أخبار

القبارصة اليونانيون يحملون أنقرة مسؤولية إلغاء اجتماع حول قبرص

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تركيا تحمل قبرص مسؤولية فشل المبادرة الاوروبية نيقوسيا، الفاتيكان، اثينا: حملت الجمهورية القبرصية اليوم تركيا مسؤولية إلغاء اجتماع متوقع للاتحاد الاوروبي، في اخر لحظة، في محاولة لحل مسألة تقسيم جزيرة قبرص. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كريستودولوس باشرديس "انطلاقا مما نفهمه، فإن (الالغاء) ناجم عن مواقف وشروط طرحها الجانب التركي الذي جعل، مع مقاربته الشاملة، إجراء المباحثات أمرا مستحيلا".

واعلنت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي اليوم عن إلغاء اجتماع بين تركيا وقبرص بشأن المشكلة القبرصية كان متوقعا في نهاية الاسبوع، وذلك قبل نشر تقرير حاسم للمفوضية الاوروبية الاسبوع المقبل حول تقدم تركيا باتجاه الانضمام الى الاتحاد. وبحسب مصدر اوروبي، فان الاتراك يتحملون مسؤولية هذا الإلغاء. فأنقرة لم تكن راضية عن الشكل الذي كانت ستتخذه هذه المباحثات، لا سيما بسبب وجود القبارصة اليونانيين على طاولة المفاوضات.

من جهتها حملت تركيا اليوم الخميس جمهورية قبرص اليونانية مسؤولية إلغاء المحادثات. وكان مقررا ان يشارك في المحادثات التي كانت متوقعة في الخامس والسادس من تشرين الثاني(نوفمبر) في هلسنكي، كل من وزير الخارجية التركي عبد الله غول ووزير الخارجية القبرصي جورج ليليكاس ووزير خارجية "جمهورية شمال قبرص التركية" (التي لا تعترف بها سوى انقرة) ترغاي افاتشي.

ويطالب الاتحاد الاوروبي تركيا بفتح موانئها الجوية والبحرية امام الطائرات والسفن القبرصية بموجب بروتوكول 2005 الذي يوسع اتحادها الجمركي مع الاتحاد الاوروبي ليشمل الدول العشر التي انضمت الى الكتلة الاوروبية في 2004، وبينها جمهورية قبرص في جنوب الجزيرة.

وترفض انقرة ذلك مشترطة ان يفي الاتحاد الاوروبي بوعوده لجهة تخفيف العزلة الاقتصادية للقبارصة الاتراك الذين وافقوا على خطة الامم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة المقسمة ورفضها القبارصة اليونان عام 2004.

الفاتيكان وانقرة يقللان من اهمية غياب اردوغان اثناء زيارة البابا الى تركيا

سعت انقرة والفاتيكان اليوم الخميس الى التقليل من اهمية تغيب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن تركيا اثناء زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر بين 28 تشرين الثاني(نوفمبر) والاول من كانون الاول(ديسمبر). وصرح احد المسؤولين في مكتب اردوغان لوكالة فرانس برس ان تغيب اردوغان "لا يعني مطلقا انه لا يرغب في رؤية" الحبر الاعظم.

وقال مكتب الصحافة في الفاتيكان انه تم ابلاغه بأن رئيس الوزراء التركي "حاول ايجاد طريقة ليتواجد في تركيا للقاء البابا الا انه ليس بامكانه ضمان ذلك". وتأتي اول زيارة للبابا الى بلد مسلم بعد الجدل العنيف الذي اثارته تصريحاته حول الإسلام خلال زيارة الى المانيا في ايلول(سبتمبر) ربط خلالها ضمنيا بين الاسلام والعنف عبر اثارته موضوع الجهاد ما اثار ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي.

ويعتزم اردوغان، المسلم الذي له تاريخ في الحركة الاسلامية في تركيا العلمانية، المشاركة في قمة الحلف الاطلسي التي تعقد في ريغا بلاتفيا في الفترة من 28 و29 تشرين الثاني(نوفمبر) ثم يشارك بعد ذلك في اجتماع المجلس العسكري التركي الاعلى في الثلاثين من تشرين الثاني(نوفمبر).

وسيلتقي البابا خلال زيارته الرئيس التركي احمد نجدت سيزر في انقرة في 28 تشرين الثاني(نوفمبر) ويلتقي بعد ذلك بالمفتي الاعلى علي بارداكوغلو. وسيزور خلال رحلته افسوس ثم اسطنبول حيث سيلتقي البابا بطريرك القسطنطينية برتلماوس الاول، وهو البطريرك المسكوني للارثوذكس في العالم، وكذلك البطريرك الكسي الثاني بطريرك روسيا.

وكان البابا قد تسبب بموجة من الغضب بسبب تصريحاته حول الاسلام في المانيا. الا انه اعرب عن اسفه مرتين علنا، في مبادرة لا سابق لها في تاريخ الفاتيكان الحديث، ثم نظم اجتماعا استثنائيا في نهاية ايلول(سبتمبر) مع سفراء الدول الاسلامية المعتمدين في الفاتيكان. وانتقد المفتي الاعلى التركي بشدة تصريحات البابا وقال انها تعكس "الحقد الذي في قلبه". الا انه قال لاحقا ان الاسف الذي اعلن عنه البابا اكثر من مرة يعتبر "خطوة ايجابية". واصبح البابا يعرف في تركيا بانه "البابا المعادي لتركيا" بسبب معارضته علنا لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي قبل توليه سدة البابوية حين كان لا يزال الكاردينال يوزف راتسينغر. وفي ذلك الوقت نفسه، وصف انضمام انقرة الى الكتلة الاوروبية بانه سيكون "خطأ جسيما ضد مسيرة التاريخ".

من ناحية اخرى، اطلق رجل في اسطنبول اربع رصاصات في الهواء اليوم الخميس في اسطنبول امام مقر القنصل الايطالي، حسب مصادر مقربة من التحقيق في الحادث. وقالت المصادر ان ابراهيم اك (26 عاما) صرح "يسقط البابا" و"البابا يجب ان لا يأتي الى تركيا"، قبل اعتقاله من قبل الشرطة.

ورأت الصحف الايطالية اليوم الخميس في تغيب اردوغان اثناء زيارة البابا دليلا على ترفعه عن مقابلة الحبر الاعظم. الا ان روغيرو فرانشيسكيني اسقف ازمير ورئيس مجلس الاساقفة الكاثوليك في تركيا اعرب عن اعتقاده بان السبب وراء تغيب اردوغان هو سياسي. وقال لصحيفة كورييرا دو لاسيرا "الانتخابات تقترب (...) وربما اعتقد رئيس الوزراء ان عدم لقاء البابا يزيح عن كاهله إحدى المشاكل في الحملة الانتخابية".

ومن المقرر ان تجري في تركيا انتخابات رئاسية في النصف الاول من 2007 يعقبها انتخابات عامة في وقت متأخر من العام نفسه. ونقل عن المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديركو لومباردي قوله امس الاربعاء لوكالة انسا الايطالية للانباء ان "البرنامج المفصل (لزيارة البابا) غير متوفر بعد، ولذلك لم نكشف مطلقا عمن سيقابله البابا في تركيا. ولم نقل اطلاقا ان الحبر الاعظم سيقابل كافة المسؤولين في السلطة".

توضيح يوناني حول الاجتماع غير الرسمي في شأن قبرص

واعلنت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس مساء اليوم ان بلادها لم تدع الى الاجتماع الرسمي في هلسنكي حول مسألة قبرص، وليس لديها اي سبب يدعوها الى المشاركة خلافا لرغبة انقرة. وكانت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي اعلنت الخميس عن إلغاء هذا الاجتماع الذي كان مقررا في نهاية الاسبوع بين تركيا وقبرص (اليونانية) حول مشكلة الجزيرة المقسمة، وذلك بسبب "عدم توافر" ظروف الاجتماع وفق وزير الخارجية الفنلندي ايركي توميويا.

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه اقترح الاثنين على نظيره الفنلندي مارتي فانهانن ان تشارك اليونان في المشاورات حول قبرص. واضاف اردوغان "ابلغته انه لا يمكن لوزير خارجيتنا ان يشارك في اجتماع من دون مشاركة وزير الخارجية اليوناني".

وقالت باكويانيس في بيان ان تركيا دعيت الى الاجتماع غير الرسمي حول قبرص "بسبب وجود قوات تركية (في شمال الجزيرة) والتي ينبغي ان تغادر مناطق معينة لمساعدة الحركة التجارية بين الاتحاد الاوروبي والقبارصة الاتراك". واضافت "لم تتلق اليونان دعوة الى هذا الاجتماع غير الرسمي وليس لديها اي سبب يستدعي دعوتها".

وكانت الرئاسة الفنلندية قدمت قبل اسابيع خطة حول قبرص تلحظ رفع الحظر التجاري المفروض على الشطر الشمالي من الجزيرة المقسمة منذ عام 1974. ووقعت تركيا في تموز/يوليو 2005 بروتوكولا يوسع اتحادها الجمركي مع الاتحاد الاوروبي بحيث يشمل الدول التي انضمت اليه عام 2004، لكنها لا تطبق هذا الاتفاق على جزيرة قبرص مشترطة رفع الحظر التجاري المفروض على القبارصة الاتراك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف