وزيرة الدفاع الفرنسية قد تدخل حلبة السباق الى الانتخابات الرئاسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس : قد تشهد حلبة السباق الى الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تعيش على وقع الصراع بين المرشح اليميني نيكولا ساركوزي والمرشحة اليسارية سيغولين روايال، دخول وزيرة الدفاع ميشال اليو ماري المقربة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، على خط المنافسة. ويبدو ان اليو ماري (60 عاما) التي تقول انها تنتمي الى الخط الديغولي في السياسة الفرنسية تعمدت عدم حسم احتمال ترشحها الى الانتخابات الرئاسية، ما احاط السباق الى الانتخابات بمزيد من الضبابية.
وفي حين لم يتضح حتى الساعة ما اذا كان ذلك ناجما عن مناورة سياسية او رغبة حقيقية بتقديم ترشيحها الى الانتخابات، فان اليو ماري تحظى بدعم جاك شيراك ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان، في مواجهة خصمهما المشترك نيكولا ساركوزي الذي يرأس حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم.
وقالت اليو ماري في حديث الى صحيفة "لو فيغارو" الثلاثاء "طلب عدد من الناشطين (في الحزب) مني ان اقدم ترشيحي الى الانتخابات ويقولون لي انني الوحيدة القادرة على التغلب على سيغولين روايال"، المرشحة الاشتراكية التي برزت كأول امراة تحظى بحظوظ فعلية للوصول الى سدة الرئاسة الفرنسية.
واضافت انها ستتخذ قرارها في مطلع العام 2007.
واشار رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الاحد الى انه من الممكن لليمين الفرنسي ان يفرز مرشحين آخرين غير ساركوزي، موجها المديح لاليو ماري التي راى فيها "امراة ذات كفاءات عالية، اثبتت قدراتها في اطار عملها الحكومي".وتبدو حظوظ اليو ماري ضعيفة حتى الساعة في اطار السباق على الرئاسة الفرنسية، اذ تظهر الاستطلاعات تصدر ساركوزي وروايال. ويستطيع ساركوزي ان يتكل على دعم غالبية اعضاء حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية ال300 الف الذين يفترض ان يختاروا مرشحهم في منتصف كانون الثاني/يناير.بيد ان اليو ماري تقول انها لا تنوي الاستناد الى دعم الحزب باعتبار ان الانتخابات الرئاسية هي لقاء بين "رجل (او امراة) والشعب الفرنسي".
وهي تتحرك في وقت تبدو العلاقات متوترة مجددا بين ساركوزي والمقربين من شيراك الذين ينتقدون بشدة اعلان ساركوزي نيته اجراء تغيير جذري على طريقة الحكم في فرنسا ورغبته باعادة النظر في النموذج الاجتماعي الفرنسي، في حال فوزه. وصرح مسؤول في الحكومة فضل عدم الكشف عن هويته الاسبوع الماضي لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية "في مواجهة ساركوزي، ساصوت لصالح روايال"، ما اثار غضب اصدقاء وزير الداخلية. ووصف وزير مقرب من ساركوزي، كريستيان استروسي، وزيرة الدفاع الفرنسية بانها "قناص".
واشار المحلل السياسي فيليب برو الى ان "اليو ماري تسمح باستخدام احتمال تقديم ترشيحها لسببين. فهي من جهة تعلم ان لا شيء ثابت في السياسة، وتسعى تاليا للابقاء على احتمال تقديم ترشيحها قائما في حال هبطت شعبية ساركوزي لاسباب غير متوقعة". وقال لوكالة فرانس برس "من خلال تظهير صورتها اليوم كعقبة على طريق نيكولا ساركوزي، تسعى اليو ماري الى زيادة ثمن اي انضمام مستقبلي لها الى صفه"، اذ قد تامل بالحصول على منصب رئيس الوزراء في حال انتخاب ساركوزي رئيسا للجمهورية. وتولت اليو ماري منصب وزير الدفاع منذ العام 2002، وباتت تتمتع بموقع دولي الى حد ما بعد زياراتها الى الخارج. وعرفت ان تكسب احترام العسكريين الفرنسيين الذين لم تروقهم بداية فكرة ان يخضعوا لقيادة امراة. وكانت ميشال اليو ماري ترأست بين 1999 و2002 الاتحاد من اجل حركة شعبية الديغولي الذي اسسه جاك شيراك. ورفضت قانونا حول المساواة بين الرجل والمرأة مطبقا منذ ست سنوات يلزم الاحزاب بتقديم عدد متساو من الرجال والنساء كمرشحين الى الانتخابات. وصرحت يوما بالقول "لست من انصار الحركة النسائية (...) اريد ان يحكم علي انطلاقا من كفاءاتي".