واشنطن ترفض الانتقادات البريطانية حول معتقل غوانتانامو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الصليب الأحمر يزور معتقلين في غوانتنامو واشنطن وبرلين ولندن: رفضت الولايات المتحدة امس الانتقادات حول معتقل غوانتانامو التي اعربت عنها الحكومة البريطانية، حليفتها الرئيسية في الحرب على العراق. وردا على سؤال حول ما قالته وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي وصفت عمليات الاعتقال هناك بأنها "غير مقبولة وغير مثمرة" داعية الى إقفاله، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك "اعتقد ان هذا الامر مرتبط بتقرير سنوي نشروه". واضاف "اسمعوا، لا نريد ان نبقي غوانتانامو مفتوحا الى الابد". واوضح "لا نريد ان نكون جلادي العالم. ننتظر فعلا وبفارغ الصبر اليوم الذي سيقفل فيه غوانتانامو".
من جانبه، قال جون بلينغر المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركيةإن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تتعامل مع شكاوى مقدمة من حلفائها بشأن معاملتها للسجناء الاجانب المحتجزين في سجن غوانتانامو كمشتبه في صلتهم بالارهاب.
وزيرة خارجية بريطانيا مارجريت بيكيت تتحدث
بمؤتمر صحفي بلندن في6أكتوبر 2006
وشنت وزيرة الخارجيةالبريطانية بيكيت واحدا من اعنف هجمات الحكومة البريطانية على معتقل جوانتانامو يوم الخميس قائلة إن معسكر الاعتقال الأميركي غير فعال ومضر.
وقالت بيكيت لدى تقديمها تقريرا لوزارة الخارجية البريطانية عن حقوق الانسان في العالم، "على غرار ما قال رئيس الوزراء (توني بلير)، نعتقد ان من الضروري غلق المعتقل". واعتبرت ان "الاعتقال المستمر وبلا محاكمة مناسبة للسجناء امر غير مقبول على صعيد حقوق الانسان، وهو ايضا غير فعال على صعيد مكافحة الارهاب". واضافت ان الكثير من الخبراء باتوا يعتقدون ان وجود هذا المعسكر بقدر ما هو مفيد للامن بقدر ما يساهم في الوقت نفسه بـ"زعزعة الاستقرار".
وقد وصف توني بلير معتقل غوانتانامو مرارا بأنه "غير طبيعي". وفي اذار/مارس، اعرب عن "الامل" في غلقه. وحين سئل من جديد حول هذا الموضوع في ايلول/سبتمبر، تملص من الاجابة. وقال "علينا ان نتأكد من ان المعتقلين هناك يخضعون للاجراءات القضائية المناسبة تضمن ايضا الامن". وما زال المئات من عناصر طالبان او القاعدة المفترضين معتقلون دون محاكمة في معتقل غوانتانامو بعضهم منذ اربع سنوات.
وتعرضت الولايات المتحدة للانتقاد بشدة في الخارج حول ظروف الاعتقال في قاعدة جوانتانامو بكوبا حيث لا تزال تحتجز نحو 450 سجينا بوصفهم مقاتلين اعداء. وبعضهم محتجز منذ اكثر من اربعة اعوام دون محاكمة ويوصفون بانهم نشطاء خطرون من طالبان والقاعدة. وتعتبر تصريحات بيكيت من اقوى الادانات لجوانتانامو من جانب وزير بارز في حكومة رئيس الوزراء توني بلير اقوى حلفاء الرئيس الأميركي جورج بوش في حرب العراق.
واعترف بوش في وقت سابق من العام الحالي بان جوانتانامو يضر بصورة الولايات المتحدة وقال انه يفضل اغلاق المعسكر لكنه يحتاج الى وسيلة للتعامل مع المشتبه بهم امام المحاكم. ووافق الكونغرس الأميركي على تشريع في الاسبوع الماضي لإقامة نظام جديد لمحاكم عسكرية لمحاكمة الاسرى الاجانب لكنه حظر عليهم الاعتراض على احتجازهم أمام نظام القضاء الأميركي.
المستشار القانوني لرايس يدافع
في سان بطرسبورج يوم 17 يوليو 2006 قال جون بلينغر المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس إن ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش تتعامل مع شكاوى مقدمة من حلفائها بشأن معاملتها للسجناء الاجانب المحتجزين في سجن جوانتانامو كمشتبه في صلتهم بالارهاب. لكن بلينغر قال ان ادارة بوش مقتنعة بأنها لم تنتهك اتفاقات جنيف باحتجازها المشتبه بأنهم مقاتلون غير مشروعين في ظل ما وصفه منتقدون بأنها ظروف غير انسانية. وقال بلينجر لمجموعة من الزعماء والصحفيين الالمان في برلين "الرئيس استمع الى هذه المخاوف من قبل المجتمع الدولي ويتعامل معها."
وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وزعماء المان اخرون قد اعترضوا على اعتقال المشتبه في صلتهم في الارهاب خارج نطاق المحاكم الأميركية ودعوا بوش الى اغلاق معسكر خليج جوانتانامو في كوبا.
وقال ترك مراد كورناز الماني المولد الذي أطلق سراحه مؤخرا من المعسكر بعد أن قضى نحو خمس سنوات هناك ان معتقل غوانتانامو "مكان بلا قوانين" حيث يضرب السجناء ويهانون. وقال بلينغر "ندرك أنه بالنسبة لدولة مثل الولايات المتحدة وقفت دوما مع سيادة القانون فان تقدم حلفائنا بهذه المزاعم مسألة تثير قلقا بالغا". وأضاف أنه نتيجة لهذا يقضي الكثير من الوقت في اوروبا لشرح الموقف الأميركي بشكل أفضل لان هذا "خطؤنا جزئيا أن هناك الكثير من الاساطير وافتقار الى الدقة والمفاهيم الخاطئة".
ومضى يقول "لم نبل بلاء حسنا فيما يخص الحديث مع أصدقائنا وحلفائنا... نتيجة لهذا تركنا الساحة مفتوحة للاخرين الذين يقولون اننا نختلق القوانين... او يفترضون اننا نخرق اتفاقية جنيف". وقال بلينغر "هذا غير صحيح ونحن نحاول تصحيحه عبر الحوار مع حلفائنا خاصة في اوروبا". ولم يقدم أي تفاصيل تشير الى كيفية معالجتهم لمخاوف اوروبية خاصة من أن نزلاء معتقل جوانتانامو يعذبون وتنتهك حقوقهم.
غير أنه اعترف بأن أخطاء ارتكبت. وقال بلينجر ان المشاكل ترجع جزئيا الى مسألة لغوية بدأت مع ظهور التعبير الأميركي "الحرب العالمية على الارهاب" الذي قال انه لا يلقى صدى لدى الاوروبيين. فهم يفضلون أن يطلقوا عليها "مكافحة" أو "نضال" بدلا من الحرب. ومضى يقول ان الولايات المتحدة ودولا أخرى تفتقر الى اطار العمل القانوني لمحاكمة المشتبه في صلتهم بالارهاب الذين هاجموا الولايات المتحدة من على بعد الاف الكيلومترات لكنها منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 وضعت اطار عمل قانونيا اكثر قوة للقيام بهذا. وأضاف "حدث تطور هائل في قوانيننا وسياساتنا واجراءتنا ... لم تكن هناك قواعد قبل 11 سبتمبر. كان علينا أن نكيف ونطور".