آمر سجن نقرة السلمان قال لأكراد معتقلين جئتم لتموتوا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: قال احد شهود الاثبات للمحكمة الجنائية العراقية العليا التي يمثل امامها الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من اعوانه في قضية الانفال ان آمر سجن نقرة السلمان قال لاكراد اشتكوا من قطع مياه الشرب "جئتم لتموتوا لا لتحيوا". وروى الشاهد الكردي عبد الله سعيد ظروف اعتقاله في هذا السجن الواقع في محافظة المثنى جنوب العراق، موضحا انها كانت "سيئة جدا".
وقال امام المحكمة التي يمثل امامها الرئيس السابق بتهمة ارتكاب "ابادة جماعية" بحق الاكراد خلال "حملة الانفال" عام 1988، ان "ماء الشرب قطع عن المعتقلين. توجهنا لنشتكي الى امر السجن المعروف بالحجاج فاجابنا +جئتم لتموتوا لا لتحيوا". واضاف هذا الشاهد الطاعن في السن بزيه الكردي التقليدي ان "اكثر من 1800 توفوا في الاعتقال"، مؤكدا انه "شارك في دفن نحو عشرين جثة".
وروى كيف قصفت قريته باسلحة كيميائية، موضحا انه كان خارجها اثناء الهجوم. وقال "شاهدت بام عيني اهالي القرية المصابين بالاسلحة الكيمياوية. كانوا يصرخون. اعينهم تدمع ويتقيأون ويتألمون". واضاف ان "الرائحة كانت مثل رائحة تفاح متعفن. قمنا بنقل المصابين بالساحبات (جرارات) الزراعية في القرية وكنت اقود احداها. توجهنا بهم الى قرية سوبكا القريبة من قريتنا". وتابع "قبل ان نصل الى القرية (سوبكا) قامت وحدات من الجيش بمحاصرتنا والقوا القبض علينا وقاموا بتسجيل اسمائنا والقونا في معتقل مع الاطفال والنساء".
وطلب شاهد الاثبات تسجيل شكوى ضد الرئيس السابق وابن عمه علي حسن المجيد واعوانهما لتسببهم بفقدان ثمانية من افراد عائلته. وفي جلسة الاربعاء وصف شاهد كردي كيف تمكن من الهرب خلال الليل واختبأ في احد الخنادق التي حفرت كمقبرة في حقل كبير. وتحدث الشاهد الذي رفض الكشف عن اسمه من خلف الستار كيف قام الجيش العراقي بتدمير قريته واعتقاله ومراحل السجن التي مر فيها.
ووصف الشاهد كيف تم نقل رفاقه في المعتقل بشاحنات الى الصحراء من معتقل في مدينة كركوك (260 كلم شمال بغداد) الى ساحات في صحراء في محافظة الانبار غرب العراق. وقال "الطريق لم يكن معبدا وشاحنتنا غرست في الرمال ولم نستطع التحرك. بعد لحظات سمعنا اصوات اطلاقات نارية وصراخ على مسافة بعيدة منا". واضاف "بعد ان خيم الليل قام الجنود باقتياد مجموعة من المعتقلين ووضعوهم امام السيارة في ثلاثة او اربعة طوابير وترجل السائق واطفأ انوار السيارة الامامية واطلقوا النار عليهم".
ويحضر الجلسة جميع المتهمين في القضية الذين يحاكمون فيها منذ 21 اب/اغسطس الماضي في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة العراقية.
وهم يواجهون عقوبة الاعدام. ولا تزال هيئة الدفاع تقاطع المحكمة منذ الشهر الماضي بدعوى تدخل الحكومة في شؤون المحكمة، وتعيين قاض جديد، مع ان هذا القاضي سمح خلال جلسة الثلاثاء وبطلب من وزير الدفاع الاسبق سلطان هاشم احمد الطائي بحضور فريق الدفاع الجلسة المقبلة.
وجلسة اليوم هي الثامنة عشرة. واستمعت المحكمة حتى الان الى اكثر من 47 شاهدا من الاكراد بينهم عدد من النساء اللاتي اشرن الى حالات اغتصاب واجهاض وولادة وسط ظروف صعبة للغاية. وخصصت هذه الجلسة ايضا للاستماع لافادات شهود اضافيين في القضية. وكانت حملات الانفال اسفرت في 1988 عن مقتل حوالى مئة الف كردي وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف.
ويحاكم في القضية فضلا عن المجيد قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقا الذي اوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر، صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق وهو متهم بانه احد ابرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين. كما يحاكم طاهر توفيق العاني محافظ الموصل خلال حملة الانفال، وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانيا وكان يتلقى الاوامر مباشرة من علي حسن المجيد.
اما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرب من صدام وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة.