أخبار

بوش يدين التهديد الكوري الشمالي ويدعو الى تحرك اممي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تجربة بيونغ يانغ النووية تحدث تراجعاً في البورصات الآسيوية

تجربة بيونغيانغ النووية: دول تحتج والبورصات تهتز

سيول، واشنطن - عواصم: وصف الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية بانها "تهديد للسلام والامن الدوليين" ودعا مجلس الامن الدولي الى اتخاذ تحرك فوري. ورفض بوش في اعلان مقتضب مزاعم بيونغ يانغ باجراء التجربة، الا انه قال انه تحدث مع زعماء كل من الصين وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان حول الرد على ذلك.

وصف الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية بانها "تهديد للسلام والامن الدوليين" ودعا مجلس الامن الدولي الى اتخاذ تحرك فوري. ورفض بوش في اعلان مقتضب مزاعم بيونغ يانغ باجراء التجربة، الا انه قال انه تحدث مع زعماء كل من الصين وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان حول الرد على ذلك.

واضاف "لقد اتفقنا جميعا على ان التحركات التي زعمت كوريا الشمالية انها قامت بها غير مقبولة وتستحق ردا فوريا من مجلس الامن الدولي".واضاف "ان مثل هذه المزاعم تمثل بحد ذاتها تهديدا للسلام والامن الدوليين. والولايات المتحدة تدين هذا العمل الاستفزازي".

وكانتكوريا الشماليةقد اعلنتاليوم انها اجرت تجربة نووية تحت الارض تكللت بالنجاح ولم تؤد الى انبعاث اشعة في ما وصفته بانه "حدث تاريخي" تحدت به تحذيرات الاسرة الدولية. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان "التجربة النووية اجريت بحكمة وتكنولوجيا كوريا شمالية بنسبة مئة في المئة". واضافت ان "مركزنا العلمي للابحاث اجرى بنجاح وامان تجربة نووية تحت الارض في التاسع من تشرين الاول(اكتوبر) 2006"، مؤكدة انه لم يسجل انبعاث اي اشعاعات خلالها. وتابعت الوكالة انه "تم التأكد من انه لم يسجل خلال التجربة اي خطر لنشاط اشعاعي لان التجربة اجريت طبقا لاعتبارات علمية ولحسابات دقيقة".

وقال نظام بيونغ يانغ ان التجربة النووية "تشكل حدثا تاريخيا مشجعا ومرضيا للجيش الشعبي الكوري وللشعب الذي يأمل في امتلاك وسائل دفاعية قوية ومستقلة"، مؤكدا ان ذلك "سيساهم في الدفاع عن السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ومنطقتها". ولم تذكر بيونغ يانغ تفاصيل عن التجربة او مكان اجرائها. لكن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف صرح ان قوة القنبلة النووية الكورية الشمالية بلغت ما بين "5 و15 كيلوطن" (اي بقوة انفجار ما بين خمسة الاف و15 الف كلغ من مادة تي ان تي)، على ما افادت وكالات الانباء الروسية.

من جهتها اوضحت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان التجربة اجريت في موقع هواديري قرب كيلجو عند الساعة10.36 بالتوقيت المحلي (1.36 تغ). كما اكد نائب في البرلمان الكوري الجنوبي نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات ان التجربة النووية الكورية الشمالية اجريت في نفق افقي طوله 360 مترا حفر في احد الجبال على الساحل الشمالي الشرقي شمال غرب قاعدة موسودان للصواريخ في منطقة هواديري. واضاف النائب تشونغ هيونغ-كيون "نظرا لارتفاع الجبل يبدو ان التجربة اجريت في نفق افقي". وقالت اجهزة الاستخبارات في كوريا الجنوبية انها سجلت هزة ارضية بلغت قوتها 58،3 درجات.

واكد خبير كوري جنوبي من المعهد الكوري للجيوفيزياء لوكالة فرانس برس انه سجل "انفجارا كبيرا مع هزة ارضية بلغت شدتها بين 58،3 و7،3 درجات". وقال مسؤول في المعهد الوطني الاميركي للجيوفيزياء ان المعهد سجل اليوم الاثنين هزة ارضية في كوريا الشمالية. وقال انجيل غوتيريز "رصدنا نشاطا زلزاليا وندرس هذا الحدث". واوضح المعهد الاميركي على موقعه على الانترنت ان هذه الهزة التي بلغت شدتها 4،2 درجات وقعت على بعد 385 كيلومترات شمال شرق بيونغ يانغ وعلى عمق طفيف.

وقال عالم طبقات الارض في المعهد رافايل ابرو في المعهد انها "ظاهرة وقعت على عمق طفيف قريب جدا من سطح الارض". واضاف "لا معلومات اضافية لدينا لكن قوة وموقع الهزة موقتان". واكد المعهد على موقعه على شبكة الانترنت ان الهزة بلغت قوتها 2،4 درجات على مقياس ريشتر ووقعت في الساعة 35،1 بتوقيت غرينتش في كوريا الشمالية عند خط العرض 311،41 درجة شمالا وخط الطول و114،129 . واوضح ان هذه الهزة وقعت على بعد 385 كيلومترات شمال شرق بيونغ يانغ على بعد سبعين كيلومترا شمال كيمشايك وتسعين كيلومترا جنوب غرب شونغجين.

واعلنت منظمة حظر التجارب النووية اليوم انها رصدت "حدثا" بقوة اربع درجات على مقياس ريشتر عند الساعة 35،01 تغ في كوريا الشمالية. كما اكد علماء يابانيون ايضا انهم رصدوا هزة ارضية في الوقت الذي جرت فيه التجربة النووية الكورية الشمالية. وقال وزير العلوم بونمي ايبوكي ان "موجات زلزالية رصدت من قبل اليابان وقوتها اكبر من 5،3 درجة سجلت في كوريا الجنوبية، على مقياس ريشتر. لكنه اضاف "لسنا قادرين على التأكد من ان هذه الموجات نجمت عن تجربة نووية".

من جهة اخرى، اكد خبير في معهد حكومي ان اي نشاط اشعاعي غير طبيعي لم يسجل في كوريا الجنوبية بعد التجربة النووية. وقال هان سونغ-جاي مدير ادارة الاعداد للحالات النووية الطارئة "لم يرصد اي نشاط اشعاعي". واضاف ان "هذا النوع من النشاط يمكن الا يسجل على الاطلاق في حال اجريت التجربة في وسط محكم الاغلاق مثل نفق عميق وفي حال تم احتواء الانبعاثات الاشعاعية".

ويملك هذا المعهد 37 مركز مراقبة في كوريا الجنوبية يقع احدها في جزيرة اولونغ (جنوب شرق) يمكن ان تصله رياح قادمة من الموقع الذي يعتقد ان التجربة النووية اجريت فيه.

وفي واشنطن اكد المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جون سنو ان الرئيس الاميركي جورج بوش ابلغ بالنشاط النووي الكوري الشمالي من قبل مستشاره للامن القومي ستيفن هادلي الذي ابلغته الحكومة الصينية بالتجربة قبيل حدوثها. واكدت السلطات الصينية ان بيونغ يانغ ابلغتها بهذه التجربة قبل عشرين دقيقة من اجرائها، موضحة انها قامت بدورها بابلاغ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

واشنطن تواجه معضلة

وفي التداعيات السياسية اتفقت الولايات المتحدة واليابان اليوم الاثنين على القيام ب"عمل حاسم" ضد كوريا الشمالية في مجلس الامن الدولي في اعقاب اعلان الدولة التجربة النووية.

وقالت الوزارة في بيان صحافي ان الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه الموجود في سيول توصلا الى اتفاق بهذا الشأن في مكالمة هاتفية استمرت 15 دقيقة. وجاء في البيان ان الزعيمين اعتبرا اعلان بيونغ يانغ "غير مقبول اطلاقا" وانه "تهديد للسلام ولاستقرار المجتمع الدولي" و "تحد خطير لنظام الحد من الانتشار النووي".

وتواجه الولايات المتحدة معضلة اليوم حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية التي يبدو انها اصبحت تمتلك اسلحة نووية وقد تبيعها الى اخرين، في الوقت الذي لا تملك واشنطن الكثير من الخيارات العسكرية. وفي حال تاكيد اجراء بيونغ يانغ تجربة نووية، فان ذلك سيزيل أي شك متبق بان هذه الدولة الستالينية التي يصعب التكهن بتصرفاتها، طورت اسلحة نووية وامتلكت ما يطمح خصوم الولايات المتحدة الاخرين في امتلاكه.

وصرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد للصحافيين الاسبوع الماضي "اعتقد ان الاشخاص العاقلين يجب ان يشعروا بالقلق بان دولة تنشر الاسلحة قد تنشر اسلحة من هذا النوع". والمح المبعوث الاميركي كريستوفر هيل الى ان كوريا الشمالية تفكر في عمل عسكري. واعلن الاربعاء "لن نعيش مع كوريا شمالية نووية. ولن نقبلها". وقال رامسفلد ان شن عمل عسكري هو قرار يعود للرئيس الاميركي جورج بوش، مضيفا "هذه اسئلة هامة جدا لا استطيع الرد عليها".

الا ان خبراء اميركيين قالوا ان الولايات المتحدة في موقف ضعيف حين يتعلق الامر بالخيارات العسكرية. وتنتشر غواصات وسفن حربية اميركية في المحيط الهادي بينما تتمركز قاذفات "بي-52" في قاعدة غوام ويمكن ان تطلق صواريخ كروز في عمق كوريا الشمالية في اللحظة التي يأمر فيها بوش بذلك.

ويتمركز نحو 28 الف جندي اميركي في كوريا الجنوبية الى جانب قوة من 670 الف جندي كوري جنوبي. ويعتقد القادة الاميركيون انهم يستطيعون القضاء على الكوريين الشماليين في حالة قاموا بغزو كوريا الجنوبية. الا ان كوريا الشمالية تمتلك جيشا من 2،1 مليون عسكري ولديها اسلحة كيميائية ونحو 11 الف قطعة مدفعية يمكن ان تمطر بالموت والدمار كوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة.

كما تمتلك كوريا الشمالية ترسانة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي يمكن ان تكون مزودة برؤوس نووية مما يعرض للخطر اليابان والجنود الاميركيين المقدر عددهم بنحو اربعين الف جندي، حسب ما يقول الخبراء. وقال مايكل اوهانلون الخبير العسكري في معهد بروكنغز "اذا بدأ التحرك، لا يمكن ان نعلم اين سيتوقف". وقال اوهانلون وغيره من الخبراء انه سيكون من الصعب تبرير اي تحرك عسكري اميركي ومثل هذا التحرك قد يغضب كوريا الجنوبية والصين اللتين تخشيان تدفق ملايين اللاجئين عبر حدودهما ربما بنفس درجة خشيتهما من امتلاك كوريا الشمالية اسلحة نووية. كما تواجه واشنطن عقبات عملية لشن اي عمل عسكري ضد كوريا الشمالية.

ويتساءل روبرت اينهورن المساعد السابق لوزير الخارجية لشؤون الحد من الانتشار النووي "ما الذي سيهاجمه الاميركيون؟". وقال اينهورن ان الولايات المتحدة تشتبه في ان لدى كوريا الشمالية برنامجا لتخصيب اليورانيوم وكمية من البلوتونيوم تكفي لانتاج ما بين عشرة واحد عشر سلاحا نوويا. الا انه قال "ليس لدينا اي علم بمكانها".

واوضح بروس بينيت الخبير في شؤون كوريا الشمالية في شركة راند كوربوريشين انه بامكان الولايات المتحدة شن غارات جوية تدمر مفاعلا صغيرا في يونغبيون يعتقد انه يزود كوريا الشمالية بمادة البلوتونيوم، الا ان ذلك يهدد بخطر التسبب في سحابة من الاشعاعات النووية. وقال ان القوات الاميركية يمكن ان تشن غارة جوية على مفاعلين اخرين اكبر حجما لم ينته العمل على تشييدهما بعد في يونغبيون في تايكون. وقال ان ذلك سيمنع كوريا الشمالية من تسريع انتاج البلوتونيوم في المستقبل الا انه لن يعالج قدرات بيونغ يانغ الحالية على انتاج البلوتونيوم او اي اسلحة تمتلكها.

وقد تلجأ الولايات المتحدة الى فرض حصار بحري على كوريا الشمالية لمحاولة منعها من تصدير اي مواد نووية. وحاولت واشنطن القيام بامر مماثل من خلال "مبادرة لامن انتشار" الاسلحة وهو مسعى دولي لرصد واعتراض السفن والطائرات التي يشتبه في انها تحمل اسلحة دمار شامل. وقال رامسفلد ان تلك المبادرة "تعاني من ثغرات (...) وليست كاملة. وليست ضمانا مطلقا اننا نستطيع منع انتشار الاسلحة للعديد من الاسباب".

مجلس الامن يجتمع
وقال دبلوماسي اميركي ان مجلس الامن الدولي سيعقد اليوم الاثنين اجتماعا طارئا للبحث في التجربة النووية الكورية الشمالية. واوضح بنيامين شانغ مساعد المتحدث باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة لوكالة فرانس برس ان الاجتماع سيبدأ عند الساعة 09:30 (13:30 ت.غ.).

بلير يدعو الامم المتحدة الى الرد
ودعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم مجلس الامن الدولي الى التحرك في مواجهة التجربة النووية الكورية الشمالية، مؤكدا انه "سيكون هناك رد"، على ما افاد متحدث باسمه. وقال المتحدث "اننا نتعاطى مع الامر بجدية كبيرة"، مضيفا "كذلك الصين واليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وكل المجتمع الدولي". واضاف "الناس مدركون لمعنى هذا العمل غير المسؤول وسيكون هناك رد".

وردا على سؤال عن التدابير التي يمكن اتخاذها، قال المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطاني ان المسألة ستناقش في اطار الامم المتحدة ويفترض انتظار تطورات جديدة خلال نهار الاثنين. وكان بلير وصف التجربة النووية الكورية الشمالية بانها "عمل غير مسؤول بتاتا".

واعلنت بيونغ يانغ الاثنين انها اجرت تجربة نووية تكللت بالنجاح داخل نفق، واصفة اياها ب"الحدث التاريخي". واثار هذا الحدث غضبا واستياء في العالم اجمع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف