الصحف الفلسطينية تنتقد حكم الإعدام بحق صدام

رام الله (الضفة الغربية): انتقدت الصحف الفلسطينية اليوم الحكم بالإعدام على الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين الذي يظل "بطلا" في عيون العديد من الفلسطينيين. وكتبت صحيفة "الحياة الجديدة" التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في افتتاحيتها "أسخر من المصفقين لصدور الحكم على صدام لأن المصفقين قتلة ومجرمون ارتكبوا جرائم بلا سند قانوني، فعلى الأقل ثمة أساس قانوني لما ارتكبه صدام من عمليات اعدام".

وتحت عنوان " من يحاكم من؟" اضاف رئيس تحرير الصحيفة حافظ البرغوثي ان "إعدام صدام حسين لن يوقف المقاومة بل سيعقد امكانية التفاوض مع المقاومة العراقية". واضاف "لأنها مقاومة ضد الاحتلال فيما الحكم في العراق يمارس القتل الطائفي بقوات الشرطة والجيش ويقتل (العرب) السنة دون تمييز".

واشار البرغوثي في افتتاحيته الى "توقيت اصدار الحكم أي قبل يومين من الانتخابات التشريعية في 36 ولاية اميركية حيث ان الحزب الجمهوري الحاكم متعطش لمثل هذا الحكم ليدعي تحقيق انتصار ما بعد ان أخفقت جيوشه عسكريا".

اما صحيفة "القدس" ابرز الصحف في الاراضي الفلسطينية فاعتبرت ان محاكمة صدام "لم تكن موضوعية او محايدة" وهي "قد زرعت المزيد من الشقاق الطائفي في العراق بدلا من أن تكون مدخلا الى عهد جديد من الوئام والوفاق بين العراقيين". واضافت الصحيفة "ان الحفاظ على حياة صدام حسين ورفاقه سيكون أفضل بكثير للعراق ومستقبله وامكانات السلام الداخلي فيه من إعدامه". وتابعت ان "المأمول هو أن تتمكن العقلانية والروح التسامحية لدى العراقيين لاسيما الاغلبية الشيعية الحاكمة من السيطرة على الرغبة البدائية في الانتقام وهذا هو الفارق بين العقلية المتحضرة التي كانت وراء الصفحة البيضاء التي فتحها البيض والسود معا في جنوب افريقيا وبين ما يحكم العراق من المشاعر الطائفية والقبلية التي تشد هذا البلد العربي نحو الوراء وفي اتجاه العصور الوسطى".

وصدام حسين الذي يحظى بشعبية واسعة في الاراضي الفلسطينية كان يمنح مساعدات مالية لأسر الشهداء الفلسطينيين ولمنفذي العمليات الانتحارية ضد اسرائيل. وفي اعلان نشرته صحيفة الحياة الجديدة الاثنين اعرب "الرفاق في حزب البعث واصدقاء القائد الاسطوري" في بيت لحم والخليل عن تضامنهم مع "فارس الامة صدام حسين ورفاقه المخلصين" ونددوا بالحكم الصادر عن "محكمة اميركية".