بكين تستضيف قمة افريقية صينية تاريخية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: تستضيف بكين في نهاية الاسبوع حوالى اربعين من القادة الافارقة في قمة وصفت بانها "تاريخية" على اساس انها تعكس النفوذ السياسي والاقتصادي المتزايد للصين. ولهذه المناسبة، زين الصينيون عاصمتهم التي ستكون حركة السير فيها محدودة، بعدد لا يحصى من اليافطات والمصابيح والصور الضخمة تمثل مشاهد افريقية تتضمن فيلة وزرافات.
وكتب على بعض اليافطات بالصينية والفرنسية والانكليزية "افريقيا الزاخرة بالالغاز والمعجزات". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو انه "منذ تاسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، يشكل مؤتمر بكين اهم مؤتمر دولي تنظمه الصين".
ومن بين الاربعين رئيس دولة وحكومة، ستبرز شخصيات مثيرة للجدل مثل رئيسي السودان او زيمبابوي عمر البشير وروبرت موغابي اللذين تنتقدهما الدول الغربية وتحملهما مسؤولية انتهاك حقوق الانسان في بلادهما. ودافع ليو جيانشاو عن الدعوة الصينية لهذه الشخصيات بالقول "علينا النظر الى هذا المؤتمر في بكين بنظرة اوسع على مستوى العلاقات الصينية الافريقية على الامد الطويل".
واشار الى ان العلاقات الجيدة بين العملاق الآسيوي وافريقيا لها تاثير جيد على "السلام العالمي".
وفي حين يعود تواجد الصين في افريقيا الى الستينات، الا ان المشاريع التجارية وفي مجال الطاقة حلت مكان الالتزامات السياسية الماوية التي كانت سائدة في تلك الفترة. وخلال المؤتمر الوزاري الذي سيعقد الجمعة وخلال قمة نهاية الاسبوع، ستتم مناقشة اكثر من 2500 اتفاق تجاري، على ما اشار مساعد وزير التجارة وي جيانغو، دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وسيحضر رؤساء ابرز الدول النفطية في افريقيا التي استوردت منها الصين 38 مليون طن من النفط الخام عام 2005، ما يشكل 30% من مستورداتها. ومطلع العام 2006، استثمرت بكين في 27 مشروعا نفطيا او غازيا في 14 دولة افريقية، بحسب الحكومة الصينية.
وتثير افريقيا بشكل متزايد اهتمام الصين التي تشكل رابع قوة اقتصادية في العالم. لكن هذا الاهتمام قد يصطدم بشهية الولايات المتحدة ايضا التي تسعى دائما وراء مصادر جديدة للتزود بالطاقة.
وقبل القمة، شددت السلطات الصينية على التزامها بمساعدة الاقتصاد الافريقي، مشيرة الى انها اعفت من الضرائب الجمركية صادرات المواد الاولية ل28 دولة افريقية الاقل تطورا، والغت في السنوات الاخيرة ديون 31 دولة في هذه القارة بمبلغ قدره 1،36 مليار دولار.
ويضيف وي ان استثمارات الصين في افريقيا اواخر 2005 بلغت 27،6 مليارات دولار. لكن هذا التواجد الصيني المتنامي استدعى انتقادات عدة، آخرها من رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز.
وحذر ولفوفيتز الصين من بعض ممارساتها سواء على مستوى مشاريع استغلال المواد الاولية الذي ينجم عنه اضرار بيئية، او لجهة استدانة بعض الدول الفقيرة مجددا من بكين، في حين ان المؤسسات الدولية كانت الغت جزءا كبيرا من ديونها العام الماضي.
وقال "لا يجوز ان ترتكب الصين الاخطاء ذاتها التي ارتكبتها فرنسا والولايات المتحدة مع زائير في عهد موبوتو". ويرفض المسؤولون الصينيون هذه الاتهامات. وقال ليو جيانشاو "لا نرى ان تطوير العلاقات الودية على اساس المساواة والانتفاع المتبادل خطأ". واضاف ان "المسالة الرئيسية هي رفاهية الصينيين والافارقة والتطور الاقتصادي للقارة الافريقية".
وفي ايلول/سبتمبر، قال متحدث ثان باسم وزارة الخارجية بشيء من السخرية "يضخمون الامور لدرجة نخال معها ان الصين هي سبب الفقر في هذه الدول"، منتقدا السياسة الاستعمارية السابقة للغرب في هذه القارة. ويخشى الخبراء ان تتحول المصالح الصينية في القارة الافريقية الى نقطة صدام مع الدول الغربية.