أخبار

رايس تختتم الجولة الأولى وسط تحفظات من سيول وطوكيو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جونغ ايلل للالتزام باتفاق نزع السلاح النووي بين الكوريتين

كوريا الشمالية محور مباحثات بوتين

موسكو، سيول: اختتمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جولتها الآسيوية حول كوريا الشمالية، بتأكيدات روسية بالتزام تطبيق العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على بيونغ يانغ لكنها واجهت في طوكيو وسيول تحفظاً على تطبيق هذه العقوبات بسرعة. وغادرت رايس قبيل ظهر اليوم موسكو في ختام جولة لها استغرقت اسبوعا شملت اضافة الى روسيا كلا من اليابان وكوريا الجنوبية والصين وتركزت على الملف النووي الكوري الشمالي. وكانت رايس وصلت السبت الى موسكو واجرت محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي ايفانوف والرئيس فلاديمير بوتين.

وافادت وزارة الخارجية الاميركية ان رايس التقت مجددا نظيرها الروسي صباح الاحد من دون ان تتسرب اي معلومات حول هذا الاجتماع الذي لم يكن مدرجا على برنامج الزيارة.

وكانت رايس زارت طوكيو وسيول وبكين قبل ان تتوجه الى موسكو لمناقشة سبل تنفيذ العقوبات التي تضمنها قرار مجلس الامن 1718 بحق كوريا الشمالية بعد اجرائها تجربة نووية. وخلال وجودها في العاصمة الروسية شددت رايس على ضرورة احترام الحريات والتقت عائلة وزملاء الصحافية الروسية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا التي اغتيلت في السابع من تشرين الاول(اكتوبر) الجاري.

لا تجربة نووية كورية شمالية ثانية اذا توقفت واشنطن عن ازعاج بيونغ يانغ

من جهة ثانية نقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن مصادر دبلوماسية كورية جنوبية اليوم الاحد قولها ان كوريا الشمالية تعهدت عدم اجراء تجربة نووية ثانية شرط ان تكف الولايات المتحدة عن "ازعاجها". وقالت الوكالة ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل قطع هذا الوعد الاسبوع الماضي خلال محادثاته مع الموفد الصيني تانغ جياشوان الذي قام بمهمة للمساعي الحميدة في بيونغ يانغ بعد التجربة النووية في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر.

واكد مصدر دبلوماسي طلب عدم كشف هويته في سيول ان "كيم اكد خلال لقائه تانغ ان كوريا الشمالية لن تجري تجربة ثانية الا اذا ازعجتها الولايات المتحدة". واضاف المصدر نفسه ان "كيم وعد ايضا بان تعود بلاده الى طاولة المفاوضات السداسية في مستقبل قريب شرط ان تتعهد الولايات المتحدة برفع عقوباتها المالية بعد فتح المحادثات".

والمحادثات السداسية (الصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان والكوريتان) الرامية الى اقناع بيونغ يانغ منذ ثلاث سنوات بالتخلي عن برنامجها النووي من دون التوصل الى نتيجة، متوقفة منذ قرابة العام. واضاف المصدر "اكد النائب الاول لوزير الخارجية الكوري الشمالي كانغ سوك لي التصريحات التي ادلى بها كيم اثناء جلسة في ختام اللقاء (مع الموفد الصيني)".

وردا على سؤال، قال مسؤولون كوريون جنوبيون في وزارة التوحيد التي تدير العلاقات مع الشمال، ان لا علم لهم بمثل هذه المعلومات. والجمعة، اوردت وكالة "يونهاب" تصريحات مشابهة لدبلوماسيين في بكين ومفادها ان كيم جونغ ايل لا ينوي اجراء تجربة نووية جديدة. وغداة لقائه مع كيم جونغ ايل الخميس في بيونغ يانغ، اكد الموفد الصيني تانغ جياشوان ان زيارته "لم تكن من دون جدوى".

وقال لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي اختتمت السبت جولة في اسيا وروسيا لحث حلفائها على تطبيق كامل للعقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على كوريا الشمالية اثر تجربتها النووية "لحسن الحظ لم تكن زيارتي هذه المرة من دون جدوى".

وينص القرار الدولي 1718 الذي جرى تبنيه بالاجماع في 14 تشرين الاول(اكتوبر) على حظر "الاسلحة والمعدات المرتبطة بها" و"المعدات المرتبطة بالتكنولوجيا النووية او المتصلة بالصواريخ" اضافة الى "المنتجات الفاخرة" وذلك بواسطة "عمليات تفتيش كل الشحنات من والى كوريا الشمالية".

آلاف المتظاهرين ضد الحرب في سيول

تظاهر آلاف الكوريين الجنوبيين اليوم في سيول للمطالبة باستئناف حوار مباشر بين واشنطن وكوريا الشمالية بعد تجربتها النووية التي ادت الى ازمة دولية. وسار حوالى 4500 متظاهر من منظمات مدنية عدة طلابية او نقابية في شوارع العاصمة الكورية الجنوبية وهم يرددون هتافات "لا للحرب ولا للولايات المتحدة".

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا لعقوبات" في اشارة الى القرار 1718 الذي تبنته الامم المتحدة ردا على التجربة النووية الكورية الشمالية. وانتشر آلاف من رجال الشرطة لمنع مواجهات محتملة. ووافقت كوريا الجنوبية التي ما زالت نظريا في حالة حرب مع جارتها الشمالية في غياب اتفاق سلام بعد الحرب بينهما من 1950 الى 1953، على العقوبات. لكن سكانها منقسمون بشأن فرض عقوبات على الشمال.

تحفظات من سيول وطوكيو
من جهتها، افادت الصين من الوضع لتلعب دور الوسيط في الازمة وتحسن صورتها لدى الادارة الاميركية. وقالت رايس "انها جولة اولى"، مشيرة الى ان الملف الكوري الشمالي لا يمكن تسويته دفعة واحدة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية بعد محادثات اجرتها رايس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "يبدو واضحاً أن الروس يأخذون القرار 1718 على محمل الجد". وأضاف أن الروس "مهتمون بالعمل معنا" في مجال العقوبات. ولم يصدر اي تعليق رسمي عن مسؤول روسي على محادثات رايس.

وكانت رايس وصلت الى العاصمة الروسية بعد جولة آسيوية شملت طوكيو وسيول وبكين وهدفت الى دفع شريكاتها الى تطبيق سريع وكامل للعقوبات على كوريا الشمالية. وينص القرار 1718 الذي اعتمد في الرابع عشر من تشرين الاول/اكتوبر على حظر "الاسلحة والعتاد" و"التكنولوجيا النووية والصواريخ" و"السلع الفاخرة" على كريا الشمالية، عن طريق "تفتيش كل الشحنات المخصصة لكوريا الشمالية او الصادرة عنها".

وكانت رايس تأمل خصوصا في ان تنضم طوكيو وسيول الى تحالف رسمي يحمل اسم "مبادرة الأمن ضد الانتشار" النووي يفترض ان يلعب دورا اساسيا في مراقبة الشحنات الجوية والبحرية المتوجهة من والى كوريا الشمالية. لكن طوكيو وسيول عبرتا عن تحفظات على تطبيق عمليات التفتيش.

وتخشى اليابان وكوريا الجنوبية ان تؤدي عمليات التفتيش الى اندلاع حرب مفتوحة بعد ان حذرت بيونغ يانغ من انها ستوجه "ضربات" الى من ينتهك سيادتها. وفضلت الدولتان رغم دعمهما العقوبات، الدعوة الى "خفض التوتر" مع النظام الشيوعي الذي يرئسه كيم جونغ ايل ودعوته الى العودة الى طاولة المفاوضات المتوقفة منذ اكثر من عام.

وانتظر وزير الدفاع الياباني فوميو كيوما رحيل رايس الخميس ليعلن ان بلاده تفضل اعطاء بعض الوقت للدبلوماسية قبل اتخاذ قرار حول تفتيش الشحنات. اما كوريا الجنوبية فلا تريد تطبيق عقوبات تعرض للخطر سياستها الهادفة الى اخراج كوريا الشمالية من عزلتها. وقال مسؤول في الخارجية الاميركية "انهم يخشون تصعيدا". لكن المسؤولين الاميركيين يؤكدون ان حلفاءهم سيعيدون النظر في مواقفهم.

تفتيش سفن
وذكرت الصحف اليابانية اليوم الاحد ان اليابان تعتزم بدء عمليات تفتيش سفن الشحن الكورية الشمالية في ممرين للملاحة غرب اليابان وجنوبها. ونقلت صحيفة "يوميوري" عن مصادر حكومية لم تحددها ان الحكومة اليابانية تعتزم نشر طائرات وسفن مراقبة تابعة للقوات البحرية للدفاع الذاتي في مضيق تسوشيما بين كوريا الجنوبية واليابان وحول اوكيناوا جنوبا. واضافت انه في حال رصد سفينة مشبوهة، ستبلغ طوكيو القوات الاميركية وقوات الدول الاخرى المنتشرة في البحر حول كوريا الشمالية بالامر.

طوكيو وواشنطن
وتبدو الصين المستفيدة من هذا الوضع بلعبها دور الوسيط في الازمة وتحسين صورتها لدى الادارة الاميركية. وكانت الصين، الشريكة التجارية الكبرى لكوريا الشمالية والمعارضة بشدة لفرض عقوبات عليها، منذ سنوات العقبة الرئيسية في وجه الضغوط المستمرة التي يمارسها الغربيون لتتخلى بيونغ يانغ عن برنامجها النووي. لكن بعد التجربة النووية الكورية الشمالية، غيرت موقفها الى حد كبير. وقالت واشنطن ان بكين "شعرت بالاهانة" لان كوريا الشمالية قامت بتجربتها وتجاهلت طلبات الصين.

والاهم من ذلك، يبدو ان القادة الصينيين يدركون خطورة مواقف بيونغ يانغ التي يمكن ان تدفع خصمها اليابان الى التراجع عن "رفضه المستمر منذ ستين عاما امتلاك وانتاج وتخزين اسلحة نووية على ارضه" ما قد يشكل تهديدا للصين.

وبعد محادثاتها مع القادة الصينيين، عبرت رايس عن ارتياحها لوعد الصين فرض مراقبة "دقيقة" على حدودها التي تمتد على مسافة 1400 كيلومتر مع كوريا الشمالية. حتى ان الصينيين ارسلوا بعثة للمساعي الحميدة الى كوريا الشمالية لاقناعها بالامتناع عن اجراء تجربة نووية ثانية. وقللت رايس من اهمية هذه المبادرة لكنها عبرت عن ارتياحها للتطور الايجابي في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف