شيراك يعبر عن اسفه لاردوغان وارمينيا لعلاقات طبيعية مع تركيا

انقرة، جنيف: أعلن رئيس مجلس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي جاك شيراك عبر له خلاله عن "اسفه" في شأن تصويت النواب الفرنسيين في قراءة اولى على اقتراح قانون حول ابادة الارمن.ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية عن اردوغان قوله خلال افطار مساء السبت "ابلغني السيد شيراك صباح اليوم (السبت) باسفه مشيرا الى انه يتفهم" رد الفعل التركي القوي في شأن اقتراح القانون الذي اقرته الخميس الجمعية الوطنية الفرنسية وينص على معاقبة الذين ينكرون حدوث حملة ابادة ضد الارمن خلال الحرب العالمية الاولى.

وقال رئيس الوزراء التركي ان الرئيس الفرنسي شدد على انه "سيقوم بكل ما في وسعه بالنسبة الى الخطوة المقبلة". ويفترض ان يطرح النص على اعضاء مجلس الشيوخ ثم على النواب في قراءة ثانية، قبل اقراره نهائيا. وذكر مصدر قريب من رئيس الحكومة التركي ان اردوغان شدد خلال المحادثة الهاتفية، على تدخل شيراك بهدف الغاء النص "في اسرع وقت ممكن".

وقال اردوغان ان "ذلك مهم لكي لا تتأثر علاقاتنا بشكل اكبر".وتابع المصدر ان شيراك اكد لرئيس الوزراء التركي ان التصويت لا يغير شيئا في العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين. وحمل اردوغان مجددا خلال الافطار على تصويت النواب الفرنسيين الذين "ارتكبوا خطأ فادحا عبر اقرار قانون بدائي"، على حد قوله. وتابع "بسبب بعض النواب المحدودين، فان فرنسا التي نعرفها كبلد للحريات مضطرة للتعايش مع هذا العار".وقال اردوغان "اذا لم تلغ فرنسا هذا القانون، فهي التي ستخسر لا تركيا".

وحذر المسؤولون الاتراك فرنسا من تأزم في العلاقات الثنائية وعقوبات اقتصادية اذا لم يلغ القانون. ويؤكد الارمن ان المجازر التي ارتكبت بحقهم بين عامي 1915 و1917 اسفرت عن مقتل اكثر من مليون ونصف مليون شخص، في حين تتحدث تركيا عن مقتل ما بين 250 و500 الف شخص نافية وقوع الابادة، مشيرة الى ان مجازر سجلت في الجانبين.

ارمينيا تريد اقامة علاقات طبيعية مع تركيا

من جهته اعلن وزير خارجية ارمينيا اليوم انه سيعمل على تطبيع العلاقات مع تركيا، وذلك رغم استيائه الشديد من رفض انقرة الاعتراف بالابادة في حق الارمن خلال فترة حكم السلطنة العثمانية. وقال فارتان اوكسانيان في حديث الى صحيفة "ان زد زد سام سونتاغ" السويسرية ان "عدم ادانة الاحداث (...) وعدم الاعتراف حتى الآن بانها ابادة يشكل في الواقع تمديدا للابادة". واضاف "الا انني، بصفتي وزيرا للخارجية، من واجبي ان اتطلع الى المستقبل وان اسعى الى اقامة علاقات طبيعية مع تركيا".

وجدد اوكسانيان التعبير عن ارتياح ارمينيا ازاء تصويت الجمعية الوطنية الفرنسية الخميس على اقتراح قانون يعاقب الذين ينفون حصول الابادة في حق الارمن. وكان مجلس النواب السويسري اقر قانونا مماثلا في 2003. الا ان الوزير الارمني ابدى شكوكا بالنسبة الى قيمة هذا القانون عمليا. وقال "يصعب القول ما اذا كان اقتراح القانون الفرنسي والقانون السويسري يشكلان نقطة انطلاق". واوضح اوكسانيان ايضا ان اعتراف الدول الاخرى بالابادة "ليس هدفا في حد ذاته".

ورأى ان اقتراح الحكومة التركية انشاء مؤسسة مشتركة مؤلفة من المؤرخين من اجل دراسة المجازر امر "غير شريف" طالما ان تركيا لا تزال تغلق حدودها مع ارمينيا وتحظر استخدام كلمة "ابادة". وقال ان "رئيسنا قال لاردوغان (رئيس الوزراء التركي) ان ارمينيا مستعدة للحوار ما ان يتم فتح الحدود وتقام علاقات ثنائية. في هذه الحال، يمكن للجنة حكومية بين البلدين ان تناقش المسألة".

ويؤكد الارمن ان المجازر التي ارتكبت بحقهم بين عامي 1915 و1917 اسفرت عن مقتل اكثر من مليون ونصف مليون شخص، في حين تتحدث تركيا عن مقتل ما بين 250 و500 الف شخص نافية وقوع الابادة، مشيرة الى ان مجازر سجلت لدى الجانبين.