المهدي يدعو لعقد ملتقى لحل أزمات السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حزب الأمة مستعد للمشاركة بحكومة وحدة وطنية
المهدي يدعو لعقد ملتقى لحل أزمات السودان
نبيل شرف الدين من القاهرة: دعا الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني الأسبق وزعيم حزب الأمة المعارض، إلى عقد ملتقى جامع لأهل السودان لحل المشاكل السودانية بالجملة وليس بالقطاعي"، على حد تعبيره، وأعلن أنه من الممكن أن يشارك حزب الأمة في حكومة للوحدة الوطنية في السودان. ومضى الصادق المهدي داعياً لتجاوز الخلافات في هذه الظروف، لافتاً إلى أنه أبلغ اللجنة القومية للوحدة الوطنية التي يرأسها المشيرعبدالرحمن سوار الذهب الرئيس الاسبق بموقف حزب الأمة، وهو ضرورة التقيد بثوابت وطنية لا يتعداه أحد من الاطراف السودانية .
كما دعا الصادق المهدي خلال لقائه مع أسرة "وادي النيل" بالقاهرة إلى أن يراجع هذا الملتقى الجامع، وهو عبارة عن مائدة مستيرة تضم كل القوى السياسية ، كل اتفاقيات السلام وضرورة أن يتجاوزها إلى اتفاق قومي يحل المشاكل كلها . وأعرب الصادق المهدي عن اعتقاده بأن جميع الأطراف مستعدون للتنازل عن بعض استحقاقاتهم الحزبية، وبالتالي فإن حزب المؤتمر الوطني عليه أيضا في المقابل أن يتنازل عن بعض الاستحقاقات لدفع جهود الحل السياسي في البلاد.
المهدي وأميركا
واعرب الصادق المهدي عن أمله في أن ينظر الجميع نظرة فوق الحزبية من أجل السودان ويتم معالجة الأمر بشكل شامل .. "فالمسألة الان في السودان اكبر منا جميعا ". وحذر الصادق المهدي من أن المشاكل في السودان وصلت إلى درجة أصبح يواجه فيها خطري التمزق والتدويل وشرح المهدي بالتفصيل ما آلت إليه الاوضاع في السودان وكيف وصل به الحال اليوم وعمليات الاستقطاب الحادة، موضحا أن هذه المشاكل الجديدة في السودان نقلت قضية السودان الطبيعية والتقليدية منذ الاستقلال إلى طبيعة دولية بعد أن كانت المشكلة داخلية .
كما شرح أيضا كافة أنواع الضغوط واللوبيات التي يتعرض لها السودان. وقال ان القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن رقم 1590 والخاص باتفاقية السلام مع الجنوب هو تقريبا نفس قرار مجلس الأمن 1607 الخاص بدارفور .. وفي اشارة إلى اتفاق أسمرة رحب المهدي بأي اتفاق لوقف اطلاق النار .
ووصف المهدي الدور والموقف الأميركي في السودان بأنه موقف متناقض، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي أشادت فيه أميركا وأيدت اتفاقية نيفاشا وابوجا عادت إلى فرض العقوبات وهذا التناقض يفسره أن هناك مصادر قرار مختلفة في أميركا . وأوضح أنه تقدم بمذكرة ايضاحية بمقترحاته من أجل وحدة الصف السوداني ولم الشمل اقترح فيها برنامجا شاملا للتحول الديموقراطي وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال إن أميركا لديها مصالح استراتيجية في موارد السودان وأخري غير موارد السودان، معربا عن اعتقاده بأن هناك حرباً باردة بين واشنطن وبكين في أفريقيا وأن الولايات المتحدة تريد أن تحمي الاستثمارات والمصالح الأميركية في تشاد
سيناريوهات الأزمة
وتطرق المهدي للموقف في دارفور قائلاً إنه بات الآن أسوأ مما كان عليه يوم توقيع اتفاق ابوجا، وتوقع المهدي أن يتم التمديد لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور، وأن يزيدوا في حجمها ولكن تحت قيادة جديدة، وأضاف أنه لابد أن نعترف أن هناك مشكلة انسانية في دارفور وهذه المشكلة عبأت الرأي العام الأميركي كله في مواجهة السودان .
وحدد المهدي ثلاث احتمالات او سيناريوهات للاوضاع في السودان ..وقال إن الاحتمال الاول وهو إن يستمر الوضع على ما هو عليه الان وهو ما يؤدي إلى حدوث تمزق وتفاقم للمشاكل الانسانية ومزيد من التدويل وهذا سيناريو سيء جدا أما الاحتمال الثاني فهو امكان حدوث انتفاضة نظرا لغياب الرؤية الواحدة في الحكومة لحل المشاكل مع وجود حريات نسبية ووجودالقضايا الامنية القديمة وانه في مثل هذه الظروف ستكون الانتفاضة مؤلمة وقال اما الاحتمال الاخير وهو الافضل والاحسن فهو في عقد ملتقى جامع يضم كل القوى تغذيه مؤتمرات جهوية لوضع اتفاق سلام شامل وعادل في كل المناطق وبرنامج تحول ديموقراطي وهذ ممكن ووارد ويقتضي تنازل كل القوى السياسية عن بعض الاستحقاقات .
واستعرض المهدي كافة انواع الضغوط التي يتعرض لها السودان من الخارجي، فاشار إلى ان هناك ضغوطا مما أسماه اللوبي المسيحي الذي ينطلق من اضطهاد المسيحين واللوبي اليهودي ولوبي المنظمات الدولية الانسانية وحقوق الانسان ولوبي الحريات الدينية واللوبي الأميركي من الاصول الافريقية ولوبي جمعيات محاربة الرق . واستبعد المهدي في ختام لقائه مع أسرة وادي النيل أن يحدث في السودان مثلما حدث في العراق .