أخبار

الانتخابات النصفية الأميركية... معركة لم تحسم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الديمقراطيون يكسبون الجولة في استطلاعات الرأي
الانتخابات النصفية الأميركية... معركة لم تحسم

في الشأن الأميركي

بوش: سنبقى في العراق حتى النصر

بوش لتنقية السياسة الاميركية

نفقات قياسية للحملة الانتخابية الاميركية

اجراء مناورات عسكرية هندية أمريكية في الهند

إيلاف، الوكالات: ستحدد الانتخابات التشريعية النصفية التي تجري الشهر المقبل في الولايات المتحدة الأميركية قدرات الحزب الجمهوري الأميركي للاحتفاظ بالأكثرية في مجلسي النواب والشيوخ. وتلعب نتائج الحرب الأميركية على العراق إضافة الى الفضيحة الجنسية التي طالت النائب الجمهوري مارك فولي عاملا مهماً لصالح الحزب الديمقراطي. إضافة إلى ذلك، أشارت جماعة حقوق مدنية إسلامية إلى أن عدد متزايداً من المسلمين الأميركيين يؤيدون الآن الحزب الديمقراطي لكنها قالت أنه لا يجب التعامل مع أصواتهم باعتبارها "مضمونة". ويركز الرئيس الاميركي جورج بوش في خطته على الموضوعين الاقتصادي والأمني كعنوانين أساسيين للحملة الانتخابية. ويواجه بوش وحزبه مشاكل جمة مصدرها الأساسي العراق. وستكون الانتخابات التي تجري في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لمجمل المقاعد الـ435 في مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ اي 33 مقعدا من اصل مئة.

يذكر ان فضيحة فولي الذي اجبر على الاستقالة جعلت الديمقراطيين يتساءلون حول عدم تدخل "الهرمية الحزبية" في هذه القضية منذ بداياتها. وكانت نتيجة كل ذلك ان عدة مقاعد كان يعتبر الجمهوريون انها تعود اليهم اصبحت على المحك.

المستقلون يؤيدون الديمقراطيين
واظهر استطلاع نشرت نتائجه يوم الثلاثاء صحيفة "واشنطن بوست" ان هناك تأييدا واسعا للديموقراطيين بين الناخبين الاميركيين المستقلين وذلك قبل اسبوعين من الانتخابات البرلمانية. وتشير تقديرات عدة الى ان الناخبين المستقلين الذين لا ينتمون الى اي من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، يمثلون حوالى ثلث الناخبين.

وبحسب الاستطلاع الذي اجري على عينة من 1200 شخص بين 19 و22 تشرين الاول/اكتوبر، فان 59 بالمئة من المستجوبين قالوا انهم سيصوتون للمرشحين الديموقراطيين في الانتخابات الهادفة لتجديد مجلس النواب (435 مقعدا) مقابل 31 بالمئة سيصوتون للجمهوريين. وبحسب الصحيفة، فان نوايا التصويت هذه تمثل تغييرا واضحا مقارنة بانتخابات 2004 حين اعلن 50 بالمئة من الناخبين المستقلين انهم سيصوتون للديمقراطيين مقابل 46 بالمئة للجمهوريين.

وفي الموضوع العراقي الذي يمثل ابرز مشاغل الناخبين اجمالا، قال الناخبون المستقلون انهم يثقون اكثر بالديموقراطيين في ادارة الوضع (53 بالمئة مقابل 30 بالمئة). الامر ذاته ينطبق على موضوع مكافحة الارهاب حيث يثق 48 بالمئة اكثر بالديموقراطيين مقابل 34 بالمئة بالجمهوريين وكذلك في الجانب الاقتصادي (53 بالمئة مقابل 33 بالمئة).

وتشير الصحيفة الى ان نوايا التصويت لدى الناخبين المستقلين تعود على ما يبدو الى شعور بعدم الرضى على الجمهوريين اكثر منه لحماسهم للديموقراطيين.

بوش لدى عودته إلى واشنطن أمس من فلوريدا حيث حضر
حملة لجمع التبرعات لأحد المرشحين الجمهوريين بوش يخسر المستقلين؟
ويقول البروفسور فيليب جون ديفيس من مركز الابحاث الاميركي البريطاني في المكتبة البريطانية انه يعتقد ان الجمهوريين سيبقون على سيطرتهم في مجلس الشيوخ ولكنهم قد يخسرون مجلس النواب، ولكنه لا يعتبر كغيره ان هذا الخسارة ستكون مؤكدة". وكان البروفسور نفسه قد قال في شهر آذار (مارس) الماضي إنه "يعتقد ان الحزب الجمهوري سيحافظ على الاكثرية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ معا". ويضيف الباحث ان "بوش توجه الى مناصري الحزب بسلسلة خطابات عن الارهاب، الا انه بذلك يخسر المستقلين الذين يشكلون 25 الى 30% من الناخبين.

ويعني ذلك حسبما يقول ديفيس ان "عددا من المقاعد التي كانت تبدو محسومة للجمهوريين صارت الآن هدفا للديمقراطيين وللازمة العراقية علاقة مباشرة في ذلك، وفي هذا الصدد صار الحزب الجمهوري في موقع العمل على الحد من الخسائر".

يذكر ان الانتخابات النصفية لم تكن عادة محط اهتمام كبير وذلك بسبب طبيعة النظام السياسي الاميركي الذي لا يفتح الباب امام تغييرات جذرية مفاجئة". الا ان هناك مراحل مفصلية تبدو فيها هذه الانتخابات بالغة الاهمية لان امكانية ان تتغير الاكثرية الآن قد يعني ان الرأي العام الاميركي قد انقلب فعلا.


مسلمو أميركا يميلون للديمقراطيين
وقالت جماعة حقوق مدنية إسلامية ان عددا متزايدا من المسلمين الأميركيين يؤيدون الان الحزب الديمقراطي لكنها قالت انه لا يجب التعامل مع أصواتهم باعتبارها أصواتا مضمونة. ونشر مجلس العلاقات الاسلامية الأميركية نتائج استطلاع شمل ألف ناخب مسلم مسجلين في الولايات المتحدة قال انها توضح أن الجالية الاسلامية تغيرت بدرجة كبيرة منذ أن أيدت الجمهوريين في انتخابات عام 2000.

وقال نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الاسلامية الأميركية ان الاستطلاع وجد أن 42 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع ديمقراطيون وأن 17 جمهوريون بينما لم يكن لنحو 28 بالمئة أي انتماء حزبي. وقال عوض "ان الاستطلاع "يبين أنه لا يجب التعامل مع أصوات الجالية الاسلامية على أنها أصوات مضمونة... هناك تغير في توجههم السياسي".

وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع ثلاثة درجات مئوية بالزيادة أو النقصان. وتتراوح تقديرات أعداد المسلمين الأميركيين بين ثلاثة ملايين وسبعة ملايين. وقال 89 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع انهم يشاركون في التصويت عادة.

وفي انتخابات عام 2000 أيد المسلمون الأميركيون جورج بوش مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة وصوتوا له لكنهم تحولوا لتأييد الديمقراطيين في عام 2004 احتجاجا على ما يعتبرونه سياسات معادية للمسلمين تنتهجها ادارة بوش.

وقال محمد نمير مدير الابحاث في المجلس ان الاستطلاع أظهر أن المسلمين الأميركيين الاكثر قلقا على الحريات المدنية وهي قضية هيمنت على الجالية منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 يالاضافة الى قضية التعليم.

وأظهر الاستطلاع أن قضايا السياسة الخارجية جاءت تالية في الترتيب مباشرة. وقال نمر "هناك معارضة هائلة لسياسات الرئيس بوش" مشيرا الى أن 55 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع يشعرون أن الحرب على الارهاب تحولت الى حرب على الاسلام. ويعتقد 88 بالمئة أن حرب العراق لم تكن مجدية بالنسبة للولايات المتحدة ويعارض 90 بالمئة استخدام وسائل عسكرية لنشر الديمقراطية في انحاء العالم.

كما أظهر الاستطلاع أيضا أن 43 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع يشعرون بوجود تمييز ضدهم أو أنهم يخضعون لتصنيف عنصري.
ومنذ هجمات 11 سبتمبر فان أخبار التنصت على المكالمات التليفونية المنزلية ومراقبة المساجد وتشديد الاجراءات ضد الهجرة والتأييد العام للتصنيف الطائفي ومنع بعض رجال الدين المسلمين من زيارة الولايات المتحدة جعلت الكثير من المسلمين الأميركيين يشعرون بأنهم هدف للعنصرية.

ويقول مسؤولو مجلس العلاقات الاسلامية الأميركية ان الجماعات السياسية الاسلامية لم تقرر بعد أي حزب ستؤيد في انتخابات الكونجرس المقبلة في السابع من نوفمبر تشرين الثاني. لكنهم بدأوا جهودا قوية في أوساط الجالية المسلمة في انحاء البلاد لتسجيل أنفسهم في كشوف الناخبين ثم التخطيط لدفع الناخبين للادلاء يأصواتهم.


هل يخرج مجلس النواب الأميركي من يد الجمهوريين
ويتحكم الجمهوريون بالاكثرية في مجلس النواب الأميركي منذ انتصارهم الكاسح في العام 1994. وكان حينها الانتصار الاول الذي يحققه الحزب الجمهوري في مجلس النواب منذ عام 1954، وبالاضافة الى ذلك فان الحزب الجمهوري قد فاز عام 1994 بالاكثرية في مجلس الشيوخ وهو لا يزال حتى الآن يتمتع بها.

في المقابل، يأمل الحزب الديمقراطي ان تلعب المشاكل التي يواجهها بوش في العراق لصالحهم وبخاصة ان العادة جرت بان يخسر حزب الرئيس مقاعد في مجلس النواب في النصفية التي تصادف خلال الولاية الثانية للرئيس. ولكن الموضوع اكثر تعقيدا مما يبدو عليه للديمقراطيين لان الولاءات المحلية للنواب ليست دائما على اسس حزبية، بل هي الى حد بعيد على اسس شخصية، ولذلك، يجب ان يحصل تغيير جذري لدى الرأي العام ليترجم ذلك فيما بعد في الانتخابات.

وفي عام 1928 انتخب هربرت هوفر رئيسا باكثرية ساحقة، ولكن عام 1930، وبعد عام واحد من ازمة 1929 الشهيرة بدأت شعبية هوفر تنهار واستطاع خصومه الديمقراطيين من تحقيق فوز كبير، ما اتى بفرانكلين روزفلت مبتكر "النيو ديل" الى الرئاسة عام 1932.

وصمم النظام الانتخابي على هذا الاساس ليسمح باعطاء صورة سريعة عن توجه الرأي العام من خلال اجراء انتخابات نيابية كل عامين، وفي الوقت نفسه، منع حدوث تغيير مفاجئ في مجلس الشيوخ من خلال تجديد ثلثه كل عامين. وللحصول على الاغلبية في مجلس النواب يحتاج الديموقراطيون الى كسب 15 مقعدا اضافيا وستة مقاعد في مجلس الشيوخ.

وبالاضافة الى الانتخابات النيابية، هناك انتخابات لحكام 36 ولاية اميركية تتم مراقبتها بدقة لرؤية اذا ما كان سيبرز خلالها احد المرشحين الجدد للرئاسة الاميركية.

وحاليا، يتمتع الحزب الجمهوري باكثرية 231 نائبا في مجلس النواب والحزب الديمقراطي بـ201، كما هناك مقعدان شاغران ونائب مستقل.
اما في مجلس الشيوخ فان الاكثرية التي يتمتع بها الجمهوريون هي 55 نائبا مقابل 44 للديمقراطيين ومستقل واحد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف