أخبار

قتيلان في هجوم انتحاري جنوب سريلانكا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كولومبو: ذكرت الشرطة السريلانكية ان شخصين على الاقل قتلا وجرح عشرة آخرون اليوم في هجوم انتحاري استهدف مرفأ غال جنوب سريلانكا، نسبته السلطات الى المتمردين التاميل. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع السريلانكية كيهيليا رامبوكويلا صرح ان متمردين يعتقد انهم من التاميل تسللوا الى مرفأ غال (110 كلم جنوب كولومبو) في "مهمة انتحارية"، حيث ارسلت السلطات زوارق هجومية سريعة.وقال سكان المنطقة انهم سمعوا دوي ستة انفجارات واطلاق نار.


جذور النزاع الاتني في سريلانكا في ماضيها الاستعماري
تمتد جذور النزاع بين الحكومة السريلانكية والمتمردين التاميل جذوره الى الماضي الاستعماري لسيلان السابقة التي اولت فيها بريطانيا اهمية خاصة للاقلية التاميل وفي سنوات ازالة آثار الاستعمار التي اوصلت الاكثرية السنهالية الى الحكم.وتفيد الحصيلة المعترف بها بشكل عام ان ستين الف شخص قتلوا منذ ان شكل الطالب التاميل فيلوبيلاي براباكاران في 1972 مجموعة متمردة اصبحت لاحقا "جبهة نمور تحرير ايلام تاميل".وغالبية السريلانكيين من الاتنية السنهالية ومعظمهم بوذيون. اما الاقلية التاميل فهي هندوسية بشكل اساسي. لكن الديانة لم تلعب دورا في المواجهات.ويقول السنهاليون ان اصولهم تعود الى الامير فيجايا الذي طرده والده من شمال الهند منذ 2550 عاما وتزوج اميرة في الجزيرة. وكان ابناؤهما اوائل افراد الاتنية السنهالية.

وبعد مرور الاستعمار البرتغالي ثم الهولندي ثم البريطاني اختلط العديد من السنهاليون بدماء اوروبية.اما التاميل فقد جاؤوا من جنوب الهند في القرنين الخامس والسادس. وبعد نشوب عدة حروب مع ملوك اقاليم الجزيرة اقاموا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر مملكة في الاجزاء الشمالية والشرقية من سيلان.

وهؤلاء "التاميل السريلانكيون" مختلفون عن المزارعين التاميل الذين احضرهم البريطانيون من الهند الى سريلانكا في القرن التاسع عشر للعمل في مزارع الشاي والقهوة.وحكمت بريطانيا سيلان الاسم الاصلي لسريلانكا 133 سنة قبل ان تغادر الجزيرة في 1948. ويرى كثيرون ان السياسة الاستعمارية لبريطانيا التي اعتدت مبدأ "فرق تسد" هي التي زرعت بذور هذا النزاع الاتني.وكان النظام الاستعماري دعم الاقلية التاميل المتعلمة التي احتفظت بوظائف ادارية اساسية حتى منتصف الخمسينات.وتتحدث ملاحم عدة عن حروب بين التاميل والسنهاليين خلال القرون الماضية الا ان التوتر الاتني بدأ فعلا بالظهور بعد الاستقلال عندما استعادت الاكثرية السنهالية السلطة.

ويعتبر الكثيرون ان قرار تبني السنهالية لغة رسمية عام 1956 والتخلي عن لغة التاميل والانكليزية شكل منعطفا حاسما في العلاقات المتوترة بين المجموعتين.
ويؤكد التاميل انهم تعرضوا منذ ذلك الحين للتمييز في قطاعي التعليم والتوظيف.واقتصر التعبير عن الاستياء حتى انشاء جبهة نمور التاميل، على مواجهات اتنية متقطعة ونادرة وعلى صناديق الاقتراع.ودخل الغضب مرحلة الحرب بعد التظاهرات العنيفة ضد التاميل في 1983 التي اسفرت عن سقوط ما
بين 400 و600 قتيل.وتعتبر جبهة نمور تحرير ايلام تاميل اليوم واحدة من اهم حركات التمرد التي تعتمد حرب العصابات في العالم ورائدة العمليات الانتحارية. وقد ادرجها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والهند على لائحة الحركات الارهابية.

ونمور التاميل الذين كانوا يطالبون اولا بالاستقلال ثم بحق تقرير المصير، وافقوا بعد ذلك على فكرة حكم ذاتي واسع في اطار دولة فدرالية. واتفقت حكومة كولومبو وجبهة التاميل في شباط/فبراير 2002 على هدنة تحت رعاية النروج. وفي كانون الاول/ديسمبر من العام نفسه ايدتا فكرة دولة فدرالية الا ان محادثات السلام قطعت في نيسان/ابريل 2003.وتسعى الاسرة الدولية خلال الاسبوع الجاري لاطلاق عملية السلام في سريلانكا من جديد بينما تشهد الجزيرة موجة من اعمال العنف المتصاعدة.وقد حدد الثامن والعشرون من تشرين الاول/اكتوبر لبدء جولة جديدة من محادثات السلام في سويسرا بين المتمردين التاميل وكولومبو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف