التململ من الحرب العراقية يهدد الغالبية في الكونغرس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يهدد تزايد الغضب الشعبي الاميركي من الحرب في العراق واستمرار تراجع شعبية الرئيس جورج بوش وضع الجمهوريين الذين يشكلون غالبية في الكونغرس، ما لم يحدث تغيير كبير في اللحظة الاخيرة لمصلحتهم. وبعد ان اقترب استحقاق السابع من تشرين الثاني/نوفمبر على الابواب حيث سيتم انتخاب مجمل الاعضاء ال435 في مجلس الممثلين و33 من اعضاء مجلس الشيوخ المئة، يميل الجو الى التشاؤم في صفوف الجمهوريين. ويكفي ان يسيطر الديموقراطيون على عشرين مقعدا اضافيا كي يخسر بوش الغالبية في الكونغرس.
ومنذ عدة اسابيع، تؤكد استطلاعات الرأي تقدم الحزب الديموقراطي الذي يبني حملته على اساس "عدم كفاءة ادارة بوش". وبالنتيجة، سيضطر الرئيس الاميركي الذي وصل الى السلطة عام 2001 بينما كان الكونغرس خاضعا للسيطرة الجمهورية التي نجح في تعزيزها منذ ذلك الوقت، الى متابعة الفترة المتبقية من رئاسته وسط سيطرة الحزب الديموقراطي على الكونغرس، ما سيحد من هامش حركته السياسية.
وستفتتح الحملة للانتخابات الرئاسية لعام 2008 فورا بعد ذلك بين الجمهوريين الذين سيطروا على واشنطن تماما ست سنوات، والديموقراطيين الذين باتوا قادرين على ممارسة المزيد من التأثير على الاحداث، دون ان يكون بامكانهم عكس مجراها كليا بسبب الحق الرئاسي الذي يتمتع به بوش لرفض قرارات الكونغرس. ولم يعد الخبراء يشككون بغالبية ديموقراطية ولو ضئيلة، في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون منذ 12 عاما.
كما يبدو ان الديموقراطيين سيكونون قادرين على تحقيق الانجاز الاصعب المتمثل بالسيطرة على مجلس الشيوخ. واشار الخبير المستقل شارلي كوك الى ان "اعصارا كبيرا" يهدد غالبية الرئيس بوش في الكونغرس، ويضيف ان "الحزب الجمهوري يواجه اصعب وضع في تاريخه منذ فضيحة ووترغيت عام 1974"، في اشارة الى فضيحة التجسس على مركز الحزب الديموقراطي التي اطاحت بالرئيس الاميركي نيكسون.
ويقول الرئيس السابق للغالبية الجمهورية في الكونغرس توم ديلاي "سيكون الامر صعبا". ويسعى القادة الجمهوريون للعب على وتر المخاوف الامنية للناخبين اذ يؤكدون ان سياستهم في اطار مكافحة الارهاب بما فيها الحرب الدائرة في العراق، تحول دون وقوع هجمات جديدة في الداخل الاميركي.
واكد الرئيس بوش "انها ساعة توضيح الامور للبلاد" مضيفا في حملته عن خصومه الديموقراطيين "انهم اشخاص جيدون ووطنيون لكنهم مخطئون اذ لم يفهموا ابعاد الحرب الدائرة على الارهاب". ويرد الديموقراطيون الذين يعتمل في صدور قواعدهم الغضب الناتج عن ابعادهم عن السلطة منذ ست سنوات بوعد اعتماد سياسة "متشددة ولكن ذكية" في اطار مكافحة الارهاب.
وتشير الاحصاءات انهم باتوا يتمتعون للمرة الاولى بتفضيل الاميركيين لهم لمواجهة الخطر الارهابي. كما يستفيد الديموقراطيون من سلسلة فضائح طاولت غالبية الرئيس بوش منها اعتراف عضوين جمهوريين في الكونغرس بالتورط بقضايا فساد، علما ان توم ديلاي اضطر لوضع حد لحياته السياسية تحت وطأة فضيحة متعلقة بتمويل حملته الانتخابية.
ويزيد الطين بلة فضيحة النائب الجمهوري السابق مارك فولي الذي اقام علاقة جنسية مع احد الطلاب الذين كانوا يعملون كمتدربين في الكونغرس، حيث بات الحزب الجمهوري الذي بنى صورته كمدافع عن القيم العائلية متهما بانه تغاضى عنها.