الدبلوماسية والإقتصاد محوران حملهما شيراك إلى الصين

قلق إزاء ملفيكوريا الشماليةوإيران وتوقيع صفقة طائرات
الدبلوماسية والإقتصاد محوران حملهماشيراك إلى الصين

بكين: عبرت الصين وفرنسا يوم الخميس في بيان مشترك عن قلقهما ازاء الازمتين النوويتين في كوريا الشمالية وايران ووجهتا دعوة الى طهران لاحترام القرار 1696 الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي يطلب منها وقف انشطة تخصيب اليورانيوم. جاء ذلك في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى رابعأكبر اقتصاد في العالم،والتي تعد آخر زيارة كبرى له كرئيس لدولة فرنسا،وتضمنت توقيع الصين عقدا من أجل تسليمها طائرات إيرباص من طراز A 320، وتعهدا بشراء عشرين طائرة من النموذج المقبل A 350 في حال بدء تصنيعه.

وفي أعقاب اجتماع صباحي مع نظيره الصينيهو جنتاو في قصر الشعب في ساحة تيانامين، بعد استعراض القوات العسكرية في احتفال رسمي، استقبل هو جنتاو وزوجته ليو يونغكينغ شيراك وزوجته برناديت. وبعد الاستماع الى النشيدين الوطنيين للبلدين، واطلاق المدفعية 21 طلقة، استعرض الرئيسان القوات.

قلق إزاء ملفي كوريا الشمالية وإيران وصفقة طائرات
وعبرت الصين وفرنسا يوم الخميس في بيان مشترك عن قلقهما ازاء الازمتين النوويتين في كوريا الشمالية وايران ووجهتا دعوة الى طهران لاحترام القرار 1696 الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي يطلب منها وقف انشطة تخصيب اليورانيوم. وجاء في البيان المشترك الذي وقعه الرئيسان الصيني هو جينتاو والفرنسي جاك شيراك في اليوم الثاني لزيارة شيراك الى بكين ان البلدين يكرران ايضا التعبير عن رغبتهما في رفع الحظر الاوروبي عن الاسلحة الى الصين المفروض منذ العام 1989.

وقال البيان ان "الطرفين يدعوان الى احترام القرار 1696 الصادر عن مجلس الامن الدولي واتفقا على مواصلة جهودهما المشتركة لحل المسالة النووية الايرانية وابقاء الاتصال الدائم والوثيق في هذا الصدد". وطلب القرار 1696 الصادر في تموز/يوليو من ايران وقف انشطة تخصيب اليورانيوم قبل 31 اب/أغسطس وهو ما لم تقم به.

وقد عرض الغربيون هذا الاسبوع على الصين وروسيا مشروع قرار جديد يتضمن عقوبات اقتصادية وتجارية على ايران التي اعلنت امس عن تسريع انشطة تخصيب اليورانيوم. وعبرت الصين وفرنسا ايضا اليوم الخميس عن "قلقهما الشديد" بعد اول تجربة نووية كورية شمالية.

وجاء في البيان الذي حمل اسم "لنبني معا عالما اكثر عدلا وازدهارا وانسجاما وتضامنا"، ان "الطرفين يعبران عن قلقهما الشديد ازاء قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية في 9 تشرين الاول/اكتوبر". واضاف البيان ان "ذلك يتناقض مع هدف جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية ومع جهود المجموعة الدولية لتعزيز نظام حظر انتشار الاسلحة". وكما تعلنان بانتظام منذ عدة سنوات، دعت باريس وبكين اليوم الخميس الى رفع الحظر الاوروبي عن الاسلحة للصين الذي فرض بعد مجزرة تيان-انمين عام 1989.

وجاء في البيان ان "الطرفين يعتبران انه آن الاوان لكي يستفيد الاتحاد الاوروبي من تطوير الشراكة بينه وبين الصين، لا سيما عبر رفع الحظر عن الاسلحة الذي لم يعد مناسبا في الاطار الحالي" ودعا ايضا الى "الاعتراف في اسرع وقت ممكن بوضع اقتصاد السوق الكامل الذي تحظى به الصين".

الصين توقع عقد شراء 150 طائرة ايرباص اوروبية
وقعت الصين على هامش زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى بكين اليوم الخميس عقدا من اجل تسليمها 150 طائرة ايرباص من طراز "أ 320" وتعهدا بشراء عشرين طائرة من النموذج المقبل "أ 350" في حال بدء تصنيعه. كما اعلن رئيس شركة ايرباص الجديد لوي غالوا خلال حفل التوقيع اتفاقا لاقامة مصنع جمع طائرات ايرباص "أ 320" في تيانشين في شمال الصين، على ان تنتج النماذج الاولى منها في 2009.

وكان شيرك قاد وفدا من قطاع الأعمال الى الصين أمس على أمل الحصول على نصيب أكبر في رابع أكبر اقتصاد في العالم فيما يمكن أن تعد آخر زيارة كبرى له كرئيس لدولة فرنسا. وقال شيراك لمندوبين امام مراسلين "يجب ان نكون موجودين ونغزو هذه الاسواق (الصينية) اليوم وغدا".

وقالت شركة الستوم الهندسية انها رتبت لعقد مع الشريك الصيني داتونج لتزويدها بخمسمئة من اكبر قاطرات الشحن في العالم وهي صفقة تتجاوز قيمتها المليار يورو (1.62 مليار دولار) لكل الاطراف.

وفي مؤشر على المساومات الشديدة في الغالب التي تصاحب مثل تلك الزيارات تجاوز رئيس شركة ايرباص الاوروبية لصناعة الطائرات جلسة حول استراتيجية العمل مع شيراك في محاولة للفوز بطلبيات من الصين لتأتي قبل احتفال رسمي يوم الخميس. وقال وزير النقل الفرنسي دومينيك بيربان لرويترز "انها تجري الان..انها موضوع حي".

ويأمل لوي جالوا رئيس شركة ايرباص ان يستبق خطط بوينج بوضع اللمسات الاخيرة على خطط لبناء مصنع تجميع للطائرة ايه023 في تانجين بجنوب شرق الصين.

وتعهد شيراك بأن تنافس فرنسا شركة وستنجهاوس الامريكية على صفقة قيمتها ثمانية مليارات دولار لبيع مفاعلات نووية من الجيل الجديد للصين بعد عامين من المفاوضات. وقال إن شركة اريفا الفرنسية المملوكة للدولة يمكن ان تبرم صفقة فقط اذا ما غطت التعاون بشأن اليورانيوم الخام واعادة المعالجة وهي جوانب تعتبر فرنسا نفسها فيها رائدة وشكك في الخبرة الامريكية نظرا للحظر المفروض على المحطات الجديدة هناك.

كذلك ينظر الى زيارة شيراك على انها فرصة اخيرة لبنك سوسيتيه جنرال للحصول على صفقة مصرفية قيمتها ثلاثة مليارات من منافسه الامريكي سيتيجروب الذي يقال ان الكونسرتيوم التابع له متقدم في مفاوضات شراء بنك جوانجدونج المثقل بالديون. ورحب شيراك بنشاط الصين المتزايد على المسرح العالمي ولاسيما في الدبلوماسية النووية تجاه كوريا الشمالية وايران ووجود موسع للصين في حفظ السلام في لبنان.

وقال شيراك للتلفزيون الصيني في مقابلة "من الواضح ان الصين تنخرط اكثر واكثر في معالجة المشاكل الدولية". ويرافق الرئيس الفرنسي خمسة وزراء هم وزراء الخارجية والاقتصاد والنقل والتجارة الخارجية، بالاضافة الى حوالى ثلاثين من رجال الاعمال. كما يضم الوفد رئيس الحكومة الفرنسي السابق جان بيار رافاران وزوجته.