روسيا: المناقشات حول القرار ضد ايران صعبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الامم المتحدة: المح المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي شيركن الليلة الى ان تبني مشروع قرار مقترح لفرض عقوبات على ايران سيكون امرا صعبا وسيستمر وقتا طويلا. وابلغ شيركن الصحافيين بعد مشاركته في اجتماع بهذا الشأن للدول دائمة العضوية في مجلس الامن ان "ثمة الكثير من العمل مازال بحاجة الى اكماله" في اشارة الى المناقشات التي بدأت بشأن مسودة القرار الاوروبي لفرض عقوبات على ايران لرفضها تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم. من جانبه قال المندوب الصيني ليو زهنمين ان "لدينا تعليمات يجب اتباعها خلال المناقشات الدائرة وتبادل وجهات النظر حول الخطوط العامة وليست التفاصيل" موضحا انه لم يتم بعد مناقشة عناصر مسودة القرار.
واكد ان اجتماعا اخر سيعقد الاسبوع المقبل لتداول تفاصيل القرار وقال "اذا كل الاطراف كانت جاهزة فانه يتعين علينا الاجتماع مرة اخرى الاسبوع المقبل". واستبعد احتمال طرح الصين اعتراضات جوهرية على بعض بنود القرار بالقول انه "لا يمكن قول ذلك" باعتبار ان مسودة القرار بحاجة الى وقت لمناقشتها لاسيما وان الطرفين الاوروبي والامريكي امضيا اسابيع في التشاور بشأنها".
توافق اوروبي اميركي حيالالقرار
في المقابل، قال المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة امير جونز باري ان ثمة توافقا تاما بين الترويكا الاوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا) والولايات المتحدة على مشروع قرار دولي مقترح لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على ايران. واضاف باري في مؤتمر صحافي اليوم في اعقاب تقارير عن وجود اختلافات بين الطرفين الاوروبي والاميركي حول الغرض من العقوبات على ايران "اننا لم ننته بعد من وضع التفاصيل النهائية لمشروع القرار ..ولكننا في توافق تام على جوهره".
واوضح ان "ما نحاول قوله عبر هذا القرار انه سيكون صارما واذا كنا سنجعله اكثر صرامة في المفاوضات فان بامكاننا جعله كذلك من خلال القرار" كما ان الامريكيين والاوروبيين في صف واحد في هذا السياق.
وعلى ما يبدو ثمة خلاف اوروبي اميركي يدور حول اصرار واشنطن على ادراج محطة بوشهر النووية الايرانية ضمن قرار العقوبات المقترحة وهو بند فضلت دول الترويكا الاوروبية عدم ادراجه سعيا منها الى تجنب معارضة روسيا التي تتولى بناء المحطة المذكورة.
وتعليقا على تهديد روسيا باعتراض تبني القرار المقترح داخل مجلس الامن الدولي اعترف المندوب البريطاني بأن الطريق نحو استصدار القرار لن "يكون سهلا". وقال ان انجاز القرار سيستغرق وقتا لكونه "قرارا فنيا صعبا والجانب السياسي فيه مركز وهو جزء من استراتيجية حيال دولة تعتبر مهمة جدا لذا فان السعي لطرح قرار متماسك لن يكون امرا سهلا".
واشار الى ان الهدف من القرار واضح وهو ضرورة الحؤول دون السماح بتصدير مواد يمكن استخدامها في برنامج نووي عسكري . كما تساءل عن مسؤوليات مجلس الامن حيال ايران وما يجب فعله مع ما أسماه التهديد الذي تفرضه ايران.
أبرز نقاط القرار
وبحسب مسودة مشروع القرار فان مجلس الامن الدولي مدعو للعمل بموجب الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة وكذلك اتخاذ اجراءات ضد ايران وفقا للمادة 41 من الفصل المذكور التي تستبعد استخدام القوة. ويتضمن القرار تحذيرا لايران من انها ستكون "عرضة لمزيد من الاجراءات" في حال عدم امتثالها للمطالب الدولية من دون ان يحدد اي موعد نهائي لضرورة الامتثال.
ويطالب نص القرار المقترح الدول الاعضاء "باتخاذ اجراءات ضرورية" لضمان عدم تزويد ايران او بيعها او التحويل اليها بشكل مباشر او غير مباشر او عبر تسهيلات اي مواد او سلع او معدات او تقنيات يمكن ان تساهم في تطوير البرامج النووية والصاروخية الايرانية.
ويطالب كذلك باتخاذ ما من شأنه حجب المساعدات التقنية والمالية عن ايران او تزويدها بتسهيلات مالية وتدريبية او استثمارية او عرض خدمات اخرى تتصل ببرامجها النووية والصاروخية. كما يدعوكافة الدول الى تجميد الارصدة المالية والموارد الاقتصادية الاخرى الموجودة على اراضيها او التي يتولى الاشراف عليها اشخاص او كيانات تقيم علاقات او تشترك مباشرة في البرامج النووية او الصواريخ الباليستية لايران.
كذلك،يحث القرار كافة الدول الاعضاء على منع الرعايا الايرانيين من التعليم والتأهيل المتخصص على اراضيها او من قبل مواطنيها في مجالات يمكن ان تساهم في البرامج النووية او الصواريخ الباليستية لايران.
واشنطن لفرض العقوبات برغم التحفظات الروسية
من جانبها، اعربت الولايات المتحدة عن اعتقادها بأن مجلس الامن الدولي سيصدر قرارا قويا خلال اسابيع بفرض عقوبات على ايران لاخفاقها في الالتزام بمطالب المجلس وايقاف انشطة تخصيب اليورانيوم. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك في لقاء مع الصحافيين ان الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا وافقت على مسار العملية الدبلوماسية حيال ايران واتفقت على اتخاذ قرار في هذا الصدد.
وحول تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف التي ابدى فيها تشاؤمه حيال مشروع القرار الدولي المطروح بشأن ايران قال ماكورماك ان الولايات المتحدة تدرك ان الروس لديهم مخاوف بشأن الاساليب المتبعة حيال ايران وحول ممارسة ضغوط كبيرة بشكل متسارع على الايرانيين.
واضاف ان واشنطن تتفهم وجهة النظر الروسية التي قال انها "تبدو منطقية" موضحا ان المسؤولين الروس عبروا عن موقفهم للولايات المتحدة وللدول الأخرى في مرات سابقة. واستدرك بالقول "الا انهم وافقوا في الوقت ذاته شأنهم في ذلك شأن الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا على المسار الدبلوماسي حيال ايران خلال الاجتماعات المشتركة التي عقدتها المجموعة في لندن وفيينا وباريس ونيويورك".
كما اعرب عن توقعه بان يتم اجراء مفاوضات حول صيغة القرار الدولي ازاء ايران لاسيما وان هناك قضايا صعبة وجادة مؤكدا انه سيتم اصدار قرار ضد طهران في النهاية. واكد ثقة الولايات في ان قرار العقوبات "سيبعث برسالة قوية وواضحة الى ايران بان عليها ان تغير من سلوكياتها".
واعتبر ان لدى طهران الفرصة لتجنب فرض العقوبات "بيد انها ولسوء الحظ تأخذنا الى مسار العقوبات الذي اعتقد اننا سننتهي اليه". وقال انه وبمجرد موافقة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن على مشروع القرار فسيعرض على جميع اعضاء المجلس والاستماع الى تعليقات دول اخرى اعضاء في الامم المتحدة قبل التصويت عليه في مجلس الأمن.
وتوقع ان يتم استصدار قرار قوي بمقتضى المادة 41 من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة بفرض عقوبات على ايران لاخفاقها في الامتثال الى قرارات مجلس الامن السابقة. وقال ماكورماك ان الاستراتيجية التي تم تبنيها حيال ايران ترمي الى رفع مستوى الضغط الدبلوماسي على نحو تدريجي خلال فترة من الزمن مع الحفاظ على وحدة مجموعة الدول الست المؤلفة من الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن اضافة الى المانيا والتي تشكلت مع بداية العملية الدبلوماسية ضد ايران قبل عام ونصف العام.