حماس تستعد لانقلاب فتحاوي مفترض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس : ينتظر الفلسطينيون، ما ستسفر عنه تطورات الأوضاع بين حركتي فتح وحماس، والخطوات التي هددت حركة فتح باتخاذها بعد إجازة عيد الفطر.
وحسب مراقبين فان تصعيدا متوقعا من حركة فتح، ستلجأ إليه، مثل العصيان المدني، بعد ما اعتبر فشلا في الإضراب الشامل الذي تقوده.
ورغم مرور نحو شهرين على الإضراب، إلا أن الجماهير لم تتحرك لإسقاط حكومة حماس، كما توقع منظمو الإضراب، واصبح الجميع بانتظار حلا حدد له سابقا موعدا بعد إجازة العيد.
وحددت مصادر مقربة من حركة حماس الموعد المنتظر يوم غد السبت، ولكنه ليس موعد الحركة التي تقود السلطة لحل الأزمات وتنفيس الاحتقان مع حركة فتح، وإنما كما تقول مصادر حماس هو الموعد الذي حددته حركة فتح للانقلاب على حكومة حماس.
وتحدثت المنابر الإعلامية لحركة حماس، عن معلومات قالت أنها وصلتها، بان حركة فتح والأجهزة الأمنية التي تسيطر عليها، حددت يوم غد السبت موعدا للسيطرة على الوزارات والمؤسسات الحكومية، وطرد مسؤولي حماس منها، ووضع يد حركة فتح عليها.
وترافق ذلك مع تقارير نشرتها الصحف العبرية خلال الأيام القليلة الماضية، تؤكد المعلومات حول المخطط الانقلابي الفتحاوي المفترض.
ويستدل من هذه التقارير، أن الأجهزة الأمنية التي تخضع لامرة محمود عباس (أبو مازن) ستتحرك في وقت متزامن يوم غد السبت في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة للسيطرة على الوزارات، يرافق ذلك مظاهرات وتنظيم اعتداءات على بعض المؤسسات الحكومية.
وحسب التقديرات فان عدد عناصر الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها عباس يفوق الستين ألفا، وكان عباس رفض تحويل هذه الأجهزة إلى سيطرة وزير الداخلية الحمساوي سعيد صيام، فبادر الأخير إلى تشكيل ما أطلق عليه القوة التنفيذية، وهي حسب ما أعلن رئيس الوزراء إسماعيل هنية يصل عدد منتسبيها إلى 6 الاف عنصر.
ويقود القوة التنفيذية يوسف الزهار، شقيق محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني، والعضو القيادي البارز في حركة حماس.
ويتولى القيادة الميدانية لهذه القوة جمال إسماعيل داود عبد الله، المكني (أبو عبيدة الجراح) وهو من مواليد مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، بتاريخ 27/4/1965.
وكان أبو عبد عبيدة الجراح زار إيران، والتقى بمسؤولين هناك، وتلقى منهم وعودا بتقديم المساعدة للقوة التنفيذية، والاستعداد لاستقبال أفراد منهم لتدريبهم.
وتنتشر القوة التنفيذية في كافة مناطق قطاع غزة التي قسمتها إلى ستة أقسام، ولديها هيكل عسكري، وتستعد الان بالتعاون مع كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لإحباط أي مخطط انقلابي فتحاوي.
وحسب مصادر حركة حماس، فانه من المتوقع أن يعلن أبو مازن، حالة الطوارئ، بعد بدء عناصر حركة فتح تنفيذ الانقلاب المفترض، وحل حكومة حماس.
وسارعت حركة فتح إلى نفي وجود مخطط انقلابي، واتهم ماهر مقداد الناطق باسم حركة فتح، حركة حماس، بأنها تحضر لما اسماه يوم سبت اسود، بحديثها عن المخطط الانقلابي وتحديد يوم غد موعدا له، مثلما هو الحال فيما أطلق عليه اسم (الأحد الأسود) يوم العاشر من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، عندما قتل نحو 10 فلسطينيين، في مواجهات بين القوة التنفيذية وعناصر من حركة فتح.
وردت حماس على مقداد بلسان الناطق باسمها فوزي برهوم، الذي صرح "ننظر ببالغ الخطورة إلى التصريحات التي خرج علينا بها الناطق باسم فتح ماهر مقداد، والتي يتهم فيه الحركة بالتحضير ليوم دامٍ يوم السبت القادم (28/10)".
واكد برهوم انه "لا صحة لمثل هذه الادعاءات، فحركة حماس أحرص ما تكون على صون الدم الفلسطيني، ومثل هذه التصريحات لا تخدم مطلقاً لغة الحوار والتفاهم التي تم الاتفاق عليها آنفاً مع الأخوة في حركة فتح".
ودعا الناطق باسم حماس إلى جعل يوم غد السبت "بداية لأسبوع جديد تتضافر فيه جميع الجهود من أجل صون دماء أبناء الشعب الفلسطيني".
ولكن تصريحات مقداد الاتهامية، وتصريحات برهوم التطمينية، لا تغير من قلق الانتظار لدى الفلسطينيين، الذين باتوا جميعا على قناعة بأهمية استحقاق ما بعد العيد، لان تعطيل حياتهم اليومية، وبقاء أبنائهم في الشوارع بدون مدارس، لم يعد يحتمل.