أخبار

امتداد انعكاسات تصريحات سترو حول النقاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: امتدت اليوم انعكاسات دعوة رئيس مجلس العموم البريطاني جاك سترو الى النساء المسلمات بازالة النقاب لتكشف عن انشقاقات داخل حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وداخل المجتمع البريطاني. وكانت تصريحات سترو الخميس الماضي قد ضربت على وتر حساس في البلد الذي يشهد توترا في العلاقات مع الاقلية المسلمة فيه منذ الهجمات التي تعرضت لها لندن العام الماضي.

وكان سترو قال ان النقاب يضع حاجزا بين الاتصال وجها لوجه بين النساء المسلمات وغيرهن. وفيما واصل المسلمون التعبير عن غضبهم على تلك التصريحات، اعربت عدد من الصحف البريطانية ومن بينها "اوبزرفر" و "صنداي تلغراف" وغيرها من الصحف الاسبوعية عن تفهمها لموقف سترو بينما اختلفت آراء أعضاء الحكومة بهذا الشان.

واعرب نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت عن معارضته لتصريحات سترو ، وقال ان ارتداء المسلمات للنقاب هو جزء من العيش في عصر العولمة. وقال بريسكوت لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "لا ارى سببا يمنع امرأة تريد ارتداء النقاب من ارتداءه. ان ذلك خيارها".

واثار سترو موجة من الاحتجاج بين المسلمين عندما قال الاسبوع الماضي انه يطلب من المسلمات ازالة النقاب عن وجوههن عندما يزرن مكتبه. وقال سترو ان النقاب هو "تعبير ظاهر على الفصل" معربا عن استيائه من تطور "مجتمعات موازية" في بريطانيا. ورحب بريسكوت بالجدل الذي اثاره سترو الا انه اعرب عن خشيته من استخدام البعض لتلك التصريحات "بطريقة اكثر تحيزا" مضيفا "انا اخشى ان يضر ذلك بالعلاقات بدلا من تحسينها".

وذكرت الشرطة في مدينة ليفربول شمال غرب بريطانيا ان امرأة مسلمة تعرضت لنزع النقاب عن وجهها بالقوة في عمل عنصري مما دفع ببعض المسلمين الى اتهام سترو بتمهيد الطريق لمثل تلك الهجمات.

من ناحية اخرى قال بيتر هين وزير ايرلندا الشمالية لصحيفة "صنداي تايمز" ان النساء لهن الحق في ارتداء ما يرغبن، محذرا من ان على السياسيين توخي "الحذر الشديد" في هذه المسالة. ويتنافس هين وسترو على منصب بريسكوت الذي يشغر خلال عام.
وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" ان هارييت هارمان المنافس الاخر لهين وسترو والذي يشغل حاليا منصب وزير الدولة في وزارة الشؤون الدستورية، دافع عن سترو الا انه قال انه يجب تمثيل المسلمات في البرلمان. اما وزير الجاليات فيل وولاس فقد ايد سترو في مقال نشرته صحيفة "صنداي ميرور".

وكتب وولاس "للنساء المسلمات كل الحق في ارتداء النقاب. ولكن يجب عليهن ادراك ان الاشخاص الذين لا يفهمون ثقافتهن يجدون ذلك مخيفا". وقال وولاس الذي تشتمل مسؤولياته على التماسك بين المجتمع وشؤون الاعراق والاديان "يصعب القول ما اذا كانت المرأة ترتدي النقاب كتعبير عن معتقدها ام لانها مجبرة على ذلك". وحذر من ان ارتداء النقاب قد يتسبب في سوء الفهم بين الجانبين مما يؤدي الى "حلقة مفرغة لا يستفيد منها سوى العنصريين مثل الحزب القومي البريطاني".

ونقلت صحيفة "صنداي اكسبرس" عن فيل ادواردز المتحدث باسم الحزب القومي البريطاني اتهامه سترو بالسعي لاجتذاب اصوات الناخبين البيض من الطبقة العاملة رغم ان حكومته ساعدت على انقسام المجتمع البريطاني من خلال نشر التعددية الثقافية.

واعرب المسلمون يوم السبت عن احتجاجهم على سترو في بلاكبيرن دائرته الانتخابية. وتسكن هذه المدينة الصناعية الواقعة الى الشمال الغربي من انكلترا الطبقة العاملة واقلية كبيرة من المسلمين. ونقلت صحيفة "صنداي اكسبرس" عن العديد من المسلمين توعدهم بمواصلة الاحتجاجات حتى يصدر سترو اعتذارا. وطالب البعض باستقالته. وتتصدر مسالة دمج الجالية المسلمة في بريطانيا والبالغ تعدادها 65،1 مليون مسلما الاجندة السياسية منذ تفجيرات لندن في السابع من تموز/يوليو 2005 التي اسفرت عن مقتل 56 شخصا من بينهم اربعة انتحاريين.

ومن ناحية اخرى اتهمت كنيسة انكلترا في وثيقة سربت الى صحيفة "صنداي تلغراف" الحكومة البريطانية بمحاباة المسلمين في سعيها لجعل الجاليات الدينية التي تشكل اقلية اكثر اندماجا في المجتمع.
ــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف