أخبار

عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي محور سياسية برلين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتدال سلامه من برلين، بروكسل، انقرة: منذ ان سربت صحف ألمانية قبل يومين مقتطفات عن تقرير الاتحاد الاوروبي المتعلق بعضوية تركيا فيه مستبقة الاعلان رسميا عنه اليوم والمسرح السياسي في المانيا يشهد نقاشات سياسية حادة. فالتقرير اشار الى عدم استيفاء تركيا معايير العضوية اذ مازال جهازها العسكري وكبار جنرالاتها يلعبون دورا منفذا في السلطة المدنية والتشريعية والتعذيب مستمر في السجون واضطهاد الاقليات الدينية والفساد متفشي في المؤسسات الحكومية، وهذا يكفي من اجل تراجع فرص انضمام هذا البلد المسلم الى الاتحاد الاوروبي.

والخلاف حول عضوية تركيا ليس فقط بين الحزب الاشتراكي الديمقراطية المشارك في الحكم والاتحاد الوطني الحاكم المشكل من الحزبين المسيحيين الديمقراطي والبافاري بل وضمن هذين الحزبين. فحسب تأكيد انجيلا ماركل المستشارة الالمانية وزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي لرئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانين خلال زيارته ليلة امس لبرلين ان المانيا لا تريد الدخول في نزاع مع انقرا وتراهن على التوصل الى حل معها بخصوص اصرارها على عدم شمل جزيرة قبرص بمعاهدة الجمارك مع الاتحاد الاوربي . وكما قالت لا نريد ان يصل الوضع مع تركيا الى نزاع.

والملاحظ ان ماركل كانت قد حذرت تركيا قبل ايام من مغبة رفضها شمل الجزيرة بالمعاهدة واصرارها على وجوب فتحها المجالين البحري والجوي امام البضائع القبرصية من دون تردد لان هذا له علاقة بالعضوية واكدت بان الوضع الان جدي جدا جدا.

في المقابل لم يخف الحزب الشقيق المسيحي البافاري اصراره على ايقاف المفاوضات مع تركيا وطالب زعيمه ادموند شتويبر بتجميد المفاوضات فورا مع تركيا الى وقت غير محدد واتهمها بتهديد المعاهدة الجمركية وتمسكها بابعاد قبرص عنها يمثل خدشا لروح المعاهدة.

الا ان الاشتراكيين لا يريدون مشاركة الاتحاد الوطني عناده بل يضربون مرة على الحافر ومرة على المسمار. فزعيم الحزب كورت بيك يرفض الانتقال الى خانة المواجهة مع الشريك في الحكم وحذر اليوم من تهديد علاقة اوروبا مع العالم الاسلامي عبر هذا التعامل مع تركيا. وبرأيه ان اي قطع للمفاوضات مع انقرا هو بمثابة خطئ فادح، وكان ذلك رداعلى اقوال زعيم الحزب المسيحي البافاري بوجوب وقف المفاوضات مع انقرا او تجميدها طالما انها متمسكة بموقفها حيال جزيرة قبرص. ومع احتدام القضية قال اليوم اننا في بداية المفاوضات مع تركيا ولم نصل بعد الى نهاية طريق تحتم علينا اتخاذ قرار. والحديث حاليا يتعلق بمفاوضات على مراحل، وحتى لو لم نتوصل الى شيء علينا مواصلة السعي من اجل التوصل الى صيغة.

وحسب تقديره فان فشل المحادثات مع تركيا يشكل انتكاسة خطيرة لانه سيهدم الجسر الذي من الممكن ان يبنى عبرها بين اوروبا والعالم الاسلامي. وعن فرض عقوبات على تركيا اذا ما واصلت رفضها مطلب الاتحاد الاوروبي الداعي الى شمل قبرص باتفاق الجمارك مع بلدان المجموعة الاوربية قال رئيس الاشتراكيين ان الاتحاد في مرحلة مفاوضات ومحادثات لا في مرحلة البحث عن فرض عقوبات. فيما اكد النائب الاشتراكي في البرلمان الاوروبي مارتين شولتس بانه يجب حل قضية قبرص بسرعة ومن المهم ان تتخذ تركيا خطوات عملية فيما يتعلق بمعاهدة الجمارك،والا سوف تواجه مشاكل كبيرة.

بروكسل لا تطلب تعليق مفاوضات انضمام تركيا

وافاد مصدر اوروبي ان المفوضية الاوروبية قررت الاربعاء عدم التوصية بتعليق مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبية لكنها ابقت التهديد قائما بذلك ما لم تحترم انقرة التزاماتها بشأن قبرص.

وقررت المفوضية في ختام اجتماع نظر في التقدم الذي حققته تركيا على طريق الانضمام الى الاتحاد الاوروبي تجنب صدام مع انقرة حاليا، واوصت بعدم تعليق مفاوضات الانضمام التي بدأت مع انقرة في تشرين الاول(اكتوبر) 2005.

لكنها اكدت في المقابل بحسب المصدر انه في حال اصرت تركيا على ابقاء مرافئها مغلقة في وجه السفن القبرصية اليونانية فان المفوضية ستصدر "التوصيات الضرورية" قبل القمة الاوروبية المقرر عقدها في 14 و15 كانون الاول(ديسمبر).

المفوضية الاوروبية

واعلنت المفوضية الاوروبية اليوم انها ستصدر بحلول منتصف كانون الاول/ديسمبر "التوصيات اللازمة" في حال لم تلتزم تركيا بتعهداتها بخصوص قبرص. واضافت انها "ستصدر التوصيات اللازمة قبل انعقاد مجلس الاتحاد الاوروبي في كانون الاول/ديسمبر اذا لم تلتزم تركيا بتعهداتها". وتابعت ان "الفشل في تطبيق تعهداتها بالكامل سيكون له اثر على العملية الاجمالية للمفاوضات" في اشارة الى رفض تركيا فتح مطاراتها وموانئها امام السفن والطائرات القبرصية اليونانية.

اردوغان يستبعد قطيعة مع الاتحاد الاوروبي

واستبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الاربعاء "قطيعة" مع الاتحاد الاوروبي، لكنه رفض التنازل في الملف القبرصي الذي يهدد مستقبل مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. وتحدث اردوغان امام عدد قليل من الصحافيين قبيل اصدار المفوضية الاوروبية في بروكسل تقريرا حساسا حول التقدم الذي احرزته انقرة على طريق الانضمام الى الاتحاد، معربا عن تفاؤله بالعلاقات الراهنة بين اوروبا وتركيا. وقال "تعليق، قطيعة، هذان الامران مستحيلان (...) ستتواصل جهودنا، حتى بلد مثل بريطانيا انتظر 11 عاما قبل ان يصبح عضوا كاملا".

لكن اردوغان تمسك بموقفه حيال قبرص مطالبا برفع العقوبات الدولية عن "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة. واقر بامكان حصول "فترة ركود" في العلاقات بين انقرة ودول الاتحاد، لافتا الى ان "هذا الامر رهن بموقف اليونان وقبرص الجنوبية"، اي جمهورية قبرص التي لا تعترف بها تركيا.

واعلنت المفوضية الاوروبية الاربعاء انها ستصدر قبل منتصف كانون الاول(ديسمبر) "التوصيات الضرورية" في حال لم تلتزم تركيا بحلول الموعد المذكور واجباتها حيال قبرص، ما يعني منح خمسة اسابيع للتسوية التي تسعى اليها الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي.

وكانت فنلندا اقترحت خطة لاستئناف التجارة المباشرة بين الاتحاد الاوروبي و"جمهورية شمال قبرص التركية" وتشجيع انقرة على فتح بعض موانئها ومطاراتها امام السفن والطائرات القبرصية اليونانية.

ووقعت تركيا في تموز(يوليو) 2005 بروتوكول انقرة الذي لحظ توسيع اتحادها الجمركي مع اوروبا بحيث يشمل الدول العشر التي انضمت الى الاتحاد عام 2004، لكنها ترفض تطبيق هذا الاتفاق على القبارصة اليونانيين. ورغم تهديد العديد من القادة الاوروبيين بتعليق مفاوضات الانضمام، تطالب انقرة برفع الحظر عن "جمهورية شمال قبرص التركية".

واعتبر اردوغان ان الخطة الفنلندية "حسنة النية" لكنه قال ان "كل شيء كان شفويا" مؤكدا ان بلاده كانت واضحة منذ البداية. واضاف "قلنا لهم: لا تنتظروا منا (ان نفتح) المرافىء ما دمتم لم تضعوا حدا لعزلة جمهورية شمال قبرص التركية".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف