بريطانيا تعيد إحياء علاقاتها بدمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أوفدت مبعوثا لإقناع الأسد بوقف دعم المتطرفين
بريطانيا تعيد إحياء علاقاتها بدمشق
إيلاف، لندن:في خطوة تمثل تغييرا في السياسة البريطانية تجاه دمشق، وتعكس اختلافا عنسياسة أميركا حيال الشرق الأوسط،أوفد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أحد أبرز مستشاريه في السياسة الخارجية نايغل شينوالد إلى سوريا، حيث التقى الأسد ومسؤولين آخرينبينهم وزير الخارجيةوليد المعلم، تمهيدا لإقناع سوريابوقف الدعمللمجموعات المتطرفة. وعلى رغم ان بريطانيا وسوريا لم تقطعا علاقاتهما الدبلوماسية - خلافا لأميركاالتي استدعت سفيرها العام الماضي - فان زيارةشينوالد غير المعلنةهي الاولى الى سوريا على هذا المستوى منذ مشاركة بريطانيا في الاجتياح الاميركي للعراق في 2003. وتلعبسوريادورا أساسيا في الاستقرار في الشرق الأوسط ولها نفوذ على حركة حماس وحزب الله،وبالتالي فلا يمكن تجاهلها. ولاشك في أن الحرب التي دارت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في تموز (يوليو) الماضيخففت من حدّة العزلة التي كانت مفروضة على سوريا من جهة، والحقت ضررا بسمعة بلير من جهة أخرى.
ويسعى بلير إلى تحسين صورته ووضع حد للاضطراب في الشرق الأوسط، فيما يتخوف مسؤولون لبنانيون - بحسب الفايننشال تايمز -من استغلال سوريا لهذا التحرك البريطاني باتجاهها، والطلب بوقف التحقيقات حول الدور المفترض في اغتيالرئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، في مقابل تغيير سياستها في المنطقة. وتستضيف سوريا أعضاء من حركة حماس الفلسطينية، فيما تتهمها واشنطن بدعم حزب الله في لبنان. وقلصت بريطانيا الى جانب فرنسا ودول أوروبية اخرى اتصالاتها مع سوريا الى أدنى مسنوى بعدرفيق الحريري. وقال تحقيق للامم المتحدة انه لم يكن ممكنا تنفيذ الاغتيال دون معرفة مسؤولي الامن السوريين. وتنفي سوريا أي دور لها في الحادث.
وأكد مسؤولون سوريون ودبلوماسيون هذه الزيارة، التي تأتي قبيل نشر تقرير وزير الخارجية الاميركي الأسبق جيمس بيكر عن التغييرات الممكنة في السياسة الأميركية في العراق بعد الانتخابات البرلمانية. وتدعو إحدى توصيات "مجموعة الدراسات حول العراق" إلى علاقة وثيقة مع سوريا.
وذكرت الفايننشال تايمزأن بلير يأمل في التأكد من الارادة الحالية لسوريا في الاضطلاع بدور بناء في عملية السلام في المنطقة، ويريد معرفة هل من الممكن اقناعها بقطع علاقاتها الوثيقة مع ايران.
ووصف مسؤول سوري زيارة شينوالد بالـ"مهمة" معلنا أنها "أثبتت أن الدور السوري ضروري للاستقرار في الشرق الأوسط"، غير انه رفض الكشف عما تناولته المباحثات اثناء زيارة المسؤول البريطاني. وفي لندن أكد متحدث باسم بلير الزيارة لكنه سعى للتهوين من أهميتها. وقال "أوضح رئيس الوزراء دائما أن سوريا عليها أن تختار.. اما القيام بدور بناء في المجتمع الدولي واما الاستمرار في دعم الارهاب".
وتأتي زيارة شينوالد في أعقاب تصريحات للأسد في التاسع من تشرين الأول(أكتوبر) أكد فيها للـ بي بي سي إن سوريا وإسرائيل تستطيعان العيش جنبا الى جنب بسلام وانسجام.
وقال وفد من البرلمان الاوروبي خلال زيارة لسوريا الشهر الماضي ان دمشق طرف مؤثر ومهم في المنطقة ينبغي عدم تجاهله. وأجرى مسؤولون كبار من أسبانيا وايطاليا وألمانيا اتصالات مع الجانب السوري بعد مقاطعة لدمشق استمرت قرابة عامين غير أن فرنسا ظلت تنأى بنفسها عن تلك الاتصالات.