أخبار

الانفال : مشتكية نجت من الرصاص لسقوطها بين الجثث

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


أسامة مهدي من لندن : أجلت المحكمة الجنائية العراقية العليا جلستها الى يوم غد الخميس للاستماع الى مشتكين جدد ضد الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من مساعديه السابقين المتهمين بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد في حملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 .. حيث ادلى باقوالهم 58 مشتكيا منذ بدء المحاكمة في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي حيث اكد احدهم اليوم انه شاهد جنودا يطلقون الرصاص على معتقلين مما ادى الى مصرع عدد منهم بينما قالت مشتكية انها نجت من اطلاق الرصاص لسقوطها في حفرة مليئة بالجثث .

وانعقدت جلسة اليوم بحضور جميع المتهمين ولكن بغياب فريق الدفاع الاصلي الذي يقاطع الجلسات منذ ثلاثة اسابيع . لكن القاضي محمد العريبي الخليفة المح الى احتمال عودة فريق الدفاع عن المتهمين الذي يقاطع الجلسات وقال ان جميع وثائق القضية ستسلم الى المحامين عندما سيعودون الى المحكمة .
وقال رئيس فريق الدفاع خليل الدليمي اليوم الاربعاء ان الفريق لم يتخذ قرارا نهائيا بانهاء مقاطعة محكمة الانفال مشيرا الى مطالب قانونية سيتم مناقشتها مع المحكمة . واضاف ان اتصالات ستجري مع المحكمة برعاية الجانب الاميركي وسيتحدد على ضوء ذلك انهاء التعليق من عدمه" . واوضح "لدينا مطالب قانونية وسيتم مناقشتها مع المحكمة. لكل حادث حديث، فمقاطعة المحكمة جاءت من اجل طلبات لم تلبى حتى الان". واكد ان "الاولوية الان في قائمة مطالبنا هي لموضوع المحامين وحضورهم واعطائنا فسحة من الوقت لدراسة عشرة آلاف ورقة تم تقديمها من قبل الادعاء العام وقد استلزم الادعاء العام اكثر من سنتين ونصف السنة .. و"بتقديرنا نحتاج الى ما لا يقل عن ثلاثة اشهر لدراسة هذه الاوراق".
وقال الدليمي "نحن بصدد اجراء اتصالات مكثفة مع المحامين من هيئة الدفاع وخارج هيئة الدفاع وسنجري اتصالات برعاية الجانب الاميركي مع المحكمة". واضاف "ليست المحكمة التي منعتنا من الحضور وانما نحن انسحبنا بناء على احتجاجنا".
وكان القاضي سمح بحضور فريق الدفاع الجلسات المقبلة بطلب من وزير الدفاع الاسبق سلطان هاشم احمد الطائي.

المشتكي الاول
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم الذي ادلى بشهادته من وراء ستار انه من سكنة قرية خضر ريان التابعة لقضاء قادر كرم ان القوات العراقية قصفت القرى في منطقة سكناه في التاسع من نيسان (ابريل) عام 1988 مما دفع السكان الى الهرب الى الجبال القريبة . واشار الى انه بسبب هروبه من الخدمة العسكرية فقد لجأ هو الى قرية قريبة لكن احد عناصر قوات الاكراد المؤيدة للحكومة حضر فابلغه ان هناك عفو عن الهاربين فسلم نفسه مع اخرين لكنه نقل الى السجن في طوبزاوة ومنها الى الرمادي حيث احتجزوا هناك مع عدد كبير من الرجال والنساء والاطفال . واضاف ان المعتقلين قاموا بتفتيش المعتقلين وطلبوا تسليم كافة أشيائهم الصغيرة. وقال "خضعنا لتحقيقات مفصلة., قال لي الضابط إن كل ما أدليت به في التحقيق كان كاذبا. أوضحت للضابط أنني لم أكن من قوات البشمركة. ورد بأن هناك تقارير مفصلة عن نشاط كل كردي حتى الأطفال. ثم أحضر ورقة مطبوعة وأجبرني على التوقيع عليها".
واضاف" بعد التحقيق معنا، وضعونا في قاعة وقاموا بلحمه من أعلى إلى أسفل. وعادوا بعد 20 دقيقة ليكسروا الباب، وطلبوا ممن يريد قضاء حاجته الخروج في مجموعات من أربع أشخاص. وفي أحد الأيام قامت قوات حكومية بأخذ شخص معنا بعد أن صفعوه صفعة قوية للغاية. ولم يظهر هذا الشخص مرة أخرى. وبجانبي كان أحد الأشخاص يتأوه وقال لي ضربوني وكسروا لي ضلعين. ولاحظت أنه كان يتنفس بصعوبة".
وقال "وأثناء سيرنا في القافلة كنا نسمع صوت إطلاق رصاص وصراخ. لم يسمحوا لنا بشرب مياه منذ خروجنا من المعتقل. وفجأة أناروا ضوء السيارات، وكنا ليلا، وشاهدنا العسكر الذين كانوا برفقتنا يطلقون النار على رؤوس مجموعات من المعتقلين متراصة في ثلاثة صفوف" لكنه نجا من ذلك برغم مقتل اخرين . واشار الى انه تم بعد ذلك نقلهم بالسيارت الى بغداد لكنه استطاع الهرب ليلا واختبأ في احدالخنادق التي حفرت كمقبرة جماعية تقع في حقل كبير قريب ثم وصل الى كركوك متخفيا .

