بوش: الحملة الدعائية لن تنال من عزيمتنا لاكمال المهمة في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، موسكو: أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم ان الحملة التي يشنها الارهابيون في العراق حسب قوله لخفض معنويات الراي العام الاميركي، لن تنال من عزيمته على المضي قدما لاكمال المهمة في العراق لكنه سيستمر في تعديل استراتيجيته تمشيا مع الظروف.
واقر الرئيس الاميركي في رسالته الاذاعية الاسبوعية بان شهر رمضان كان "قاسيا" بالفعل على الاميركيين والعراقيين. الا انه عزا تفاقم اعمال العنف الى زيادة عمليات اقرار الامن في بغداد التي تقوم بها القوات الاميركية والى "استراتيجية دعائية متطورة" للارهابيين للسيطرة على وسائل الاعلام. الا ان بوش قال "هناك شيء لن نقوم به: لن نسحب قواتنا من ساحة المعركة قبل اكمال المهمة". واكد ان الولايات المتحدة تقوم "على الدوام بتصويب" تكتيكها لمواجهة الصعوبات والمشاكل الطارئة في العراق.
ومع موجة العنف الاخيرة تزايدت الاصوات التي تطالب بوش باعادة النظر في سياسته في العراق ومنها اصوات من الاغلبية الجمهورية التي باتت تخشى الهزيمة في الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل على خلفية الملف العراقي الذي بات يحتل الاولوية في اهتمامات الاميركيين.
ومن المقرر ان يلتقي بوش السبت كبار القادة العسكريين في البلاد لمتابعة الوضع في العراق، الا ان البيت الابيض اكد ان هذه المشاورات التي كانت مقررة منذ فترة طويلة لا علاقة لها بالتدهور الاخير للوضع الامني في العراق. واضاف بوش "سنواصل ابداء المرونة واجراء كل التعديلات اللازمة لضمان الانتصار".
واعتبر الرئيس الاميركي ان الارهابيين "يعرفون انهم لا يستطيعون الانتصار علينا في المعركة، لذلك يشنون هجمات مثيرة على امل ان تؤدي صور العنف الى تحطيم معنويات بلادنا وتدفعنا الى الانسحاب". واعتبر ان هذه الهجمات العسكرية تترافق مع حملة دعائية عدائية مشيرا بالاسم الى قناة الجزيرة القطرية التي يرسل اليها مسؤولون في القاعدة بتسجيلاتهم. وخلص بوش الى القول ان "الارهابيين يسعون الى احداث انقسام في اميركا وكسر ارادتنا وعلينا الا ندعهم ينجحون في مهمتهم هذه".
رايس تقلل من اهمية مشاورات بوش مع جنرالاته
من جهتها قللت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من اهمية المشاورات التي يجريها اليوم الرئيس الاميركي جورج بوش مع جنرالاته بشأن الوضع في العراق مؤكدة انها لا تؤشر لاعادة تقويم الاستراتيجية العسكرية الاميركية في العراق. واضافت رايس في تصريحات للصحافيين الذين يرافقونها في جولتها الاسيوية "لا ارجع (هذه المشاورات) الى حصول تقدم كبير او الى عملية اعادة تقويم كبرى" للاستراتيجية الاميركية في العراق.
ويجري بوش اليوم مشاورات مع قادته العسكريين حول استراتيجيته في العراق الذي يشهد تصعيدا لاعمال العنف حيث شهد شهر تشرين الاول(اكتوبر) سقوط العدد الاكبر من القتلى بين الجنود الاميركيين.
وتأتي المشاورات في حين تزايدت الاصوات التي تطالب بوش باعادة النظر في سياسته في العراق، وقبل اقل من ثلاثة اسابيع من الانتخابات النيابية المقررة في السابع من تشرين الثاني(نوفمبر) والتي يأمل الديموقراطيون ان يتمكنوا خلالها من السيطرة على الكونغرس على حساب الجمهوريين. واضافت رايس "الرئيس يجري مشاورات كثيرة مع جنرالاته على غرار لقاء السبت الذي سيشارك فيه الجنرال كايسي واخرون" مشيرة الى اجتماع مماثل قبل اسبوعين في كمب ديفيد.
وتابعت "قلنا باستمرار انه ستتم اعادة تقويم خطة الامن في بغداد مع نهاية فترة تطبيقها اي بنهاية شهر رمضان" الذي ينقضي اليوم يومه التاسع والعشرون في معظم البلاد الاسلامية. ومضت رايس تقول "اني على يقين من انه بالنظر الى مشاكل العنف في العراق وبسبب عدم تراجع العنف بالمستوى الذي نأمله، فستجري العديد من المباحثات بشأن طرق تلافيه". ويشارك في مشاورات السبت نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفلد ومستشار الامن القومي ستيفان هادلي اضافة الى الجنرال جون ابي زيد وقائد القوات الاميركية في العراق جورج كايسي من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من بغداد.
وتأتي هذه المشاروات في الوقت الذي واجهت فيه الشرطة العراقية ليومين ميليشيات جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، لتتمكن من استعادة السيطرة على مدينة العمارة في الجنوب العراقي. وعاد الهدوء اليوم السبت الى المدينة بعد سقوط 24 قتيلا في المواجهات. ومع حصيلة بلغت 75 قتيلا حتى اليوم فان شهر تشرين الاول(اكتوبر) هو الاشد دموية بالنسبة للقوات الاميركية مذ اغزو الاميركي للعراق في آذار(مارس) 2003.