أخبار

احتجاجات جديدة على الغارة الجوية في باكستان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خار (باكستان): تظاهر رجال قبائل مسلحون ضد الحكومتين الباكستانية والاميركية لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على الغارة على مدرسة اسلامية قال مسؤولون باكستانيون ان مقاتلي القاعدة يرتادونها. ودعت منظمة لحقوق الانسان وعدد من السياسيين الى اجراء تحقيق مستقل في مقتل ثمانين شخصا في الغارة التي وقعت الاثنين في مقاطعة باجور القبائلية، كانوا من الطلاب والمدرسين.

وقال شهود عيان ان نحو ثمانية الاف شخص حمل الكثير منهم اسلحة، خرجوا في مدينة موماندغاره على الحدود بين باجور ومنطقة موهماند المجاورة فيما تجمع ثلاثة الاف شخص في قرية دانكول بالقرب من الحدود الافغانية.

وقال النائب هارون رشيد للمتظاهرين في موماندغاره "نريد العدالة لدماء هؤلاء الابرياء ونطالب بالتحقيق ومعاقبة من قاموا بهذا العمل الوحشي". وردد المتظاهرون هتافات من بينها "الله اكبر". واطلق الزعماء الاسلاميون المزيد من التهديدات بالانتقام. ودعا احد رجال الدين نحو الف متظاهر في بلدة لاندي كوتال في منطقة خيبر المجاورة الى تنفيذ تفجيرات انتحارية.

وقال رجل الدين ناصر الدين زعيم جماعة سنية مسلمة "يجب على المسلمين ان يصبحوا انتحاريين للدفاع عن انفسهم ولا يوجد سبيل اخر سوى شن الجهاد ضد المعتدين". واطلق زعماء القبائل المتشددين تهديدات مماثلة حيث توعدوا بالانتقام من الهجوم في مسيرات شارك فيها نحو عشرين الف شخص الثلاثاء في خار، البلدة الرئيسية في باجور، وبلدة لاندي كوتال.

واغلق مئات من رجال الشرطة منطقة باجور وجزء من موهماند امس الاربعاء "لاسباب امنية"، حسب المسؤولين. كما بقيت المدارس والاسواق مغلقة في خار لليوم الثالث. وقال احد السكان ويدعى عرفان الله لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "انهم لا يسمحون لاي شخص بالخروج او الدخول من باجور". ووضعت قوات الامن في حالة تاهب في كافة انحاء البلاد تحسبا لعمليات انتقامية على الغارة الجوية على المدرسة، خاصة مع تزامن قيام الامير تشارلز، ولي عهد بريطانيا بزيارة الى باكستان.

ويزور تشارلز وزوجته كاميلان منطقة كشمير التي ضربها الزلزال اليوم. وتصاعدت المشاعر المعادية للغرب بينما ذكر زعماء اسلاميون ان القوات الاميركية المتمركزة في افغانستان هي التي شنت الغارة باستخدام طائرات بدون طيار او امرت القوات الباكستانية بشن الغارة. وحثت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها الحكومة الباكستانية اليوم على السماح للصحافيين والنشطاء بدخول المنطقة المغلقة للتاكد من الحقائق وراء الغارة.

وقال علي دايان حسن الباحث في المنظمة لشؤون جنوب اسيا "يجب ان تسمح الحكومة الباكستانية للمحققين المستقلين بدخول المنطقة لتحديد الجهة التي شنت الهجوم ومن خطط له ونفذه ومن الذين قتلوا". واضاف "على الحكومة الباكستانية ان تقدم تقريرا موثوقا عن شرعية الهجوم الذي اسفر عن مقتل هذا العدد الكبير". الا ان مسؤولين باكستانيين امنيين قالوا ان ايمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وابو عبيدة المصري الرأس المدبر لخطة تفجير طائرات تقلع من لندن، كانا يزوران المدرسة بانتظام.

واكد المسؤولون انه لم يكن اي من المسؤولين في المدرسة وقت وقوع الغارة. واكد المسؤولون ان ابو عبيدة المصري كان المرشد الروحي لرشيد رؤوف البريطاني المعتقل في باكستان منذ آب(اغسطس) لعلاقته بالمؤامرات التي ترمي الى تفجير طائرات اثناء قيامها برحلات بين بريطانيا والولايات المتحدة. وقال المسؤولون ان الهجوم جاء بعد اشهر من المراقبة، مؤكدين انه كان ضروريا لان المسؤولين عن المعسكر التدريبي كانوا "في عجلة من امرهم لدفع المتدربين الى القيام بهجمات بعد تدريبهم" سواء في افغانستان او في باكستان.

باكستان: الظواهري لم يكن داخل المدرسة الدينية المستهدفة

كشفت باكستان أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لم يكن موجوداً في مدرسة دينية استهدفتها صواريخ الجيش الباكستاني في مناطق القبائل الاثنين. وأدت الغارة على المدرسة، التي دأب الظواهري على زيارتها، إلى مقتل 80 شخصاً.

وقال مصدر أمني باكستاني إن الظواهري وأبو عبيدة المصري، القيادي في القاعدة والعقل المدبر لمخطط تفجير طائرات متجهة من مطار هيثرو إلى الولايات المتحدة الذي كشفته السلطات البريطانية في أغسطس(آب)، زارا المدرسة عدة مرات في السابق إلا أنهما لم يكونا بداخلها ساعة الغارة. وذكر المصدر، الذي آثر عدم الكشف عن هويته، أن أحد قيادي القاعدة، فقير محمد، غادر المدرسة قبيل نصف ساعة فقط من استهدافها.

وزعم الجيش الباكستاني أن المدرسة الدينية الواقعة شمالي إقليم "باجور" معسكر تدريبي إرهابي لتنظيم القاعدة. وقال الجيش إن مروحياته القتالية أطلقت خمسة صواريخ سوت المدرسة الدينية بالأرض وقتلت 80 شخصاً بداخلها من بينهم لياقت حسين، صاحب المدرسة وهو صديق للظواهري.

وزعم أهالي المنطقة مشاهدتهم لطائرة تجسس أمريكية دون طيار تحلق فوق القرية قبيل بدء الهجوم الصاروخي، إلا أن إسلام أباد قالت إن العملية باكستانية بالكامل. وشددت باكستان التي، يزورها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وعقيلته في زيارة رسمية، الإجراءات الأمنية تحسباً من ردة فعل إنتقامية.

وخرج الثلاثاء الآلاف من أنصار طالبان في بلدة "باجوار" للتنديد بالغارة ورددوا الشعارات المناوئة للحكومة الباكستانية والولايات المتحدة التي اتهموها بالمشاركة في الضربة الجوية. وفيما قال أهالي المنطقة إن معظم الضحايا من الطلبة، زعمت حكومة إسلام أباد أن المدرسة كانت تعد العشرات منهم لتنفيذ هجمات انتحارية في باكستان وأفغانستان.

وبالرغم من اتسام المسيرة بالهدوء إلا أنه تخللتها دعوات لتصعيد الهجمات الانتحارية. وقال الزعيم القبلي الموالي لطالبان عناية الرحمن أمام حشد المتظاهرين إنه يعد "فرقة من الانتحاريين" لاستهداف قوات الأمن الباكستانية على غرار الهجمات في العراق وأفغانستان. وخطب قائلاً "سننفذ الهجمات الإنتحارية قريباً" وسأل موافقة الحشد الذي صرخ مؤيداً.

وشهدت العديد من مدن وقرى باكستان تظاهرات مماثلة منها "كراتشي وبيشاور ولاهور وملتان وكويتا والعاصمة إسلام أباد، أحرق خلالها المتظاهرون الأعلام الأمريكية ودمى تمثل الرئيس الأمريكي جورج بوش، كما دعوا للإطاحة بحكومة الرئيس برويز مشرف.

وسارع أعضاء مجالس نيابية محلية ووزراء مناطق إلى تقديم استقالتهم احتجاجاً على الهجوم. وقالت صحيفة "باكستاني ديلي" في افتتاحيتها إن "إسلام أباد تعمل ضد مواطنيها."

وتهدد غارة الاثنين بتقويض الجهود التي يبذلها مشرف لإقناع القبائل بدعم حكومته في مواجهة مسلحي طالبان والقاعدة، ولا سيما في شمال البلاد. وألغي الاثنين اجتماع مقرر لتوقيع اتفاق سلام بين الجيش الباكستاني وقادة القبائل.

وتأتي المسيرات الاحتجاجية في وقت حرج يتعرض فيه مشرف لضغوط أمريكية وأفغانية لسحق المليشيات المسلحة التي تشن هجمات عبر الحدود انطلاقاً من الأراضي الباكستانية.

ويرفض الرئيس الباكستاني مزاعم تقاعس حكومته عن اتخاذ خطوات فاعلة في هذا الشأن مشيراً إلى اعتقال المئات من عناصر القاعدة وتسليمهم إلى الولايات المتحدة مقابل الملايين من الدولارات. وينتقد عدد من المراقبين إسلام أباد لاستخدامها العنف المفرط في مواجهة المدارس الدينية عوضاً عن إيجاد حلول بديلة أقل دموية.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف