محكمة صدام: مشتكيات تحدثن عن عمليات اغتصاب لمعتقلات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محكمة صدام: جدل حول بيع كرديات الى نواد ليلية في مصر
ضغوطات تشوش على حقوق ضحايا الأنفال
أسامة مهدي من لندن: رفعت المحكمة الجنائية العراقية جلستها الخامسة عشرة اليوم الى الثلاثاء المقبل لمواصلة محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين المتهمين بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد في حملة الانفال خلال عامي 1987 و1988.. حيث طلب القاضي محمد العريبي الخليفة من المتهمين الجلوس هادئين مؤكدا انه ليس لديه أي شيء ضد المتهمين بينما دار جدل حول وثيقة قدمها المشتكي الاول عن بيع المخابرات العراقية السابقة 18 فتاة كردية الى نواد ليلة في مصر .. فيما تحدثت مشتكيتان عن عملية اغتصاب لفتيات في الحجز الصحراوي وعن ارغام الحراس للمعتقلين على تقليد اصوات الحيوانات.وقال المشتكي الاول عبد القادر عزيز انه بعد سقوط النظام حصل على وثيقة تؤكد ان السلطات العراقية باعت الى مصر 18 فتاة كردية فوجد ان بينهن شقيقته. ثم اوضح ان الرئيس جلال طالباني فاتح الرئيس المصري حسني مبارك حول موضوع الفتيات لكن هذا الاخير اكد بعدم وجودهن في مصر . وقد شكك الدفاع والمتهم صابر الدوري بوثيقة بيع الفتيات الى مصر .. وتساءل المحامي كيف يمكن ان تبيع الدولة فتيات الى نواد ليلية في مصر .. بينما اكد صابر الدوري ان الوثيقة مزيفة لانها تحمل اسماء ادارات حكومية سابقة بشكل خاطيء . وهنا طلب الادعاء من المحكمة التحري عن صحة الوثيقة ومفاتحة السلطات المصرية عن طريق الخارجية لمعرفة موقفها من الامر .
وكانت المحكمة شهدت لدى بدء جلستها نقاشا بين القاضي محمد العريبي الخليفة والمتهم حسين التكريتي حول ما جرى في جلسة امس من اضطرابادى الى طرد جميع المتهمين من قاعة المحكمة . وقال القاضي انه مسؤول عن حماية المتهمين والمشتكين داخل المحكمة مشددا على انه ليس لديه أي شيء ضد المتهمين الذين طلب منهم الجلوس بهدوء . واضاف انه يعتقد بانه من مصلحة المتهمين البقاء في قاعة المحكمة للدفاع عن انفسهم واعدا بتلبية جميع طلباتهم الانسانية اذا كانوا مرضى او اذا رغبوا في استقبال عائلاتهم للزيارة .
واجاب المتهم بانه يجب ان يوضح جوهر القضية وهو ان ايران كانت تريد احتلال شمال العراق بمساعدة متمردين اكراد وهو ما اكدته تقارير رفعها الى القيادة السابقة وفيق السامرائي مسؤول شعبة ايران في الاستخبارات العسكرية سابقا والمستشار العسكري الحالي للرئيس طالباني واشار الى ان المتهمين يشعرون ان المحكمة ضدهم. وهنا اوضح القاضي انه قد تكون للقضية جوانب سياسية لكن المحكمة تركز على القضايا الجنائية لكنها في النهاية ستدرس جميع جوانب القضية. وفي نهاية جدلهما اتفق القاضي مع المتهم ان يقدم له بشكل مكتوب مايريد ان يقوله ثم يجيب هو ايضا كتابيا.
ثم تدخل صدام معترضا على غلق الميكروفونات عندما يتحدث المتهمون فيما يسمح بفتحها لاسماع اقوال المشتكين الى العالم وهذا من شانه تكوين راي عام احادي الجانب . واوضح انه عندما يشعر المتهم بان هناك تجاوزا قانونيا فان عليه ان يتدخل . واشار الى ان غلق الميكروفونات عن المتهمين ليس من العدالة من شيء. واضاف ان صدام حسين هو رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة ولذلك عليه نفض الغبار الذي يراد به التغطية على حقيقته وقال انه وهب نفسه لله والمباديء والناس . واوضح ان مشتكية تحدثت امس عن عمليات اغتصاب لم يكن ان تتحدث به امراة عراقية وهنا يجب علي انا صدام ان اوضح حقيقة ماجرى ومدى صحة كلام المشتكية.
وخاطب صدام القاضي قائلا اذا سمحتم للمتهمين الكلام فانكم ستمثلون القضاء العراقي السليم وتربحوا انفسكم امام الله والناس ولن تخسروا شيئا. وهنا اوضح القاضي ان غلق الميكرفون يهدف الى منع تسييس القضية .. فقال صدام انكم بذلك تحاولون استفزازي لتقولوا للناس هذا هو صدام.
المشتكي الاول
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم وهو عبد القادر عزيز من مواليد عام 1956 بقرية وارانيه بمحافظة كركوك انه في شهر نيسان (ابريل) هاجمت القوات العراقية قريتهم فهرب السكان لكنها اعتقلت افراد عائلته ومن ضمنهم والده بينما هو التحق بقوات البيشمركة الكردية. واشار الى انه تم نقل المعتقلين الى الحجز الصحراوي بنقرة السلمان جنوب العراق وبعد صدور عفو عن الاكراد في اواخر العام عاد والده وابلغه انه منذ الاعتقال لايعرف شيئا عن افراد العائلة الاخرين .. واوضح المشتكي انه بعد العفو وعودته تم الحاقه بالجيش العراقي . وقال ان والده اخبره بسوء الاوضاع في المحتجز وروى له انه كان هناك رجل طاعن في السن عمره اكثر من 70 عاما نادى عليه الجنود مرات عدة ولكن لانه يعاني من صعوبة في السمع لم يستجب لندائهم فقاموا بضربه بكعوب بنادقه حتى الموت . واشار الى انه بعد سقوط النظام قرا في جريدة كردية ان السلطات العراقية باعت الى مصر 18 فتاة كردية فوجد ان بينهم شقيقته. وقدم الى المحكمة قائمتين باسماء القرى التي هدمتها القوات العراقية واسماء المفقودين من ابناء قريته وبينهم شقيقه وشقيقته . وقدم شكوى ضد صدام والمجيد طالبا بالتعويض .
ثم اوضح ان الرئيس جلال طالباني فاتح الرئيس المصري حسني مبارك حول موضوع الفتيات لكن هذا الاخير اكد بعدم وجودهن في مصر . واشار الى انه كان ينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي وان السلاح الذي كان يقاتل به الاكراد يتم الاستيلاء عليه من اسرى وقتلى الجنود العراقيين .
وقد شكك الدفاع والمتهم صابر الدوري بوثيقة بيع الفتيات الى مصر .. وتساءل المحامي كيف يمكن ان تبيع الدولة فتيات الى نواد ليلية في مصر .. بينما اكد صابر الدوري ان الوثيقة مزيفة لانها تحمل اسماء ادارات حكومية سابقة بشكل خاطيء . وهنا طلب الادعاء من المحكمة التحري عن صحة الوثيقة ومفاتحة السلطات المصرية عن طريق الخارجية لمعرفة موقفها من الامر .
المشتكية الثانية
وقالت مشتكية انه هربت مع اخرين لدى قصف القوات العراقية لقريتها في الشمال ربيع عام 1988 ومكانت هي حديثة الوضع وعمر طفلها 12 يوما لكنه توفي خلال هربها . واشارت الى ان القوات اعتقلت الهاربين الى معسكر نقرة السلمان الصحراي في ظروف سيئة حيث احضر الحراس ماء للشرب في سيارة حوضية لكنه توفي نتيجة الماء الذي كان ملوثا خمسة اشخاص في القاعة التي كانت محتجزة فيها مع اخرين وكان من بين المتوفين طفل اخر لها عمره 3 سنوات . واكدت ان ضابطا يدعى شوقي اقتاد معتقلة الى غرفته واغلق بابها واسدل الستائر وقد ساورته شكوك بانه قام باغتصابها بعد ذلك .. لكنها اشارت الى ان امراة اخرى اسمها فخرية محمد بابا شاهدت عملية الاغتصاب بعينيها .
المشتكية الثالثة
وقالت المشتكية فخرية محمد بابا من مواليد 1964 تسكن بقرية قي كفري بمحافظة ديالى وهي ربة بيت ان قريتها هوجمت من القوات العراقية نيسان 1988 فهربت وافراد عائلتها الاربعة عشر شخصا لكن القوات اعتقلتهم واقتادتهم الى معسكر دبس حيث بقوا هناك في ظروف سيئة بعدها نقلوا الى محتجز نقرة السلمان الصحراوي . واضافت ان ماء الشرب الذي كان يحضره الجنود للمحتجزين ادى الى وفاة عدة اشخاص واشارت الى ان ضابطا اسمه حجاج كان يضرب المعتقلين وفي مرة ضرب ابنتها وعمرها 5 سنوات حتى اصيبت بمرض في القلب . وطلبت الادلاء بمعلومات بعد اغلاق الميكروفونات ويبدو انها تحدثت عن حادثة الاغتصاب لان المدعي العام اوضح انها التي شاهدت الاغتصاب . واشارت الى ان المعتقلين نقلوا بعدها الى محتجز نقرة السلمان حيث بقوا هناك لاربعة اشهر وكان الحراس يطلبون منهم تقليد اصوات الحيوانات او الرقص والغناء .
ملابسات جلسة امس
وكانت المحكمة شهدت امس جدلا بين صدام والقاضي محمد الخليفة الذي طرد صدام بعدها من القاعة للمرة الارابعة خلال الاسبوعين الاخيرين وكذلك بقية المتهمين وامر بجعل الجلسة مغلقة . وقد حاول صدام الكلام مبتدءا بالاية الكريمة (وقاتلوهم يعذبهم الله) ثم جرى نقاش حاد بينه وبين القاضي وحدثت فوضى وقطع الصوت حيث امر الخليفة وقد ظهر محتدا ويؤشر الى قفص الاتهام بطرد صدام من قاعة المحكمة ثم اخراج بقية المتهمين الستة .وقد وجه المتهم حسين التكريتي رئيس اركان الجيش السابق لكمة الى احد الحراس الذذي حاول اقتياده من القصف ووجه سبابا الى رئاسة المحكمة قائلا (انتم خونة وقوادون) اما علي حسن المجيد فقد صرخ قائلا (اصدروا الحكم الان ونيرد ان يكون الاعدام لنخلص) .. اما سلطان هاشم وزير الدفاع السابق فقال انه يفضل اطلاق الرصاص عليه بدل توجيه اهانة له .
وقالت مشتكية امس ان القوات العراقية قبضت عليها مع جدتها في نيسان (ابريل) عام 1988 ثم ما لبثت هذه الاخيرة ان توفيت في المعتقل في وقت لاحق واضافت المشتكية التي لم يعلن عن اسمها متحدثة من خلف ستارة "عشنا ظروفا بالغة القساوة بحيث اصبت بامراض جلدية كانوا يحقنون النساء بمواد توقف الطمث وتتسبب بتورم والام في البطن والفخذ". واتهمت ضابطا يدعى جعفر الحلاوي بالتحرش بالنساء وامسك مرة بفتاة جميلة جدا من كويسجنق قائلا لها "انت لي" فبصقت في وجهه ثم امرها بان تشتم الملا مصطفى بارزاني "الزعيم الكردي الراحل" ثم بصقت في وجهه مرة اخرى فقام بتمزيق ثيابها واغتصابها امام والديها".
واكدت انه قتلها بعد ان اغتصبها" . وروت ايضا انها "في احدى الليالي سمعت فتاة اخرى تتنهد وتبكي وعرفت في اليوم التالي انها اقدمت على الانتحار بعد ان تم اغتصابها الامر الذي اثار غضبا في صفوف السجناء الذين قرروا ضرب الضابط الحلاوي".
وقالت "بعد ايام قام السجناء بضرب الحلاوي فدخل علينا عشرات الجنود الذين ضربوا الجميع حتى الاطفال واثر ذلك تم نقلنا الى نقرة السلمان حيث كانت عمليات الاغتصاب كثيرة خصوصا بعد عزل النساء عن الرجال والشابات عن العجائز". وقالت ان "الوفيات كانت ترمى لتاكلها الكلاب قرب اسوار المعتقل".
وبانتهاء جلسة اليوم تكون المحكمة قد استمعت الى 51 مشتكيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من شهر اب (اغسطس) الماضي .. فيما ينتظر ان تستمع في جلساتها المقبلة الى 30 شاهداً قبل البدء بالاستماع الى شهود النفي الذين لم تقدم هيئة الدفاع قائمة بأسمائهم الى هيئة المحكمة بعد باستثناء عدد قليل من المسؤولين في الحكومة السابقة ومنهم طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق .
المتهمون والتهم في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".