عباس: الحوار مع حماس استنفد اغراضه

تبادل الأسرى: مشعل في مصر في الأيام المقبلة

رام الله: اعلن الرئيس الفلسطينية محمود عباس ان الحوار مع حركة حماس التي تقود الحكومة الفلسطينية استنفذ اغراضه وان الخيارات باتت قليلة جدا في اشارة الى امكانية حل حكومة حماس والدعوة لانتخابات جديدة. ونفى عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع المنسق الاوروبي الخاص للسياسة الخارجية والامن خافيير سولانا عقب محادثاتهما تقارير انباء عن عقد لقاءات جديدة بين حركتي فتح وحماس في عواصم عربية (القاهرة والدوحة) وقال "اعتقد ان الحوارات استنفذت اغراضها قبل عشرة ايام واصبح كل شيء واضح".

واضاف انه تم بذل جهود كثيرة من اطراف دولية وعربية كان اخرها من وزير الخارجية القطري حمد بن جبر آل ثاني لكنها لم تكلل بالنجاح "كما نأمل". و اوضح "اصبحت الخيارات المتاحة امامنا قليلة جدا وعلينا جميعا التفكير بمسؤولية وارجو ان تكون القرارات واضحة للجميع".

وفند عباس ما ذكرته صحيفة هارتس الاسرائيلية عن اجهزة الامن الفلسطينية تلقت اوامر بالاستعداد للسيطرة بالقوة على المؤسسات العامة في خطوة ووصفها بانها "عارية عن الصحة". وشدد على ان "من يؤمن بالديمقراطية لا يمكن ان يسعى لانقلاب فهذا غير وارد في قاموسنا السياسي وثقافتنا".

على صعيد اخر كشف عباس عن وجود اتصالات مكثفة مع اسرائيل في اطار التحضيرات لعقد لقاء بينه وبين رئيس الوزراء ايهود اولمرت مشددا على ان هذه الاتصالات تكثفت في الاونة الاخيرة من اجل "عقد لقاء ناجح يمكن البناء عليه في المستقبل".

من جهته قال سولانا ان الاتحاد الاوروبي ما زال يعتبر خطة خريطة الطريق هي الالية المتوفرة لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. واكد ان الوقت قد حان لانهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 "وهذا هو هدف خريطة الطريق. واعتبر ان المشكلة الحالية هي ان خريطة الطريق لم تنفذ ابدا وان الجانب الاوروبي يحاول تحريكها "لكن ذلك يتطلب خطوات مسبقة" من دون ان يحدد ماهية هذه الخطوات.

وقال سولانا انه بحث مع المسؤولين الاسرائيليين سبل تخفيف معاناة الفلسطينيين بسبب الحصار واغلاق المعابر واعرب عن الامل في تحقيق هذا الامر قريبا. واكد سولانا التزام الاتحاد الاوروبي بدعم الرئيس عباس والشعب الفلسطيني مشيرا الى حجم المساعات الاوربية للشعب الفلسطيني التي "بلغت 600 مليون دولار منذ بداية العام الجاري"وهي معدل يفوق ما قدمه الاتحاد في السنوات الماضية على حد قوله.

تشاؤم بعد محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين

سولاناكان قد اعرب اثر محادثات في تل ابيب مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني "بشعور بان محادثات السلام متوقفة حاليا". واضاف ان اوروبا "تأمل في حلحلة العملية ليس فقط لاعطاء الامل للناس بل ايضا لايجاد وقائع على الارض".واكد "نحن الاوروبيين ملتزمون اكثر من اي وقت" مساعي السلام المتوقفة.واشار الى الوضع المتدهور في قطاع غزة واغلاق معبر رفح بين غزة ومصر.

ومعبر رفح يعتبر المنفذ الوحيد للفلسطينيين على العالم الخارجي، وقد اغلق عقب خطف مسلحين فلسطينيين جنديا اسرائيليا في اواخر حزيران/يونيو .

من جهتها، شكرت ليفني للاتحاد الاوروبي مساهماته، خصوصا على صعيد مراقبة معبر رفح، الا انها اوضحت ان اسرائيل قد تسعى الى اجراء تغييرات في طريقة ادارة المعبر عندما يحين موعد تجديد مهمة البعثة الاوروبية الشهر المقبل.وصرحت "سنتفاوض مع الاوروبيين حول الشروط المستقبلية".

وستشمل جولة سولانا في المنطقة والتي تستمر ستة ايام كلا من لبنان والاردن ومصر، وتاتي في اطار مساعي اوروبا لاستخدام نفوذها لكي يتعدى دورها مجرد تقديم المساعدات الانسانية.الا ان الزيارة تأتي في حقبة سياسية صعبة في اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

ففي اسرائيل يسعى رئيس الوزراء ايهود اولمرت الى تشكيل اتئلاف قوي، وفي الاراضي الفلسطينية لم تتمكن الحكومة الفلسطينية التي تترأسها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من التوصل الى اتفاق مع حركة فتح على تشكيل حكومة مقبولة دوليا.ويسعى اولمرت الى ضم حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف الى الحكومة ما يثير مخاوف الفلسطينيين.

وترفض الدولة العبرية الاعتراف بحكومة حماس.واعربت ليفني ضمنا عن شكوكها في نجاح جهود عباس، وقالت "نأمل ان يكون ابو مازن (عباس) رئيسا قويا بحيث يستطيع تغيير الوقائع على الارض ". كما شككت ليفني في امكان قيام الدولة العبرية بتفكيك اي مستوطنات جديدة، وقالت ان الانسحاب الاحادي من غزة العام الماضي بعد 38 عاما من الاحتلال يظهر ان اسرائيل "مستعدة لتفكيك المستوطنات عند الحاجة".

ورفضت حماس بقوة الضغوط لتشكيل حكومة تلبي الشروط التي تنص عليها خارطة الطريق، وهي خطة السلام الدولية في الشرق الاوسط.وقال دبلوماسي اوروبي قبل اجتماع سولانا وعباس ان "هدفنا هو رؤية ما اذا كان تم اتخاذ الخطوات الاولى، وان ندفع في اتجاه بدء التحرك" لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ووسط شكوك الجانبين، اكد سولانا الذي اجتمع كذلك بنائب رئيس الوزراء شيمون بيريز، ان خارطة الطريق هي افضل طريق للتقدم.وقال "علينا ان ندفع الى تطبيق خارطة الطريق، علينا ان نصل الى نهاية الطريق".

وتدعم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة خارطة الطريق التي تدعو الفلسطينيين الى نبذ العنف والاعتراف باسرائيل والتزام اتفاقات السلام السابقة لكي تستأنف امدادهم بالمساعدات.وتدعو خارطة الطريق كذلك الى قيام دولة فلسطينية الى جانب الدولة العبرية التي ينبغي عليها بموجب الخارطة وقف نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية.الا ان دور اوروبا في المنطقة اصبح اقوى بعد تعزيز مشاركتها في قوة الامم المتحدة في لبنان، ومشاركتها في مراقبة معبر رفح وارسالها بعثة لدعم الشرطة الفلسطينية.