المشتكية الثانية
قالت المشتكية الثانية وتدعى انوار التي كان بين المعتقلين "لقد اديت الشهادة وتهيئت للموت في تلك اللحظة انه وقت الاستغفار للناس وكنا مستعدين للموت". واضافت انها تحدت الحراس الذين بدأوا باطلاق النار على المعتقلين بصورة جماعية وهربت " . واوضحت "لقد هربت من اطلاق النار وسقطت في خندق كان ممتلئا بالجثث وشاهدت الكثير من حفر القبور والكثير من التلال . واضافت انها رأت اناسا مقتولين بالرصاص وكانت الصحراء مليئة بالتلال التي دفن تحتها الضحايا .

جلسة امس الثلاثاء
وشهدت جلسة امس الثلاثاء تشكيك صدام حسين باقوال مشتكين حول وجود الاف المعتقلين في محتجز نقرة السلمان الصحراوي الجنوبي موضحا انه لايستوعب مثل هذا العدد الكبير كما شكك في وفاة 750 كرديا هناك . ثم شكك في قتل اطفال وتساءل قائلا : لماذا يقتل الاطفال ويترك الكبار من حملة السلاح . واضاف صدام ان العراقيين شعب واحد عربا واكرادا وليس من مصلحتهم الفرقة مشيرا الى ان من له مصلحة في ذلك هي الصهيونية والانفصاليين في اشارة الى الاتهامات التي توجه للقيادات الكردية بالرغبة في الانفصال عن العراق . واشار الى ان اقوال بعض المشتكين بان الاكراد استهدفوا لانهم اكراد فيه تجن ويساعد على الفرقة بين العراقيين وانه ليس من مصلحة العراقيين الحديث بهذا الشكل .

ودعا الى الكشف عن شخصية وهوية مقاله المشتكون عن وجود ضابط يدعى الحجاج يدير معتقل نقرة السلمان الصحراوي . وتساءل قائلا : هل الحجاج هو شخصية وهمية للربط بين اسم الحاكم القديم المكروه من العراقيين والحجاج الحالي للادعاء بانه انتهك نفس الانتهاكات السابقة ولكن في عهد صدام حسين . وسال صدام المشتكي الثالث الذي قال ان زوجته توفيت في نقرة السلمان بعد وفاتها هناك عما اذا كان نقل رفاتها منذ ذلك الوقت فاجاب بانه لا امكانية له لذلك . ثم وجه صدام سؤالا اخر الى المشتكي فيما اذا كان يستطيع ان يدل أي جهة تذهب الى هناك على مكان دفن زوجته فاوضح المشتكي ان بصره ضعيف الان وانه لايستطيع ذلك الان .

ثم تدخل المدعي العام مشيرا الى ان دولة صدام كانت دولة مخابرات واجهزة امنية ولذلك لايمكن التعرف على اشخاص مثل الحجاج . وهنا تدخل صدام محتدا قائلا ان دولته كانت دولة حقيقية بغض النظر براي اخرين فيها .. ولكن الدولة الان لاتعرف ولاتستطيع عمل شيء ازاء قطع رؤوس العراقيين ورميهم في الشوارع . واستمعت المحكمة امس الى اربعة مشتكين اكدوا في اقوالهم فقدان العشرات من افراد عوائلهم واقاربهم منذ عام 1988 حين هاجمت القوات العراقية قراهم وسال احدهم الرئيس السابق عن مصير 33 من افراد عائلته المفقودين بينما اشار اخر الى فقدان 14 بينهم زوجتيهما واولادهما . وقد عرض المدعي العام منقذ ال فرعون بطاقات هوية لعدد من المفقودين عثر عليها في مقبرة جماعية بمنطقة الحضر شمال العراق تأكيدا لاقوال الشهود الذين رووا الظروف القاسية التي عاشوها في معتقل نقرة السلمان الصحراوي الجنوبي الذي كان يشهد يوميا وفاة عدد من المحتجزين وبينهم اطفال ونساء .

المتهمون والتهم في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.

وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف