حزب العمل يقرر البقاء في الحكومة الإسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أولمرت يضع مستقبله على المحك عبر تحالفه معليبرمان
حزب العمل يقرر البقاء في الحكومة الإسرائيلية
ويرى محللون انه عوض تثبيت وضع حكومته الذي اهتز بعد الحرب في لبنان، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يعرضها للخطر عبر التحالف مع حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة افيغدور ليبرمان من اليمين المتطرف.وقال الكاتب في صحيفة "جيروزالم بوست" عاموتس اسا-ال ان "هذه المقامرة" ستفقده اي دعم من حلفائه اليساريين. وتابع "هذه محاولة يائسة اخيرة من قبل اولمرت للحفاظ على قبضته على النظام السياسي، وهي لن تنجح. ما ستفعله هي استفزاز حزب العمل بشكل كبير، وهو شريكه الاساسي في التحالف القائم".
ووقع اولمرت الاثنين على اتفاق مع زعيم "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان ينظم انضمام المتطرفين الى ائتلافه المهتز.واغضب هذ الاتفاق مسؤولي حزب العمل الذين دعوا قيادته للانسحاب من الحكومة عوض القبول بالجلوس جنبا الى جنب مع اليمينيين المتطرفين.وقال اسا-ال "خاض اولمرت الانتخابات على اساس شعار معتدل بامتياز، هو الانسحاب الاحادي الجانب من الضفة الغربية"، وتابع "ان يبدأ المرء هناك لينتهي الى جانب غلاة المتطرفين الاسرائيليين امر سخيف".
ويكشف الاتفاق مع ليبرمان هشاشة وضع اولمرت السياسي بعد فشل الحرب التي شنها في لبنان.ورئيس حزب "اسرائيل بيتنا" من مستوطني الضفة الغربية المعارضين بشدة لسحب المستوطنين منها بالقوة، وهو نجم صاعد لدى اليمين الاسرائيلي.
وواجهت حكومته سلسلة من الانتقادات العلنية بعد ان فشلت بتحقيق اهدافها الاساسية خلال الحرب على حزب الله اللبناني الشيعي، والتي رافقتها عدة فضائح تورط عدد من كبار المسؤولين فيها.وبدا حزب العمال متململا اصلا من سياسة الحكومة المالية حيث تركز توجهات اولمرت على تحويل الاموال من المسائل الاجتماعية الى الانفاق على المواضيع الامنية.
وبعد ان رأى نفسه وسط ائتلاف حكومي مهتز يعاني من صعوبة في تأمين موافقة البرلمان على مشاريع الموازنة، توجه اولمرت الى ليبرمان على امل الحصول على دعم سياسي.وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة تل ابيب جدعون دورون "كان على اولمرت ان يقوم بتحرك ما لو اراد لهذه الحكومة الاستمرار ليوم آخر".
بيد ان المحللين يحذرون من ان خطوة اولمرت قد تهز الوضع الحكومي بدل تعزيزه، لاسيما اذا دفعت حزب العمل صوب الخروج من الائتلاف مع حزب اولمرت "كاديما".ويعتبر اسا-ال ان العمل سيغادر الائتلاف ما سيحرم الحكومة من تاييد 19 نائبا في الكنيست، ليفقد اولمرت بذلك تاييد الغالبية من الكنيست ويطيح عمليا بحكومته.وقال اسا-ال "بدأ العد العكسي بالنسبة لرحيل حزب العمل، وما ان يحصل ذلك، لن يعود امام اولمرت من خيار يسمح له بدعم حكومته".
وذهب عدد آخر من المحللين الاخرين في الاتجاه عينه. هكذا يحذر استاذ العلوم السياسية دورون من ان اولمرت ادخل عددا كبيرا من اللاعبين الى الحلبة عبر توسيع الائتلاف.وتابع "يعتقد البعض انه اذا تم توسيع الائتلاف الحكومي فهو يصبح اكثر استقرارا، بيد ان الامر غالبا ما يدخل المزيد من التوتر والصراع بين اعضاء التحالف. هناك عدة مشاكل قادمة على الطريق".
ويبدو ان الافق السياسي اصبح غير واضح اذ ان ليبرمان المؤيد للمستوطنين والمتشدد مع الفلسطينيين والليبرالي في المسائل الاقتصادية يمثل النقيض التام لمواقف العمل.وانتقد القادة العماليون هذا الاتفاق ودعوا لاستقالة اعضائه من الحكومة اذا انضم ليبرمان فعلا اليها.وقال وزير الثقافة الحالي عوفير بينيس الثلاثاء ان "تعيين ليبرمان في الحكومة يشكل خطر استراتيجيا على اسرائيل".وتابع "لا ينبغي على حزب العمل ان يكون جزءا من هذا الموضوع. سأقوم بكل شيء كي لا يكون الحزب جزءا من ائتلاف مشابه".
وفي حين لم يفهم البعض قرار ليبرمان الانضمام الى حكومة تجمع اخصامه السياسيين، يرى بعض المحللين انه يسعى لتلميع صورته امام الراي العام الاسرائيلي من ضمن سياق يأمل بان يوصله الى رئاسة الحكومة في المستقبل.
وقال ديان ديكر، وهو محلل سياسي من "جيروزلم سنتر فور بوبليك افيرز" ان "الامر قد يبدو غريبا لانه من اليمينيين المتطرفين وهو ينضم لحكومة حمائم، بيد ان الذين تابعوا مساره السياسي يعرفون ان الامر ليس مفاجأة كبرى".
ويسعى ليبرمان الذي طالب في ايار/مايو الماضي باعدام النواب العرب الاسرائيليين الذين يتعاونون مع حماس عبر الانضمام الى اولمرت وحزب العمل، سيسعى الى التخفيف من المخاوف التي يثيرها في اذهان الاسرائيليين المعتدلين.وقال "يسعى ليبرمان الى توسيع قواعد التاييد الشعبي له، ويحاول اقناع الراي العام الاسرائيلي ان لا سبب يبرر ان يخشوه".وتابع انه عبر القيام بذلك، يسعى ليبرمان لان يكون القائد اليميني الجديد في اسرائيل، ليتخطى بذلك بنيامين نتانياهو.اضاف "يرى ليبرمان نفسه كرئيس محتمل لمجلس الوزراء وهو تقدم خطوة اضافية صوب هذا الهدف".