أخبار

مرشد الاخوان المسلمين يؤكد رفضه توريث الحكم في مصر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: أكد محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين التي تحتفل السبت بالذكرى المئوية لميلاد مؤسسها حسن البنا، ان حركته ترفض توريث الحكم الى جمال مبارك، نجل الرئيس المصري حسني مبارك مؤكدا ان الاخوان ياملون في الوصول الى الحكم عبر الارادة الشعبية الحرة.

وقال عاكف (78 سنة) في مقابلة في مكتبه في حي المنيل (جنوب القاهرة) انه "مشفق" على جمال مبارك، مضيفا "الان استطاعت القوى السياسية ان تحفز الشعب ضده حتى اصبح اكثر انسان يتحمل الكراهية الناجمة عن كل فساد العهد". واضاف المرشد السابع للاخوان المسملين الذي تولى هذا الموقع منذ عامين "انا نصحت منذ فترة طويلة اذا اراد (جمال مبارك) ان يدخل في هذه المعركة ويرث ابوه وان يحبه الناس ان يترك الحزب الوطني وقصر الرئاسة وان يذهب بمفرده لخدمة الشعب ويتعامل مع الشعب وعندما يترشح يصبح واحدا من الشعب". وتابع "انما اليوم وهو يعيش في قصر ابيه واذا تحرك يتحرك بموكب اكبر من موكب ابيه ولا يعرف شيئا عن الشعب وليس له تاريخ يتقدم به للشعب فيخيل الي انه من الصعب جدا ان يقبله" الشعب.

واعتبر مهدي عاكف ان المؤتمر العام الرابع للحزب الوطني الحاكم الذي عقد ما بين 19 و21 ايلول(سبتمبر) الماضي "كان كله قائما على تكريس التوريث". ووصف اعلان نجل الرئيس المصري، وهو مصرفي سابق في الثالثة والاربعين من عمره، خلال هذا المؤتمر عن احياء البرنامج النووي المصري بانه "تهريج".

وفي اشارة الى ترحيب الولايات المتحدة باعادة اطلاق البرنامج النووي المصري المجمد منذ العام 1986، قال "كل هذا الكلام عن الطاقة النووية مجرد تهريج وليس له معنى ومن الناحية العلمية غير معقول ان اسرائيل واميركا تريدان مصلحتنا". واضاف بالعامية المصرية "البرنامج النووي ينفذ علشان الحرامية تسرق وبس ولكن لا قيمة له من الناحية العلمية فتوليد الطاقة الان لا يحتاج الى ذرة".

ولكن المرشد العام للاخوان الذي اعتقل لمدة 23 عاما، اعترف بانه ليس لدى القوى السياسية تصور لكيفية مواجهة "الثوريث". واكد ان"التوريث مرفوض من كل الفئات والهيئات حتى اليوم، جميع المؤسسات والاحزاب ترفضه، وهم سينفذونه بطريقتهم، والقوى المعارضة حتى الان لم تدرس اسلوبا عمليا لمناهضة هذا. لا نملك الا ان نعلن رفضنا. اما في المستقبل فهذا يحتاج الى تضامن جميع القوى السياسية والمجتمع المدني ويحتاج الى دراسة ومناقشات".

وردا على سؤال حول ما اذا كان للجيش المصري كلمة في مسالة انتقال السلطة في مصر، قال "لا بد ان يحترم دور الجيش، لا بد ان يعمل حساب للجيش ورؤية الجيش نحن لا نتدخل فيها لاننا نود ان يظل الجيش محترما". وطوال نصف القرن الاخير تولى الحكم في مصر ثلاثة عسكريين هم جمال عبد الناصر (1952-1970) وانور السادات (1970-1981) وحسني مبارك.

وتعرض الاخوان المسلمون للقمع في عهد عبد الناصر ولكن السادات تقرب اليهم لضرب قوى اليسار التي كانت تعارضه في السبعينات، اما حسني مبارك فاتبع معهم سياسة الضربات الاجهاضية التي تتمثل في حملات اعتقال على فترات متقطعة لم تمنعهم مع ذلك من التواجد على الساحة السياسية بقوة. ومنذ الانتخابات التشريعية التي حقق فيها الاخوان انتصارا غير مسبوق العام الماضي بفوزهم ب 20% من مقاعد البرلمان، تعرض الاخوان لحملات اعتقال.

وقال مهدي عاكف "مازال 105 من الاخوان في السجون بلا محاكمة"، بينهم ثلاث قيادات هم الامين العام للجماعة محمود عزت وعضو مكتب الارشاد عصام العريان والنائب السابق محمد مرسي. ومنعت السلطات المصرية مرشد الاخوان من السفر هذا الاسبوع الى السعودية لاداء العمرة. واكد عاكف ان الحكومة المصرية تدخلت "تحت ضغط اميركا والصهاينة" لمنع الاخوان من تحقيق انتصار اكبر في الانتخابات التشريعية الاخيرة بعد فوز العديد من مرشحيها في المرحلة الاولى من الاقتراع الذي تم على ثلاث مراحل.

وقال ان جماعة الاخوان "لن تقبل على الحكم الا اذا كان الشعب هو الذي يحملنا الى الحكومة". واضاف "عندما يقتنع الشعب بمنهج الاخوان المسلمين ويحملنا الى الحكم، في هذا الوقت سنستطيع تنفيذ برنامجنا الاصلاحي بسهولة لانه حينها لا يستطيع احد ان يضغط علينا وهذا لن يكون الا بانتخابات حرة".

وقال المرشد العام للاخوان ان حركته اذا وصلت الى الحكم، "فستلغي معاهدة السلام" التي وقعتها مصر مع اسرائيل عام 1979. واكد ان "مستقبل اسرائيل يكتب الان في فلسطين ولبنان"، معتبرا انه "ليس هناك سبب لوجود اسرائيل في المنطقة". وانتقد عاكف "التجربة التركية الاسلامية" ووصفها بانها "غير محترمة". واضاف "التجربة التي تتحالف مع الصهاينة غير محترمة (..) هذه العصابات الصهيونية يجب ان ان تعرى امام العالم لانها عصابات احتلت ارضا ليست لها وقتلت وهدمت وجرفت، وتجربة لبنان تبين من هم الصهاينة وتجربة السياسة الاميركية نحو الشرق الاوسط اصبحت مكشوفة ومعروفة".

واعتبر ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "ما زال فكره اسلاميا ولكنه ظن انه حينما يجنح نحو اميركا والصهاينة يمكن ان يقف ضد الجيش هناك الذي كان يسيطر على كل شيء والعلمانية الشديدة. لا ادري هل سينجح ام لا ولكن يكفيني انه لم ينجح حتى الان في حماية المحجبات في دولة اسلامية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف