اسرائيل تستبعد شن عملية واسعة النطاق في غزة

خطة أميركية جديدة لسلام الشرق الأوسط

غيوم الخريف الإسرائيلية في بيت حانون

عباس يدين المجزرة الاسرائيلية في قطاع غزة

حماس تعرض هدنة والرباعية تنعقد في عمان الشهر

القدس، غزة: أعلن مسؤول اسرائيلي كبير ان الحكومة الامنية الاسرائيلية التي اجتمعت اليوم الاربعاء استبعدت شن عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان "الاجتماع انتهى بدون اتخاذ قرار بتوسيع العمليات الجارية حاليا وذلك بموجب توصيات وزير الدفاع عمير بيريتس". وخلال جولة تفقدية قام بها صباح اليوم الاربعاء على الوحدات المتمركزة قرب قطاع غزة، ابدى بيريتس تاييده لعملية محدودة.

ميدانيا، واصل الجيش الاسرائيلي عملية اطلقها ليل الثلاثاء الاربعاء في بيت حانون بشمال قطاع غزة وقتل خلالها ستة فلسطينيين فيما اصيب 40 اخرون على الاقل بجروح حسب مصدر طبي فلسطيني. واعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن مواصلة هذه العملية وذلك في بيان نشر في ختام اجتماع الحكومة.

وقال البيان ان "الحكومة سمحت بمواصلة العمليات الامنية الحالية التي تهدف الى زيادة الضغط على حماس وعلى المنظمات الارهابية الاخرى لمنعها من تعزيز صفوفها ولوقف اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية". واضاف ان "الحكومة سمحت ايضا لاجهزة الامن بتنظيم صفوفها لكي تكون مستعدة لعملية كبيرة في حال لزم الامر".

اسرائيل تقتل ستة فلسطينيين وتصيب 45 في غارات على غزة

قالت مصادر امنية فلسطينية وشهود ان القوات الاسرائيلية قتلت ستة فلسطينيين من بينهم خمسة مسلحين وأصابت 45 شخصا في سلسلة من الغارات الجوية المعارك بالاسلحة النارية التي تفجرت في شمال غزة يوم الاربعاء. وتعتبر هذه العملية من أكبر العمليات التي قامت بها اسرائيل منذ ان بدأت حملة على قطاع غزة من أجل اطلاق سراح جندي اسرائيلي أسر في 25 من يونيو حزيران في هجوم عبر الحدود ووقف هجمات الصواريخ الفلسطينية على الدولة اليهودية.

وأعلن الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية الحاكمة (حماس) ان رجاله قتلوا جنديا اسرائيليا وجرحوا اخرين حين هاجموا عربة اسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات. ولم يكن لدى الجيش الاسرائيلي اي تعليق.

وفي دبي ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن جنديا اسرائيليا قتل يوم الاربعاء خلال عملية عسكرية بشمال غزة. ونقلت القناة النبأ نقلا عن مصادر صحفية اسرائيلية. وقال الشهود ان المعارك نشبت حينما دخلت قوات مشاة اسرائيلية تدعمها قوات مدرعة شمال غزة قبل الفجر وبعد ذلك وقعت عدة غارات جوية وقصف مدفعي.

وأعرب اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني وهو من قادة حماس عن أمله في الا تؤثر العملية التي وصفها بانها "مذبحة" على المفاوضات التي تتوسط فيها مصر في مسعى لترتيب عملية لتبادل سجناء فلسطينيين في السجون الاسرائيلية بالجندي جلعاد شليط الذي أسر يوم 25 يونيو حزيران.

ووصل وفد من حماس الى القاهرة يوم الثلاثاء لاجراء مباحثات وسط انباء متعارضة عن تقدم نحو ابرام مبادلة محتملة للسجناء تتضمن فلسطينيين مسجونين في اسرائيل وشليط. وقال اسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس ان اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي لن يتحقق الا بعد ان ينفذ "العدو الشروط" التي وضعها النشطون الذين يحتجزون الجندي في اشارة الى مطالب بالافراج عن أكثر من ألف سجين فلسطيني.

وفي القدس اجتمع يوم الأربعاء مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت لمناقشة توسيع متوقع للهجوم في غزة. وقال بيان للحكومة الاسرائيلية ان المجلس وافق على "استمرار الانشطة الامنية الراهنة وزياة الضغط على حماس والجماعات الارهابية الاخرى."

وقال راديو اسرائيل ان افيجدور ليبرمان الوزير الجديد في حكومة اولمرت أوصى بان يتبنى الجيش ما وصفه الراديو "بالنموذج الروسي في الشيشان" مما استحضر صور الدمار التي تخلفها العمليات الروسية في الاقليم المضطرب.

وانضم ليبرمان وهو مهاجر من الاتحاد السوفيتي السابق من أقصى اليمين الى الحكومة الاسرائيلية هذا الاسبوع وشغل منصب وزير الشؤون الاستراتيجية.

وذكر شهود انه في عملية منفصلة احتشدت عشرات من العربات الاسرائيلية المدرعة الليلة الماضية على حدود اسرائيل مع جنوب غزة. وقال افرايم سنيه نائب وزير الدفاع الاسرائيلي لراديو اسرائيل "الهدف هو ضرب مواقع اطلاق الصواريخ والبنية التحتية للارهاب لكن لا نستخدم ذلك كوسيلة لاعادة احتلال غزة."

وسحبت اسرائيل جيشها والمستوطنين اليهود من غزة العام الماضي بعد احتلال دام 38 عاما لكن التوتر تزايد على الحدود منذ تولت حماس الحكم بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير كانون الثاني.

وقالت مصادر امنية ان غارة جوية وقعت قرب بيت حانون في شمال غزة قتلت شرطيا فلسطينيا واثنين من المسلحين احدهما عضو في حماس وقال شهود ان ثلاثة نشطين اخرين من حماس قتلوا بنيران المدفعية وخلال الاشتباكات.

وذكر مسؤولو مستشفيات انه جرح خلال المعارك 24 شخصا على الاقل منهم مسلحون ومدنيون. كما اصيب اخرون خلال الغارات الجوية. وقال الشهود ان سيارات الاسعاف لم تستطع الوصول الى بعض المصابين الا بعد مرور بضع ساعات بسبب شدة اطلاق النيران.

وأكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي انه "تجري عمليات برية في شمال غزة الان" وقال انه وقعت ثلاث غارات جوية استهدفت مسلحين يقتربون من القوات او يزرعون قنابل. وقال متحدث عسكري "القوات تعمل في بيت حانون منذ الصباح الباكر. العملية تستهدف البنية التحتية لاطلاق الصواريخ في تلك المنطقة." وجاء في بيان باسم الجناح العسكري لحماس "الدم بالدم" متعهدا بعدم الاذعان لتهديدات و"جرائم العدو."

وقتل نحو 280 فلسطينيا في الحملة الاسرائيلية المستمرة منذ اربعة اشهر نصفهم من المدنيين. وقتل جنديان اسرائيليان قبل معارك يوم الاربعاء.

وترسل اسرائيل التي تقول ان النشطاء كثفوا عمليات تهريب السلاح الى غزة قرب رفح قواتها بين الحين والاخر للبحث عن انفاق اسفل الحدود ومخابيء الاسلحة تحت الارض وتدميرها. وتستهدف الغارات الاسرائيلية على شمال غزة في الاغلب منع النشطاء من اطلاق صواريخ على بلدات في اسرائيل.

وفي جنوب غزة قال مستمعون ان الجيش الاسرائيلي شوشر على المحطات الاذاعية المحلية ودخل على موجاتها ليدعو الفلسطينيين لمغادرة منطقة في رفح قرب الحدود مع مصر.

وتتهم اسرائيل نشطاء فلسطينيين بتهريب الاسلحة من مصر الى القطاع. وذكرت مصادر سياسية ان العمليات قد تستهدف منطقة تعرف باسم ممر فيلادلفي تفصل بين مصر وغزة. وتزايد العنف وسط علامات على تحرك في الجهود لترتيب مبادلة للاسرى من اجل اطلاق سراح شليط الذي اسره نشطاء في غزة وجنديين اخرين اسرهما مقاتلو حزب الله في لبنان في يوليو تموز.

عباس وهنية يستنكران المذبحة

واستنكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية العملية العسكرية في غزة ووصفاها بـ"المذبحة". وورد في بيان صدر عن مكتب عباس في رام الله ان: " الرئيس عباس دان بشدة المذبحة الاسرائيلية التي أدت الى سقوط ستة شهداء وجرح 40 شخصا في بيت حانون". وطالب عباس "حكومة الاحتلال بايقاف العمليات العسكرية فورا ضد شعبنا".