سودانيو السعودية بين مطرقة الحكومة وسندان أنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ثامر الثبيتي من جدة:بينما تتصاعد الآراء السودانية الغاضبة وليس أقلها رأي حاكم نظام الخرطوم عمر البشير الذي وصل به الحال إلى القسم بعدم إرسال الأمم المتحدة لقوات دولية كي تعاين المأساة الإنسانية في دارفور وتضع حداً للحرب الأهلية في البلاد، فإن سودانيي السعودية يبدون في تمام التماهي مع الرأي الحكومي رغم الاختلافات العميقة بينهم.إيلاف رصدت آراء مجموعة من السياسيين و المقيمين في السعودية حيث أكد رئيس حزب المؤتمر الحاكم في الخليج السماني عمارة بأن فكرة القوات الدولية مرفوضة لان جميع الدول التي دخلت إليها خلقت فيها الفوضى مذكراً الجميع بالعراق وبالصومال حيث لا حكومة وموضحاً أن لبنان بقي أكثر من شهر تحت وطأة القصف الإسرائيلي ولم تتدخل القوات الدولية إلا بعد أن أصبحت صور القتلى والدمار في لبنان اشد من دارفور.وأضاف ان محاولة دخول القوات الدولية المعترك ليس حبا في السودان بقدر ما هي "مصالح مخطط لها مسبقاً لسلب خيرات السودان من قبل الولايات المتحدة الأميركية"، وأكد أن التيار المعارض لهم والذي يتهمهم بعدم الحياد يتجاهلون بأن مشكلة دارفور مشكلة قديمة بدأت منذ اتحادها مع السودان وليست مشكلة ظهرت بعد تولي حزبه للحكم.
أما جماع مردس مسؤول حزب الأمة المعارض في الخليج أوضح أن مشكلة إقليم دارفور هي مع التنمية حيث أكد أن الحكومة تجاهلت تنمية الإقليم وقامت بدعم فصائل ضد فصائل أخرى وأضاف أنه يقف ضد القوات الدولية ويقف أيضا ضد سياسة الحكومة في معالجة الازمة وطالب بمؤتمر حوار وطني لمناقشة الازمة بشفافية ومحاولة إيجاد حل جذري لها مؤكداً أن حل الازمة يكمن في الحياد والعدل ومحاولة التركيز على تنمية دارفور مطالباً حكومة السودان بعدم التعنت حتى يكون هناك انفراج .
اما المحامي احمد محمود من حزب الاتحادي الديمقراطي المعارض قال إن التدخل الخارجي مرفوض ومبدأ رفض التدخل تجتمع عليه جميع التيارات والأحزاب السودانية ولكنهم يجتمعون ايضاً في وجه سياسة الحكومة واصفاً سياستها بالمثيرة للمشاكل بين أطراف النزاع مؤكداً أن الحل يكمن في تعزيز سلطة القانون واعتباره المرجع لحل المشكلات.
و قال محمود عثمان ممثل الجالية السودانية في مدينة جدة لـ"إيلاف" إن مشاكل الوطن يجب ان تبقى داخل الوطن وان ازمة دارفور الحالية لن يستطيع حلها سوى السودانيين وخصوصاً الحكومة التي يجب ان تبدأ في التفكير بجدية لايجاد الحل .
الصحافي الطيب برير يرى أن مسألة دارفور مسألة معقدة فالحكومة طرف في النزاع مضيفاً أن الحكومة السودانية أصبحت تعاني ضغوطا دولية شديدة. وقال إن القوات الأفريقية ليس لها جدوى لان الحكومات الأفريقية لا تسعى إلى الحل بقدر ما تريد أن يحل الازمة السودانيون أنفسهم مؤكداً أن الحكومة الحالية في مأزق خصوصاً أن القوات الأفريقية ستنتهي مهمتها بنهاية العام الجاري والآنية لها في البقاء وأضاف أن القوات الدولية أيضا لن تقدم إلا مزيد من التعقيد للازمة، مختتماً آراءه بأبيات من الشعر تحكي أحوال الأزمة :
كل المآسي أنبتت زقومها في بيدر الفعل السياسي
لست تقرأ أن أبصرت بوحيها غرضاً يجانب طيف أطماع الكراسي
مستو فذا شرط اكتمال الطحن يعلو نائحاً في التيه في القسم الرئاسي
قضم الغريب جبالها فتلفعت اثمالها من نسج حزن الدبلوماسي