخرى الاثنين في كوريا الجنوبية. وتدعو سيول التي التزمت سياسة تقارب مع الشمال الى ضبط النفس رغم اعلانها سابقا ان تجربة كورية شمالية امر "لا يمكن قبوله".
وتزامنت قمة بكين مع اعلان خبراء روس ان القنبلة النووية التي تعهدت بيونغ يانغ تجربتها قد تؤدي الى مقتل 200 الف شخص في حال القائها على مدينة كبيرة مثل سيول او طوكيو. ونقلت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية عن خبراء عسكريين روس في بيونغ يانغ ان هذه القنبلة توازي في قوتها القنبلة النووية التي القاها الاميركيون على مدينة ناغازاكي اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية. لكنهم تداركوا ان زنتها تبلغ اربعة اطنان، والصواريخ التي تطورها كوريا الشمالية راهنا لا تستطيع نقلها. واستبعد هؤلاء الخبراء ان تجري بيونغ يانغ تجربة نووية قبل نهاية هذا العام، وذلك افساحا في المجال امام الولايات المتحدة لترفع عقوباتها المالية.
وقررت الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر 2005 منع اي عمليات تجارية مع شركات كورية شمالية متهمة بتبييض اموال بهدف تمويل البرنامج النووي الكوري الشمالي. واعتبر النظام الشيوعي الثلاثاء ان هذه العقوبات هي احد الاسباب التي دفعته الى اعلان القيام بتجربة نووية.
وفيما العالم يحبس انفاسه، احتفلت كوريا الشمالية الاحد بمرور تسعة اعوام على تسلم زعيمها كيم يونغ ايل السلطة. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان الصحافة الرسمية ضاقت بالمقالات الافتتاحية والتعليقات التي تمجد سياسة "الجيش اولا" التي ينتهجها زعيم بيونغ يانغ.
وجاء في احد المقالات "علينا ان نظهر قوة كوريا وان نبني بلدا كبيرا مزدهرا وقويا في ظل قيادة كيم يونغ ايل". لكن وسائل الاعلام الكورية الشمالية لم تشر البتة الى التجربة النووية. واثار الاحتفال بهذه الذكرى تكهنات في الصحافة الكورية الجنوبية حول امكان القيام بالتجربة النووية في اليوم نفسه. لكن النائب الكوري الجنوبي السابق يانغ سونغ مين قال نقلا عن مصدر صيني لم يكشفه ان كوريا الشمالية نفت القيام بتجربة مماثلة في وقت وشيك. واضاف النائب كما نقلت عنه وكالة يونهاب الكورية الجنوبية ان بيونغ يانغ يمكن ان تتخلى عن هذه التجربة في حال وافقت واشنطن على اجراء مفاوضات ثنائية.
القادة الصينيون يقبلون دعوة لزيارة اليابان
من جهة ثانية افاد بيان مشترك ان القادة الصينيين وافقوا على مبدأ القيام بزيارة رسمية الى اليابان اثر دعوة وجهها اليهم اليوم الاحد رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه. وجاء في بيان تلاه الوفد الياباني على الصحافيين ان "الطرف الياباني وجه دعوة للقادة الصينيين لزيارة اليابان ووافق الطرف الصيني على مبدا الزيارة". واضاف البيان الصادر بمناسبة زيارة تاريخية يقوم بها ابيه ان "الطرفين قررا تحسين علاقاتهما عبر التطلع الى التاريخ بواقعية والنظر نحو المستقبل وعبر التطرق بشكل ملائم للمشاكل التي من شانها ان تؤثر على العلاقات بين البلدين".
طوكيو تلوح بالعقوبات على كوريا الشمالية
اعلن مسؤول في الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم في طوكيو اليوم الاحد ان "لا مفر" من سعي اليابان الى الحصول على عقوبات اشد بحق كوريا الشمالية في حال اجرى نظام بيونغ يانغ تجربة نووية.وقال شويشي ناكاغاوا احد ابرز قادة الحزب الليبرالي خلال مناقشة تلفزيونية ان "اليابان سبق ان فرضت عقوبات مالية لان اهمية ممارسة ضغوط (على كوريا الشمالية) توازي اهمية اجراء مفاوضات".
وتدارك انه اذا فجرت بيونغ يانغ قنبلة نووية فعلى اليابان ان "تعزز عقوباتها الى درجة وقف الواردات والصادرات وفرض عمليات تفتيش رسمية على كل السفن الكورية الشمالية، بما فيها تلك الموجودة في عرض البحر".وشدد على ان "لا مفر من هذه التدابير بسبب التحريض الكوري الشمالي".
وتبنى مجلس الامن الدولي الجمعة اعلانا غير ملزم طالب فيه كوريا الشمالية بالعودة الى المفاوضات المتعددة الاطراف والتخلي عن اجراء تجربة نووية.
وتؤيد اليابان اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يلحظ خصوصا استخدام القوة فضلا عن وسائل اخرى. وتبدو اليابان مستنفرة سياسيا حيال بيونغ يانغ منذ اطلقت الاخيرة صاروخا باليستيا من طراز "تايبودونغ-1" حلق فوق الاراضي اليابانية عام 1998.