النووي الايراني: روسيا لاستخدام الوسائل الدبلوماسية

قرار حول ايران: واشنطن تنتقد التعديلات التي طرحتها موسكو الامم المتحدة: اقترح المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الامن الدولي فيتالي شوركين اليوم على الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة استخدام كافة الادوات الدبلوماسية الممكنة لحل النزاع مع ايران قبل اعتماد مشروع قرار اوروبي جرى توزيع نصه اليوم في مجلس الامن لمعاقبة طهران على برنامجها النووي.

وقال شوركين للصحافيين ردا على سؤال بعد اجتماع للبلدان الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن "المشكلة اننا نعتقد ان جعبتنا مليئة بالادوات الدبلوماسية ولبعض الاسباب يطالب البعض بفرض عقوبات على ايران لكننا نرى ان الامر اكبر من ذلك لذا نحاول استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية لمعالجة الموقف". واضاف ان روسيا "تؤمن بشدة انها على المسار الصحيح في الموقف الراهن ولدينا اجواء مريحة في مناقشات مجموعة الستة" المكونة من الخمسة الدائمين زائد المانيا.

ورد شوركين على انتقادات وجهها نظيره الامريكي جون بولتون في وقت سابق اليوم لتعديلات طلبت روسيا ادخالها على مشروع القرار الخاص بايران ومنها تقصير النص والغاء الاشارة الى مفاعل بوشهر النووي الذي تساهم روسيا في بنائه بقوله انها لا تتفق مع تفاهم سبق لوزراء خارجية البلدان الخمس التوصل اليه.

وقال المندوب الروسي في رده "نؤمن ان مقاربتنا للمسألة ومقترحاتنا تتسق كليا مع تفاهمات وزراء الخارجية لكنني لا اعتبر ان تلك الخلافات كبيرة وقد قبلنا بالنص الاوروبي ولم نطرح مشروع قرار خاص بنا لكننا ازلنا من المشروع الامور التي نعتقد انها غير مناسبة للموقف الراهن".

وفيما يتعلق بمقترح واشنطن الايضاح بصورة قاطعة في النص ان البرنامج النووي الايراني يمثل تهديدا للسلم والامن الدوليين قال شوركين "لا ننظر للامور على هذا النحو ولم نصل الى تلك المرحلة بعد واذا ما ساءت الامور هناك (في ايران) فبامكاننا استصدار قرار آخر لكن هذا المشروع يفترض ان يصدر تحت المادة 41 وهي لا تتعلق بتهديدات السلم والامن" في اشارة الى المادة من الفصل السابع الملزم من ميثاق الامم المتحدة.

اول المشاورات حول مشروع القرار

روسيا والولايات المتحدة اختلفتا اذن حول حجم العقوبات التي يمكن فرضها على ايران خلال مناقشة مجلس الامن لاول مرة في جلسة موسعة مغلقة مشروع القرار الاوروبي لفرض عقوبات.

واعتبر سفير الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية جون بولتون ان التعديلات الروسية المطلوبة على المشروع الاوروبي غير متناسبة مع القرار الذي اتخذه وزراء خارجية الدول الست الكبرى الصيف الماضي في لندن.واوضح امام الصحافيين "لا نعتقد ان النص الروسي يتناسب مع ما اتفق عليه وزراء خارجية" الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا.

وكان الوزراء اتفقوا انذاك على تحديد مهلة لايران لكي تعلق انشطة تخصيب اليورانيوم تحت طائلة تعرضها لعقوبات. وامهل القرار 1696 الذي صدر عن مجلس الامن على الاثر ايران حتى 31 اب/اغسطس الماضي لكي تعلق تخصيب اليورانيوم، لكنها لم تفعل.

وقدم كل من الوفدين الروسي والاميركي تعديلات على النص الاوروبي الذي اعد بالتعاون مع الولايات المتحدة وينص على فرض حظر على اي معدات او مواد يمكن ان تساهم في البرامج النووية والصواريخ البالستية الايرانية اضافة الى منع تقديم اي مساعدة او تدريب تقني او مالي مرتبط بهذه البرامج.

ونوقش النص المطروح للبحث منذ اسبوعين، الثلاثاء مع التعديلات المقترحة لاول مرة في جلسة موسعة لمجلس الامن. على ان يتم بحثه مجددا في وقت لاحق من النهار خلال لقاء غير رسمي بين الدول الكبرى الست، الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا.وينص مشروع القرار ايضا على فرض عقوبات فردية- منع السفر او تجميد الاصول المالية في الخارج- بحق الايرانيين المرتبطين بانشطة نووية.

لكنه لا يشمل الانشطة المرتبطة ببناء محطة بوشهر النووية المدنية الايرانية التي تتعاون روسيا في بنائها. وكانت روسيا اصرت على هذا العنصر في مشروع القرار.وتدفع واشنطن باتجاه تبني عقوبات على وجه السرعة لكن الدبلوماسيين يتوقعون مفاوضات طويلة وشائكة حيث ترفض روسيا والصين فرض عقوبات مشددة لا سيما وانهما ترتبطان بعلاقات اقتصادية وتجارية مع ايران.

وقال سفير البيرو رئيس مجلس الامن الدولي لشهر تشرين الثاني/نوفمبر جورج فوتو-برناليس ان "المباحثات لا تزال في المرحلة التمهيدية. لا يزال امامنا الكثير من العمل".واضاف ان الاوروبيين اقترحوا عرض مشروع اكثر وضوحا على مجلس الامن عندما يتم تحقيق تقدم ملموس بين الدول الست.

من جانبه، اعرب المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك عن نفاد صبره امام بطء المحادثات، قائلا "نعتبر ان الموضوع يتطلب تحركا عاجلا بصورة ما، لانه واثناء مباحثاتنا، يمضي الايرانيون في عملهم ويشغلون اجهزة الطرد المركزي ويتحكمون بالتكنولوجيا بصورة افضل يوما بعد يوم".

وقالت مصادر دبلوماسية ان الولايات المتحدة تصر على ان يتضمن النص عبارة تقول ان البرنامج النووي الايراني يشكل "تهديدا للسلام والامن الدوليين".