التحرش بالنساء ظاهرة تتفاقم في الإمارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أصدر متخصص في العلاقات الثقافية البارحة تحذيراً للنساء في الإمارات عن الطريقة التي يتعاملن بها مع الغرباء من الرجال بعد أن سُجِّلت حالات بالغة من التحرش.وحذر ماركو بلانكنبيرغ, مدير شركة Knowledgeworkx, أن معظم النساء اللاتي يحضرن إلى دبي "لا يُعملن عقولهن". وقال موجهاً خطابه إلى النساء: "ينبغي عليكن أن تكن حذرات, لأن التصرف بلباقة يمكنه أن يُفسّر على أنه اهتمام من المرأة برجلٍ ما."
وقال إن التحرش الذي يحدث غالباً يكون ناتجاً عن "سوء فهم كلي", ولكنه يكون مؤذياً. وطالب النساء "أن يخفين شخصياتهن" إلى الحد الذي يستطعن عنده تجنب لفت الأنظار. وقال: "عليكن ألا تظهرن بمظهرٍ حسن في بعض الأحيان, فذلك أفضل على المدى الطويل." وكانت محكمة دبي الشهر الماضي فرضت غرامة على رئيس شركة لبناني أساء فهم دعوة تقدمت بها إحدى موظفاته إليه, وغرمته المحكمة 5000 درهم بعد أن بعث إلى الموظفة برسالة يدعوها "إلى قضاء وقتٍ معه في الفندق".
كما أرسلت فتاة بريطانية تُدعى تريسي شكواها إلى الموقع الإماراتي سفن دايز تخبرهم أن الميكانيكي الذي أصلح سيارتها بدأ يرسل إليها رسائل خاصة جداً. وقالت ليا مديرة الإعلانات أنها أعطت رقمها لخياطٍ ما لبث أن استمر في إزعاجها طيلة تلك الليلة. وقالت: "يخيفني هذا الأمر كثيراً, فالعديد من الناس لا يعلمون ما المفروض فعله في مثل هذه الحالات. ويصبح الأمر أكثر خطراً عندما يعلم ذلك الشخص المكان الذي أسكنه."
وفي السياق نفسه, قال أحد المسؤولين من شرطة دبي أنهم تمر عليهم مثل هذه الحالات, بالرغم من أنها لا تزيد عما يحدث في بقية البلدان. ودعا النساء إلى الإبلاغ عن أي أحد يحاول التحرش بهن.
وإن مما يعطي دفعة معنوية أنه لا يتم التساهل مع هذه التحرشات, ولكن رغماً عن ذلك تظل حقيقة أن كثيرين من الرجال تروق لهم فكرة إزعاج النساء بالاتصالات. وتدعو إلى مثل هذه التصرفات عوامل متعددة كالاختلاف الثقافي وسوء الفهم لمعنى الإشارات الصادرة من بعض النساء.
تقول تريسي: "أرسلت سيارتي إلى الكراج لأصلحها, وذلك أن صاحب الكراج ذلك كان دائماً يحب المساعدة ولم يبد عليه أي سلوك مشين. لقد عاملته بلطفٍ وتهذيب, ولم أجد سبباً لمعاملته بغير ذاك. ولكن في اليوم التالي بعد أن أخذتُ سيارتي أرسل لي رسالة شخصية جداً, حيث كتب أنه يشعر شعوراً جيداً عندما يراني. لقد أذهلني ذلك. لا أعتقد أن له الحق في أن يكتب لي مثل ذلك."
(جوانا) معلمة أسبانية تعيش مع زوجها في دبي منذ عامين تقريباً. تقول إنها تعلمت ألا تكون لطيفة مع بعض الرجال. وقالت: "في أسبانيا, أن تتعامل بود ولطف أمرٌ معتاد. فإذا جاء أحد العمال إلى منزلك تقدم له الشاي أو القهوة وتجلس قليلاً تتحدث معه. لكني لاحظت أن هذا السلوك هنا يجتذب استجابة مختلفة, ولذلك أقاطع الرجال تماماً وأتركهم يقومون بعملهم, لأني وجدت أني إذا تعاملت بلطفٍ معهم فإنهم في الغالب يبدؤون في التفكير بأني معجبة بهم أو ما شابه."
قال ماركو بلانكنبيرغ مدير شركة Knowledgeworkx المتخصصة في العلاقات الثقافية أنه مدركٌ تماماً لهذه المشكلة. وأن الاضطراب ناشئ عن حقيقة أن دبي أصبحت مكاناً تتجمع فيه ثقافاتٍ متعددة, فحيث تنشأ معظم النساء على أن يكن لبقات ويعاملن الجميع معاملة حسنة, فإن معظم الرجال الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة يفهمون ذلك بطريقة أخرى. وقال: " ينبغي عليكن أن تكن حذرات, لأن التصرف بلباقة يمكنه أن يُفسّر على أنه اهتمام من المرأة برجلٍ ما في هذه المنطقة. فمن وجهة نظرهم يعتبرون أن الابتسامات والمعاملة الحسنة دليل على أنك مهتمة, بينما من وجهة نظر المرأة فهي تكون لطيفة في تعاملها فقط. يرجع الأمر في الغالب إلى سوء في الفهم."
وقال بلانكنبيرغ أننا ننقل جميع أشيائنا حينما نأتي إلى دبي, ولكننا لا ننقل تفكيرنا في الغالب. ولهذا السبب تتوجه شركته إلى معالجة هذه القضايا عندما يُعلِّمون النساء اللاتي أتين حديثاً إلى المنطقة, وذلك بالحديث في كيفية استعدادهن للبيئة الجديدة وماذا يجب أن يتوقعن وكيف يترجمنه بأسلوبٍ ملائم وكيف يتجنبن أوضاعاً مماثلة. كما قال: "سيكون من الصعب عليكن ذلك, لأنه يجب أن تخفين بعض جوانب شخصيتكن, وعليكن ألا تظهرن بمظهرٍ حسن في بعض الأحيان, فذلك أفضل على المدى الطويل."
وعند سؤال أحد المسؤولين في قسم شرطة دبي, قال: "عندما يزعج رجلٌ ما امرأة بإرسال الرسائل غير اللائقة أو إزعاجها بالاتصالات, فهذا يعني تحرشاً. ولكن تعتمد جدية الموضوع على ما تحتويه تلك الرسائل أو على عدد مرات الاتصال. وإذا شعرت إحدى النساء أنها تتعرض للتحرش فبإمكانها تقديم شكوى للشرطة ليتم تغريم الرجل أو تقديمه للمحاكمة."