غيوم الخريف الإسرائيلية في بيت حانون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عباس يدين المجزرة الاسرائيلية في قطاع غزة
الداخلية الفلسطينية تطالب العالم التدخل لوقف الهجوم الاسرائيلي
حماس تعرض هدنة والرباعية تنعقد في عمان الشهر بشار دراغمه من رام الله: لم يكد الفلسطينيون يتفقون على إنهاء خلافاتهم الداخلية ووقف المعارك النارية في قطاع غزة بين فتح وحماس حتى بدأت جولة أخرى من المعارك مع إسرائيل. والهدف هذه المرة بلدة بيت حانون التي باتت خاضعة بشكل كامل لسيطرة القوات الإسرائيلية والحصيلة الأولى أكثر من ستة قتلى فلسطينيين ونحو 60 مصابا. بينما قتل مسلحون فلسطينيون جنديا إسرائيليا.
ومن الواضح أن هذه الجولة لن تنته عند هذا الحد فالقوات الإسرائيلية لا زالت تواصل تقدمها. بينما في صالات المطبخ الأمني الإسرائيلي المصغر اجتماع حاسم لوضع الخطوط الأساسية لهذه المعركة والتي أطلق عليها اسم "غيوم الخريف"
تفاصيل معركة بيت حانون
في وقت متأخر من ليل امس بدأت الآليات العسكرية الإسرائيلية زحفها نحو بيت حانون ومن ثم قامت بفصل البلدة عن محيطها وفرضت عليها الحصار بشكل كامل ومن ثم بدأت الدبابات توغلها داخل البلدة وفرضت عليها حظر التجول. وكل ذلك وسط عمليات إطلاق نار وقصف مكثف. بينما يساند هذا التوغل تحليق كثف للطيران الإسرائيلي.
وأدت عمليات القصف وإطلاق النار إلى مقتل ستة فلسطينيين وإصابة نحو 60 آخرين بجراح مختلفة وصفت حالة عدد منهم بالخطيرة. بينما تتوقع المصادر الطبية الفلسطينية أن يرتفع عدد القتلى إلى أكثر من ذلك وذلك بسبب طبيعة العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في بيت حانون وهي العملية الأوسع منذ عدة أشهر.
بيرتس يشرف مباشرة على غيوم الخريف
ما يخيف الفلسطينيين في هذه المعركة هو الاستعداد الإسرائيلي المكثف لها والذي يأتي هذه المرة بهدف منع إطلاق صواريخ القسام باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية. ويعبر الفلسطينيون عن قلقهم من كل هذا الاستعداد الإسرائيلي والذي كان آخر علاماته قيام وزير الأمن الإسرائيلي عمير بيراس بالإشراف بشكل مباشر على هذه العملية. حيث زار القوات المرابطة في محيط بيت حانون. وقال من هناك أن هذه العملية تهدف إلى"تقليص القدرة على إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية بشكل كبير".
وأضاف:" بيت حانون ومحيطها تحولت إلى مركز لإطلاق الصواريخ لذلك نحن نعمل هناك لكن نحن لا ننوي الانجرار خلف التنظيمات الفلسطينية بل نسعى إلى اتخاذ مبادرات عسكرية محددة و العملية التي نقوم بها مطلوبه ولها أهدافها".
استعدادات فلسطينية
الاستعدادات الفلسطينية كانت حاضرة في هذه المعركة رغم الخلافات الداخلية. فشهدت شوارع بيت حانون تواجدا لمسلحين فلسطينيين من حماس وفتح وبقية الفصائل الفلسطينية.وأعلنت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) مسئوليتها عن مقتل جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في بيت حانون.
وقالت ببيان لكتائب القسام:"بقوة الله وتوفيقه وعونه، وبعد الاشتباكات الواسعة التي خاضتها كتائب القسام مع جنود الاحتلال الجبناء والقوات الصهيونية الخاصة، وبعد ضرب الآليات العسكرية الصهيونية بقذائف الياسين والـ RPG والهاون، هاهو العدو الصهيوني يعلن عن مقتل جندي صهيوني وإصابة آخرين في هذه الاشتباكات الضارية، والمواجهة الشرسة للآليات الاحتلال وجنوده".
وأضاف البيان:"وكان مجاهدونا قد أكدوا مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال في هذه المواجهة الكبيرة والنوعية، والتي فاجأت العدو وأربكته مما جعله يستخدم الطائرات بكل أنواعها ويطلق النار عشوائياً دون أن يفرق بين مدني ومسلح"، وتابع البيان:" ونؤكد لأبناء شعبنا المجاهد الصامد في بيت حانون الإباء، وللعدو الصهيوني الغادر المغتصب أن هذه هي البداية، وستكون المواجهة أكبر مما يتصور العدو اللصهيوني بإذن الله" .
وختم البيان بقوله:"إننا في كتائب القسام إذ نعلن عن هذه العملية الجهادية لنؤكد أن ضربنا للعدو سيتواصل بإذن الله وأن القصف بالقصف والدم بالدم، ولن نرضخ لتهديدات العدو وجرائمه، ونحذره من التمادي في هذه الجرائم لأننا لم نستنفد خياراتنا بعد، فلا زال لدينا الكثير ينتظركم أيها الصهاينة المحتلون".
نقابيون يدعون عباس وهنية الى الاستقالة
على الصعيد الداخلي دعا ممثلو نقابات حكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم الاربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه من حركة حماس اسماعيل هنية، الى التنحي ان لم يجدا وسيلة لانهاء الحصار المالي والسياسي الدولي المفروض على الفلسطينيين منذ ثمانية اشهر.
وقال اسماعيل النجار مسؤول نقابة الموظفين في المؤسسات الصحية خلال مؤتمر صحافي "يتوجب على الرئيس (عباس) ورئيس الوزراء (هنية ) الاستقالة ان لم يتمكنا من ايجاد حل". واضاف "يجب عليهم ان يخرجوا الى الشعب ويقولوا له: لم يعد بامكاننا خدمتكم، فالمواطن اغلى من عباس وهنية وجميع المسؤولين".
من جهته قال بسام زكارنة مسؤول نقابة العاملين في الوظيفة الحكومية "الامور تخرج من ايدينا، والحكومة غير مكترثة، والرئيس والمجلس التشريعي وجميع المؤسسات لا تقدم حلولا. لم يعد لدينا مؤسسات". واضاف "لا حاجة لنا بكل هؤلاء المسؤولين وهذه المؤسسات ان لم يتمكنوا من تقديم حلول".
وينفذ معظم موظفي السلطة الفلسطينية الذين يقدر عددهم بحوالي 165 الف موظف اضرابا عن العمل لليوم الثالث والستين على التوالي مطالبين الرئاسة والحكومة بتوفير رواتبهم التي لم يتلقوها منذ تولي حركة حماس الحكومة في اذار/مارس الماضي. ويشمل الاضراب الحالي مختلف القطاعات الخدمية لا سيما التعليم والصحة اضافة الى مختلف الدوائر الحكومية. ويطبق الاضراب بشكل كامل في الضفة الغربية وجزئيا في قطاع غزة.