أبو نصار لـ(إيلاف): أولمرت يسعى لإسقاط أوراق نتنياهو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مطالب بتوجيه تطمينات لمحيطه العربي والإسلامي
أبو نصار لـ(إيلاف): أولمرت يسعى لإسقاط أوراق نتنياهو
ترجيح نجاح قاتل رابين بتخصيب زوجته
إعتقال اسرائيليين اثنين في الأراضي المصرية
خافيير سولانا يتوجه إلى الشرق الأوسط
حماس تشن هجومها الأعنف بعد العيد
حزب العمل يقرر البقاء في الحكومة الإسرائيلية
سمية درويش، بشار دراغمه: قال المحلل السياسي وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات لـ"إيلاف" ، ان ضم حزب "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف الحاكم بزعامة إيهود أولمرت ، تمثل بتفتت حزب العمل وتمرد بعض أعضائه ، ورغبة رئيس الحكومة الإسرائيلية في القضاء على فرص زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في تجميع اليمين والمتدينين حوله لإسقاط أولمرت ، منوها في السياق ذاته ، بأنه يهدف أيضا إلى إسكات مطالبة زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان ، بتشكيل لجنة تحقيق رسمية حول إخفاقات صناع القرار الإسرائيليين خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله.
وكان أولمرت ، قد وقع مؤخرا اتفاقا مع زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني ، يقضي بانضمام ليبرمان وحزبه إلى الائتلاف الحاكم بزعامة أولمرت ، وتكليف ليبرمان بمنصب وزاري مستحدث يجعله في موقع منسق أعلى للشؤون الإستراتيجية الخارجية ، لاسيما تلك المتعلقة بالقضايا التي تهم أمن إسرائيل بصورة مباشرة.
وأوضح أبو نصار ، ان أسباب انضمام ليبرمان إلى حكومة أولمرت وأبعاده أكبر بكثير من أن تكون قضية تركيبة ائتلاف حكومي وحسب ، بل تتعدى ذلك لتشمل أبعادا مختلفة في إسرائيل وفي علاقات إسرائيل مع مواطنيها وجيرانها العرب.ولفت المتخصص بتقديم خدمات استشارة سياسية وإعلامية إلى عدد من الحكومات الأجنبية ، إلى ان هناك ثلاثة أسباب رئيسة أدت إلى ضم حزب "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف الحاكم بزعامة إيهود أولمرت ، تمثل بتفتت حزب العمل وتمرد بعض أعضائه ، مما جعل بعض مستشاري أولمرت يخشون على استقرار الائتلاف ، لاسيما بعد أن عارض بعض نواب العمل مشروع ميزانية الدولة للعام المقبل الأمر الذي كان بمقدوره تشكيل خطر كبير على الائتلاف عند التصويت على ميزانية الدولة.
وأضاف المحلل السياسي ، إذا لم ينجح أولمرت بالحصول على غالبية عند التصويت على ميزانية الدولة ، وهو الأمر الذي خشي منه مستشاروه بسبب تمرد بعض نواب حزب العمل ، عندئذ يفسر الفشل على أنه حجب ثقة عن الحكومة مما قد يعني سقوطها.
وبحسب أبو نصار ، فيمكن تلخيص السبب الثاني لضم ليبرمان وحزبه إلى حكومة أولمرت برغبة رئيس الحكومة في القضاء على فرص زعيم الليكود بنيامين نتنياهو في تجميع اليمين والمتدينين حوله لإسقاط أولمرت ، مشيرا إلى انه من خلال ضم "إسرائيل بيتنا" إلى ائتلافه نجح أولمرت ، على الأقل لعدة أشهر قادمة ، بإفشال جهود نتنياهو وساهم بتشتيت اليمين المتشدد مما قلل بشكل كبير فرص الإطاحة به أو التوجه نحو انتخابات مبكرة في المستقبل القريب.
إخفاقات صناع القرار
أما السبب الثالث فقال أبو نصار ، إنه تمثل بإسكات مطالبة ليبرمان بتشكيل لجنة تحقيق رسمية حول إخفاقات صناع القرار الإسرائيليين خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله ، مبينا بان ليبرمان الذي كان يعد المطالب الأبرز لتشكيل مثل هذه اللجنة التي من شأنها استخلاص عبر قاسية بحق أولمرت ، سيتراجع عن هذا المطلب بعد انضمامه للحكومة وتحمله جزءا من المسؤولية فيها.
أبعاد داخلية وخارجية
وأشار إلى أن انضمام أفيغدور ليبرمان إلى حكومة إيهود أولمرت لا يمكن اعتباره شأنا عابرا ، بل إن أبعاد هذا الانضمام كثيرة ومتشعبة تفوق بتعقيداتها أسباب الانضمام ، حيث يمكن الحديث عن أبعاد داخلية وخارجية عدة . وأوضح أن التأثير الأخطر الذي قد يكون لانضمام ليبرمان على المجتمع الإسرائيلي هو الشرعية التي قد يضفيها وجود "إسرائيل بيتنا" في الحكومة لهذا الحزب ، ذي الأفكار العنصرية المتطرفة ، بنظر العديد من دول العالم من جهة والشرعية لخطابه المتشدد ، لاسيما ذلك المليء بالتحريض ضد المواطنين العرب في إسرائيل.
من جهة أخرى قال أبو نصار ، إن منح ليبرمان منصبا وزاريا رفيعا يخص "قضايا أمنية وجوهرية" من شأنه أن يؤثر سلبا على صلاحيات بعض الوزراء ، على الرغم من أن الاتفاق بين أولمرت وليبرمان يقول عكس ذلك ، حيث صدام الصلاحيات بين ليبرمان من جهة ووزيري الدفاع والخارجية من جهة أخرى سيكون مسألة وقت.
حزب العمل الممزق
وأضاف أن انضمام ليبرمان سيزيد من حدة الأزمة الداخلية لحزب العمل بغض النظر عما سيقرره مركز هذا الحزب ، حيث إن الاستقطاب بين مؤيدي ومعارضي البقاء في حكومة تجمع العمل إلى جانب ليبرمان سيزيد حدة وستكثر الخلافات داخل حزب العمل الممزق.
وبين المحلل السياسي ، أنه على الرغم من الإعلان وكأن انضمام "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف بزعامة أولمرت جاء لتغيير طريقة الحكم والانتخابات في إسرائيل ، فإن هذا الأمر سيواجه عراقيل عدة بالذات من قبل الأحزاب الدينية التي ترفض إدخال تغييرات جوهرية في طريقة الحكم وحتى من بعض النواب المحسوبين على الائتلاف الحاكم ، موضحا ان هذه القضية كما قضية الزواج المدني التي لمح إليها ليبرمان ستحتاج إلى وقت طويل ، هذا إن تمت أصلا.
نوايا أولمرت
ولفت أبو نصار ، إلى أن قراءة العرب والمسلمين في المنطقة ، بدءا بالفلسطينيين ووصولا إلى الإيرانيين ، لمعاني انضمام ليبرمان إلى حكومة أولمرت قد تعادل بخطورتها التحريض ضد المواطنين العرب إن لم يكن أكثر ، فالرسائل التي قد يستوحيها المحيط العربي والإسلامي من ضم ليبرمان إلى حكومة أولمرت قد تتحدث في أحسن الأحوال وكأن أولمرت غير معني بتطور سلمي في المنطقة وفي أسوئها قد تظهر أولمرت وكأنه معني بحرب إقليمية في المستقبل القريب. وأوضح المحلل السياسي ، ان مواقف ليبرمان المتطرفة من جهة وتبوءه المحتمل لمنصب مرموق ذي مسؤوليات "استراتيجية" من جهة أخرى ستدفع على الأرجح الكثير من العرب والمسلمين إلى التساؤل ليس عما قد يقوم به ليبرمان بل بالأساس حول نوايا أولمرت تجاههم. وقال إن على أولمرت توجيه تطمينات إلى محيطه العربي والإسلامي بأنه غير معني بحرب إقليمية لتفادي وقوع مثل هذه الحرب التي قد تنجم عن سوء فهم أو تقدير موقف من هذا الطرف أو ذاك ، والتحرك بسرعة لتوضيح الأمور ، هذا إذا ما كان لديه ما يوضحه ، لأن الغالبية العظمى من العرب والمسلمين ترى بضم ليبرمان إلى حكومته إما تطورا سيجعل من حكومة إسرائيل حكومة "لا سلام" نتيجة الخلاف المتكرر بين العمل و"إسرائيل بيتنا" وإما حكومة يمين متطرف في حال خرج العمل من الائتلاف ، التي قد تبدو وكأنها حكومة حرب.
خمسة نواب من العمل يطالبون بالانسحاب من حكومة أولمرت
وعلى الرغم من الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت مع زعيم حزب العمل ووزير الدفاع عمير بيرتس ببقاء حزب الأخير في الحكومة، إلا أن أصواتا لا زالت ترفض المشاركة في حكومة يكون افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا عضوا فيها.
ووقع خمسة أعضاء كنيست من حزب العمل رسالة تم تعميمها على أعضاء مركز حزب العمل تدعوهم إلى رفض الجلوس مع ليبرمان في الحكومة والانسحاب منها بشكل فوري. وذلك احتجاجا على مواقف ليبرمان العنصرية والمتطرفة. واعتبر الأعضاء الموقعون على هذه الرسالة أن الشراكة مع ليبرمان ستضفي الشرعية على مفهوم الترانسفير وتسوغ ليبرمان كقائد شرعي وستؤدي إلى استمرار السياسة الاقتصادية على نمط بنيامين نتنياهو وإلى جمود سياسي يؤدي إلى تصعيد أمني.
وقد وقع على الرسالة أعضاء الكنيست أفيشاي بروفيرمان وداني يتوم وشيلي يحيموفيتش وناديا الحلو وغالب مجادلة. وقد توقع معارضو ليبرمان في حزب العمل إقبالا أكثر من قبل أعضاء الكنيست للتوقيع على تلك الرسالة، ولكن حتى الوزير أوفر بينيس الذي وقف في الأيام الأخيرة على رأس المعارضين للشراكة مع ليبرمان في الحكومة لم يوقع على الرسالة وامتنع أعضاء كنيست كبار عن التوقيع على الرسالة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية عصر اليوم في ختام الاجتماع بين رئيس الوزراء ايهود اولمرت ورئيس حزب العمل الوزير عمير بيرتس ان الوزير بيرتس سيوصي حزبه بالبقاء في الائتلاف الحكومي بعد انضمام حزب اسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان اليه. وقالت الإذاعة إن ديوان رئيس الوزراء اكد في بيان رسمي ان انضمام ليبرمان الى الحكومة لن يمس بصلاحيات وزير الدفاع وان الحكومة ستواصل العمل بموجب الخطوط العريضة والاتفاقات الائتلافية القائمة. وذكر أنه سيتم تعيين السيد بيرتس رئيساً للجنة الوزارية لشؤون الوسط العربي.
كما تقرر تعيين الدكتور إفرايم سنيه نائباً لوزير الأمن. أما بشأن حقيبة الرفاه الاجتماعي فقد تقرر أنه في حالة عدم انضمام حزب يهادوت هتوراة إلى الائتلاف الحكومي في غضون فترة معقولة فسيتم إسناد هذه الحقيبة إلى حزب العمل ولكنه سيترتب عليه في مثل هذه الحالة التنازل عن إحدى الحقائب الوزارية الأخرى.
واتفق أولمرت وبيرتس على ضرورة استئناف العملية السلمية كما طرح السيد بيرتس عدة مطالب بينها إلغاء تجميد معاشات الشيخوخة والأولاد ودفع التشريع حول القانون الخاص بضمان أدنى حد من الأجور إلى الأمام