تحقيق في بلاغ الأزهر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منظمات حقوقية ترفض الوصاية على حرية التعبير
النيابة المصرية تحقق في بلاغ الأزهر ضد "الغد"
نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء تنذر بتوتر جديد بين المؤسسة الدينية الرسمية في مصر، والصحافة ، فقد بدأ النائب العام المصري تحقيقاته في البلاغ المقدم من الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، وبلاغات مماثلة، قدمها عدد من المواطنين ضد صحيفة "الغد" الناطقة بلسان حزب الغد الليبرالي المعارض، على خلفية تقرير نشرته في ملحقها الصادر بتاريخ الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري تحت عنوان : "أسوأ عشر شخصيات في الإسلام".
ورأى شيخ الأزهر ومقدمو البلاغات أن التقرير الصحافي "تناول بالنقد والتجريح والازدراء بعض الشخصيات الإسلامية من صحابة النبي محمد (ص)، وقد استمعت النيابة في مستهل تحقيقاتها، إلى إفادة ناجي الغطريفي، بصفته رئيسا للحزب خلفا لأيمن نور رئيس الحزب السابق الذي يقضي حاليا عقوبة السجن في قضية تزوير مستندات تأسيس الحزب. من جانبها ، خاطبت نقابة الصحافيين النيابة العامة وطلبت تأجيل موعد التحقيق مع أحمد فكري رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "الغد"، إلى موعد لاحق حتى يحضر معه محام من النقابة أثناء التحقيق معه.
الأزهر وحقوق الإنسان
واللافت أن غالبية مؤسسات المجتمع المدني المصرية التزمت صمتاً يبعث على القلق، وإن كانت بعضها قد أصدرت بيانات تؤكد على استحياء دعمها لحرية التعبير، غير أنه يذكر في هذا السياق أن المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان رصدت عدة انتهاكات لحرية التعبير خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى مداهمة الإدارة العامة للمصنفات الفنية مكتبة مدبولي صاحبة حق توزيع كتاب "الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني" ومصادرة 280 نسخة من الكتاب، بدعوى عدم الحصول على تصريح من الأزهر، على الرغم من عدم وجود حكم قضائي بمصادرة الكتاب الذي ينتقد رقابة الأزهر على المصنفات الفنية والمؤلفات .
أما شيخ الأزهر فقد أشار في بلاغه ـ الذي سلمه بنفسه للنائب العام خلال استقباله مؤخرا صحبة د. إبراهيم الفيومي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية - إلى أن التقرير الصحافي تناول بالنقد والتجريح والازدراء لبعض الشخصيات الإسلامية من صحابة الرسول. كما قدم أيضاً مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر مذكرة إلى النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ما نشر بالصحيفة والذى اعتبر أنه ينطوي على إساءة لبعض صحابة الرسول وزوجته، وطالب المجمع بردع من وصفهم بتعبير "الذين يتطاولون على الدين الحنيف"، محذرا مما أسماه تكرار المساس بالثوابت الدينية أو تزييف الحقائق التاريخية لما له من آثار سلبية على الفكر الإسلامي والحضاري"، وفق ما ورد في مذكرة مجمع البحوث الإسلامية وهو أرفع المؤسسات التابعة للأزهر .
كما تصدت دار الإفتاء المصرية لهذا القضية أيضاً، ودعت في بيان مماثل، المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى مقاطعة ما أسماه البيان "الكتابات المسمومة التي تحمل أسماء توحي بأن أصحابها من المسلمين وتتضمن انتقادات للصحابة الكرام وكذلك تحليلات يغلب عليها الالحاد وانكار الوحي"، ووصف البيان انتقاد الصحابة بأنه "فسق بيّن، يسقط عدالة صاحبه ولا تقبل معه شهادته عند القضاء ويدخله في نطاق أهل الأهواء والبدع"، وفق ما ورد في بيان دار الإفتاء المصرية .
اعتذار "الغد"
وعودة لتفاصيل إفادة ناجي الغطريفي، رئيس الحزب أمام النيابة، والتي قال فيها إنه "أصيب بصدمة بالغة واستنكر ما نشرته الصحيفة"، وأنه أدان التقرير المنشور بشدة فور إطلاعه عليه لما يمثله في حق الإسلام والمسلمين، وأعرب عن "تقديره واحترامه لصحابة رسول الله جميعاً، لما لهم من دور في الحفاظ على الدين الإسلامي، وتفسير مواقفه على نحو صحيح"، على حد تعبيره . وأكد أن حزب الغد حزب ليبرالي وغير مسئول عما ينشر في صحيفته، حيث كان الحزب قد اتفق مع هيئة تحرير الصحيفة على استقلالها الكامل وعدم التدخل في المادة التحريرية .
وأضاف رئيس حزب الغد أنه عقب نشر الموضوع عقد الحزب اجتماعا طارئا وقرر خلاله تشكيل مجلس إدارة للجريدة لضبط العمل فيها والتحقيق مع رئيس التحرير التنفيذي حول نشر هذا التقرير، وهو الصحافي أحمد فكري . وأوضح أن حزب الغد قرر تشكيل وفد لزيارة شيخ الأزهر وتقديم الاعتذار له، غير أن مكتب شيخ الأزهر أبلغنا بالاتصال بالدكتور إبراهيم الفيومي رئيس مجمع البحوث الإسلامية المعني بهذا الأمر، مشيرا إلى أن الحزب نشر إعلانات مدفوعة الأجر في صحيفة حكومية وأخرى مستقلة، للاعتذار عما نشر لما يمثله من خطأ بحق المسلمين والصحابة .